رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرجة ومديرة التصوير هايا خيرت: تكريمى من مهرجان «كان» تعويض من ربنا

 هايا خيرت
هايا خيرت

قالت المخرجة المصرية الشابة ومديرة التصوير «هايا خيرت» إن فوزها بالجائزة التشجيعية «Angénieux Special Encouragement Award»، من إدارة مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته الحالية الـ٧٦، هو تعويض من ربنا لها ولوالدها، الذى دعمها وأهداها أول كاميرا فى عمر ٨ سنوات، بعد أن تعرض مؤخرًا لحادث كبير.

وأوضحت المخرجة المصرية، فى حوار مع «الدستور»، أن فيلم «Dark Chocolate»- الذى فازت من خلاله بالجائزة، وسبق أن فاز بجائزة «أفضل فيلم قصير من اختيار الجمهور»، خلال مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى عام ٢٠١٩- يمس بنات كثيرات فقدن السند بسفر الأب للخارج لمدة طويلة، ناصحة كل امرأة مصرية بألا تفقد أنوثتها، وأن تعمل على تحقيق ذاتها، من أجل التميز والنجاح.

■ بداية.. كيف جاءت مشاركتك فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى؟ ومن وجه إليك الدعوة للتكريم؟ 

- تمت دعوتى للتكريم والحصول على جائزة «Angénieux» التشجيعية، التى تقدم على هامش فعاليات مهرجان «كان» السينمائى، من إحدى الشركات العالمية التى تصنع العدسات، باعتبارى إحدى المواهب المصرية الواعدة فى صناعة السينما.

■ ما موضوع فيلمك «Dark Chocolate» الذى فزت عنه بالجائزة؟

- من يشاهد الفيلم سيعتقد فى البداية أنه «سيرة ذاتية»، فهو يحكى عن علاقة البنت بأبيها، خاصة بعد اضطراره للسفر، وإحساسها وشكل حياتها حين تفتقد السند الموجود فى حياتها.

وأعتقد أن الموضوع لم يتطرق إليه كثيرون، رغم أنه يمس كثيرًا من البنات، وقد مررت بهذه التجربة بعدما سافر والدى إلى خارج مصر لمدة طويلة، وكنت مرتبطة به جدًا، ولست أنا فقط بل إن هناك بنات كثيرات مررن بهذا الوضع.

وأحب أن أقول الآن إننى ووالدى نصارع الحياة معًا، بعد أن تعرض لحادث كبير منذ نحو شهر ونصف الشهر، وبمعجزة خرج من الحادث بأقل الخسائر الممكنة، ولذا تولد لدىّ إحساس حين تمت دعوتى لأول مرة لمهرجان «كان» بأن ما يحدث ليس مجرد تكريم لى فقط، لكنه «تعويض من ربنا»، وتكريم لوالدى الذى دعمنى وأهدانى أول كاميرا فى عمر ٨ سنوات. وطبعًا فإن تكريمى هو تكريم لاسم بلدى فى أكبر مهرجان سينمائى فى العالم، لأن تكريم أى مبدع خارج بلده هو بالتأكيد تكريم لبلده نفسه.

■ من اختار الفنانة أمينة خليل لتسليمك الجائزة؟

- فى البداية سألونى: هل تريدين شخصًا من مصر ليسلمك الجاهزة؟، فقلت: نعم، فسألونى: من هو؟، فقلت: أريد مبدعًا مصريًا، واخترت أمينة خليل لأننا صديقتان وعملنا سويًا فى مسلسل «لا تطفئ الشمس»، وبدايتى الاحترافية كانت مع انطلاق مشوارها، لذا نحن مرتبطتان ببعضنا بعضًا.

■ فى رأيك.. ما أهمية مشاركة مصر فى مهرجان «كان» بصورة سنوية خاصة بعد تكريمك وحصول المخرج مراد مصطفى على جائزة «أسبوع النقاد»؟

- مصر تشارك فى مهرجان «كان» منذ أيام فيلم «باب الحديد»، بأعمال مخرجين كبار مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، والآن نحن نعود بقوة، وسيكون لنا مستقبل كبير ووجود عظيم فى المهرجان، ومن جهتى أتمنى أن أشارك بفيلم جديد فى مهرجان «كان» العام المقبل.

وبالطبع أنا سعيدة وفخورة جدًا بالتكريم، كما أننى سعيدة بمشاركة الفيلم المصرى «عيسى» للمخرج مراد مصطفى، فهو فيلم رائع، ومدير تصويره مصطفى الكاشف جعلنا نشاهد صورة رائعة، وبالمناسبة هو قريب للمخرج المبدع الراحل رضوان الكاشف، ما يعنى أن الإبداع المصرى متواصل ومستمر بداخل دم المصريين.

