رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أكثر الدول العربية سمنة".. تعرف على مركز مصر ودور الدهون المتحولة في وفياتها

أرشيفية
أرشيفية

كابوس جديد يداهم مواطني العالم ويلتهمهم حذرت منه وزارة الصحة، إنه "الدهون المتحولة" التي أكدت الوزارة أنها السبب في وفاة أكثر من 17 مليون حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم.

ليس هذا فقط بل أكدت الوزارة أن تلك الدهون تتسبب في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب الوعائية، إذ يقدر نحو 8.39% من وفيات أمراض القلب التاجية تتعلق بتناول الدهون غير المشبعة.

استشاري التغذية والمناعة: يجب الابتعاد عن السمن المُهدرج واللجوء إلى “البلدي”

من جانبها أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري التغذية والمناعة في حديثها لـ"الدستور"، أن الدهون المتحولة تتواجد بكثرة في السمن المصنع من الزيوت النباتية محذرة المواطنين من استخدامه، كما أوضحت أن هذه الدهون الضارة تتكون نتيجة غلي زيت القلية مرات عديدة، مما يسبب معه أضرار  خطيرة أبرزها انسداد الشرايين.

لذا طالبت نهلة المواطنين بضرورة الابتعاد عن السمن المصنع من الزيوت النباتية واستبداله بالزبدة أو السمن الفلاحي أو بزيت الزيتون ولكن بكميات محدودة كذلك، لكونهما أيضًا دهون يسبب الإفراط في تناولها أضرار.

وكان قد أكد  الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، قد أكد في جلسة نقاشية ضمن قمة القلب العالمية، على هامش انعقاد اجتماعات الجمعية العامة الـ76 لمنظمة الصحة العالمية بـ«جنيف»، أن الدهون المتحولة هي سبب رئيس لأكثر من 17 مليون حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم.

وتابع: "تتسبب الدهون في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب الوعائية"، مشيرا إلى موافقة مصر مؤخرًا على سياسة تحظر الدهون المتحولة، والتي تعد سببا رئيسيا لأمراض القلب والأوعية الدموية، منوها إلى منح المصنعين والمستوردين فرصة لمدة عام لتوفيق أوضاعهم والامتثال لضوابط وسياسات حظر الدهون المتحولة.

وحسب منظمة الفاو للأغذية فإن الفرق بين الدهون غير مشبعة والدهون المتحولة هو أن الأول  تلك التي توجد في الغالب في الأغذية والزيوت النباتية (مثل زيت الكانولا وزيت الزيتون وزيت الفول السوداني وزيت عباد الشمس وزيت الذرة) وكذلك في بعض أنواع الأسماك الدهنية "السلمون والتونة والسلمون المرقط والماكريل والسردين والرنجة".

بينما الدهون المتحولة فإن هذا النوع من الدهون يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة بكميات صغيرة،ولكن معظم الدهون المتحولة تكون مصنوعة من الزيوت من خلال معالجة الطعام باتباع طريقة الهدرجة الجزئية.

من جهته قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس،"لا تُعرف للدهون المتحوّلة فوائد، في حين أنها تنطوي على مخاطر صحية جمة تثقل كاهل النظم الصحية.

وفي المقابل، فإن القضاء على الدهون المتحوّلة فعال من حيث التكلفة ويعود بفوائد كبيرة على الصحة، وبعبارة بسيطة، فإن الدهون المتحولة هي مادة كيميائية سامة مميتة، ولا ينبغي استخدامها في الأغذية. وقد آن الأوان للتخلص منها نهائيا". 

من أكثر الدول العربية سمنة؟

تأتي الكويت حسب بيانات مرصد السمنة العالمي في المركز الأول من حيث معدلات السمنة للرجال في الدول العربية بـ 34.28%، وهي تحتل المركز 15 في الترتيب العالمي للسمنة بين الرجال البالغين، ضمن 200 دولة حول العالم.

تلت الكويت دولة قطر التي جاءت في المركز 16 عالميًا والثانية عربيًا، بمعدل سمنة يبلغ 33.46%، ثم في المركز 17 عالميا كانت المملكة العربية السعودية، والثالثة عربيا بمعدل 31.73%.

وجاء الأردن  في المركز الرابع عربيا و23 عالميا بمعدل 29.17%، ثم الإمارات في المركز 26 وفقا للترتيب العالمي للسمنة عند الرجال، وبالترتيب الخامس من حيث الدول العربية، بمعدل 28.44%.

أما لبنان جاء في المركز 27 عالميًا، ثم فلسطين في المركز 31، والبحرين في المركز 34، وليبيا في المركز 38، والعراق في المركز 55، ثم عمان في المركز 60.

  • بينما جاءت مصر فتأتي في المركز 61 عالميًا.

إحصائيات السمنة في مصر

وقد أكدت دراسة حديثة أن 39.8% من المصريين البالغين يعانون من السمنة، (مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 كجم/م2)، وفقًا لمسح أجرته حملة "100 مليون صحة" عام 2019، وشمل 49.7 مليون مصري.

وأشارت الدراسة إلى أن نتائج المسح أفادت بأن السمنة أكثر انتشارًا بين النساء، بنسبة 49.5%، مقابل 29.5% عند الرجال.

كما ذكرت أن العدد المتوقع للبالغين الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم بسبب السمنة يصل الى ما يقرب من 13 مليون مصري.

ويقدر عدد المصريين المصابين بدهون الكبد بسبب مرض السمنة بحوالي 8.5 مليون مصري بالغ، كذلك تشير أرقام الدراسة أن عدد المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم الناجم عن السمنة يصل الى حوالي 6 ملايين مصري بالغ، ليصل إجمالي الوفيات المتوقعة بسبب السمنة طبقًا للدراسة لنحو 114،879 سنويا وهو ما يمثل 19.08٪ من إجمالي الوفيات المقدرة لعام 2020.

في عام 2018 ومع ارتفاع معدلات السمنة والتقزم والأنيميا بين طلاب المدارس، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإطلاق المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأمراض الثلاثة، بهدف خلق جيل من الأطفال، لديهم مفهوم ثقافي صحي، وتوعيتهم وأولياء الأمور بأهمية الفحص واتباع نظام غذائي صحي سليم.

مبادرات قامت بها الدولة للتخلص من السمنة 

استهدفت المبادرة الرئاسية في البداية طلاب المدارس الإبتدائية على مستوى محافظات الجمهورية كما تضمنت إجراء مسح طبي للطلاب، وقياس الوزن والطول ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، لتضم بعد ذلك طلاب المرحلة الإعدادية.

وقد قدمت المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن السمنة والتقزم والأنيميا، العلاج اللازم للأطفال بالمجان دون تحمل أي أعباء مادية.

وتعليقًا على هذه المبادرة الرئاسية، قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان،أن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر لطلاب المدارس، تنطلق مع بداية كل عام دراسي جديد، مشيرًا إلى أنّ المبادرة استطاعت خلال عام2022 وحدة، الكشف على قرابة 12 مليون طالب بالمدارس الحكومية.

وفي عام 2019 انطلقت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية، من المبادرات القوية التي لم تحدث في العالم، مشيرة إلى أنه سيجري إطلاق أكبر حملة توعية بالنظم الغذائية الصحية السليمة وطرق التخلص من السمنة لمدة 4 سنوات في كل وسائل الإعلام المختلفة.