رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تغير المناخ يهدد الزراعة والأمن الغذائي في القارة السمراء.. و (UNEP) يدعم إفريقيا

تغير المناخ
تغير المناخ

تعاني قارة إفريقيا من آثار تغير المناخ بشكل خاص، تأثرت فيها الزراعة والأمن الغذائي وسبل عيش شعوبها بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات والآفات والأمراض.

ووفقًا لدراسة أعدها مركز فاروس للدراسات الإفريقية، فإن تغير المناخ يسبب انخفاضا في إنتاجية المحاصيل الرئيسية، مثل الذرة والأرز والقمح؛ مما يحدث آثارا ضارة على الأمن الغذائي والتغذية والنمو الاقتصادي.

وتشير تقديرات إلى أن تغير المناخ سيسبب خسارة سنوية تتراوح بين 2 و4% من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بحلول عام 2040، كما يتوقع المركز الإفريقي لسياسات المناخ أن الناتج المحلي الإجمالي سيعاني من انخفاض كبير نتيجة ارتفاع درجة الحرارة العالمية.
 

مبادرات بيئية
 

وتحتاج القارة السمراء إلى تعزيز قدرتها على التكيف مع تغير المناخ من خلال اتخاذ إجراءات تستند إلى النظم الإيكولوجية، مثل حماية وإدارة الموارد المائية والتربة والتنوع البيولوجي، وزيادة كفاءة استخدام الموارد والطاقة، ودعم التنمية الزراعية المستدامة والابتكار.
 

ويدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إفريقيا من خلال مشاريع وبحوث في مجال التكيف القائم على النظم الإيكولوجية، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتخفيف آثار التلوث على المناخ.

وتهدف هذه المبادرات إلى حماية البيئة وسبل كسب العيش للسكان الضعفاء في أفريقيا، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، واتفاق باريس حول تغير المناخ (Paris Agreement)، وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي (AU Agenda 2063).

 

تحديات قاسية 
 

من جانبه، يوضح يحيى عبد الجليل، خبير التغيرات المناخية، إن التحديات التي تواجه الزراعة في إفريقيا بسبب تغير المناخ، تتمثل في انخفاض إنتاجية المحاصيل بسبب الحرارة والجفاف والفيضانات والآفات والأمراض، وزيادة الإجهاد المائي ونقص الموارد المائية للري، بالإضافة إلى تغير المناطق المناسبة للزراعة وتحولات في المديات الجغرافية والأنشطة الموسمية.


ويستكمل "عبد الجليل" حديثه مع "الدستور"، موضحًا أن فقدان التنوع البيولوجي والخدمات الإيكولوجية التي تدعم الزراعة تتسبب في تدهور القطاع بشكل كامل، بجانب انخفاض القيمة التغذوية للمحاصيل بسبب انخفاض مستويات المغذيات الدقيقة، وذلك ما يؤثر بالسلب على الأمن الغذائي والتغذية والصحة والنمو الاقتصادي، ويزيد من الأعباء مالية للمزارعين والحكومات للتكيف مع تغير المناخ.

وعن المحاصيل الأكثر تضررًا، يؤكد أن الذرة والقمح والأرز والشعير، التي تعتبر من المحاصيل الأساسية في القارة، وتتأثر سلبًا بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، فضلًا عن القهوة والشاي والكاكاو والقطن، التي تعتبر من المحاصيل الزراعية الهامة للتجارة والتصدير، وتتأثر سلبًا بالجفاف والآفات والأمراض.

 

"المحاصيل البستانية أيضًا تتأثر بشكل ملحوظ من هذه الأزمة، مثل المانجو والموز والبرتقال، التي تعتبر من المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية، وتتأثر سلبًا بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المغذيات في التربة"، وفق حديث "عبد الجليل".

 

حلول زراعية
 

أما عن الحلول لمواجهة تحديات تغير المناخ، يقول: "من الضروري تبني آليات زراعية جديدة تعمل بالذكاء المناخي، مثل استخدام أصناف محاصيل وأنواع مواشي مقاومة للجفاف والحرارة والآفات والأمراض، بجانب تحسين إدارة الموارد المائية والتربية والتنوع البيولوجي، وحماية النظم الإيكولوجية التي تدعم الزراعة.


وينوّه أيضًا إلى أهمية زيادة استخدام الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في القطاعات الزراعية والغذائية، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة، بالإضافة إلى تقليل فقد الأغذية وهدرها عبر سلاسل التوريد الزراعية والغذائية، وزيادة قيمة المنتجات المحلية.


ويستطرد: "يجب أيضًا تعزيز قدرات المزارعين والمجتمعات الريفية على التكيف مع تغير المناخ، وتوفير التمويل والتأمين والخدمات التقنية، بالإضاف إلى تحسين التخطيط والإبلاغ عن إجراءات التكيف والتخفيف في قطاعات الزراعة، وتحديث بيانات المناخ والزراعة بشكل دائم وسريع".

 

تأثير اقتصادي

 ويشير "عبد الجليل" إلى تأثير التغيرات المناخية في خفض إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية والأحياء المائية؛ مما يقلل من الدخل والأمن الغذائي للمزارعين والمجتمعات الريفية، بجانب زيادة فقد الأغذية وهدرها عبر سلاسل التوريد الزراعية والغذائية؛ مما يزيد من التكاليف وينقص من القيمة المضافة.

وفي ختام الحديث، ينوّه إلى أن تزايد مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والآفات والأمراض، يتسبب بشكل مباشر في ارتفاع التكاليف والخسائر، بالإضافة إلى تقليل قدرة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الجوع والفقر.