■ هل تعتقدين أنك كنت محظوظة بالتكريم داخل مصر وخارجها فى سن مبكرة؟

- طبعًا، وأحمد الله أننى استطعت فى وقت قصير بعد تخرجى فى معهد السينما أن أترك بصمة بعملى فى مجال التصوير، وكل من شاهد أعمالى الاحترافية منذ عام ٢٠١٤ يقول إننى لا أتخلى عن شخصيتى فى أعمالى، وإن لى بصمة دائمة و«استايل» لم يتغير.

وقد كنت محظوظة بالفوز بجائزة «أفضل فيلم قصير من اختيار الجمهور» خلال مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام ٢٠١٩، وتكريمى بجائزة وزارة الثقافة المصرية، لأنها تعتبر جائزة تشجيعية لامرأة فى مجال التصوير السينمائى، وهو مجال صعب ووجود المرأة فيه محدود.

كما أننى كنت محظوظة بالحصول على جائزة من دبى فى عام ٢٠٢١، وكانت عن إعلان توعوى له علاقة بختان الإناث، وهو موضوع مهم وخطير، والدولة اتخذت فيه إجراءات مهمة، لكننا ما زلنا نحتاج لمزيد من تغيير الذهنية العامة تجاه هذا الموضوع.

وحين عملت فى هذا الإعلان ضمن الحملة ضد الختان اكتشفت أن الموضوع منتشر بشدة، ليس فى الطبقات الفقيرة أو غير المتعلمة فقد، لكن أيضًا فى الطبقات الراقية والمتعلمة، وشكل هذا صدمة بالنسبة لى، لأننا حين نزلنا الشارع واخترنا عينة عشوائية من النساء وسألناهن عن الختان، سواء لهن أو لبناتهن، فوجئنا بالإجابات الصادمة، وازدادت المفاجأة حين نزلنا شوارع الزمالك واكتشفنا انتشار ختان الإناث فى هذا الحى الراقى، ولذلك لا بد من حدوث تغيير حقيقى فى الوعى والفكر والذهنية، والعمل على تحقيق ذلك بكل الطرق الممكنة.

■ ما أهم الأعمال التى شاركت بها وتعتقدين أنك تركت بصمتك عليها؟

- عملت فى مسلسل «أفراح القبة» مع الأستاذ المخرج محمد ياسين، كما صورت فيلم «dark chocolate»، وحصلت على جائزة الجمهور فى مهرجان القاهرة السينمائى، وأيضًا فيلم «أنا»، ومنحتنى شركة «Sony» وقتها كاميرا خاصة لدعم موهبة شابة واعدة، وعملت «music videos» لفنانين كثيرين، كما أننى أعمل كمخرجة إعلانات منذ ٥ سنوات.

■ ماذا عن مشروعاتك فى الفترة المقبلة؟

- أُحضر حاليًا لفيلمى الأول كمخرجة، وهو مصنف كفيلم قصير رغم أن مدته ٢٥ دقيقة، وهناك فيلمان آخران أعمل فيهما كمديرة تصوير، الأول مع المخرج عمرو موسى، والثانى مع المخرجة كوثر يونس.

■ أخيرًا.. ما الرسالة التى ترغبين فى توجيهها للنساء، خاصة الموهوبات منهن؟ 

- أريد أن أقول لكل البنات والسيدات: «كونى نفسك»، لأننى عندما فعلت ذلك وصلت إلى ما أنا عليه الآن، واستعدت طاقتى الأنثوية مرة أخرى، بعد ما كنت على وشك فقدها بسبب العمل وصعوبة الحياة.

كما أريد أن أقول للبنات والنساء فى مجالنا إن مجال التصوير السينمائى يجعل الست تفقد أنوثتها، ونصيحتى لكل واحدة منهن: احترفى وانجحى، ولكن لا تنسى أنوثتك أو تهملى جمالك وروحك الأنثوية لتثبتى أنك «شاطرة وزى الرجالة».

وأؤكد: أنت لا تحتاجين أن تكونى رجلًا ولا أن تتمتعى بخشونة الرجل وترتدين ملابس تشبهه لتكونى مديرة تصوير شاطرة وناجحة، وللأسف حدث لى ذلك فى البداية، لكنى والحمد لله استعدت نفسى كإنسانة وأنثى، ونجحت وتميزت، وصنعت لنفسى بصمة يتم بها تكريمى الآن فى مهرجان «كان».