رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد قسطنطين وهيلانة.. المارونية: لهذا شدد الله على المحبة بين جميع الوصايا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى الأحد السابع من زمن القيامة، والمعروف باحد وصيّة يسوع الجديدة في الكنيسة المارونية، كما تحتفل الكنيسة بذكرى القدّيسان قسطنطين وهيلانة المعترفان، وهيلانة هي زوجة القائد الرومانيّ قسطنس كلور، وأُمّ الإمبراطور قسطنطين. طلّقها زوجها فتحمّلت مُصابها وراحت تهتمّ بابنها. أضحى قسطنطين ملكًا على الشرق، فأعطى أُمَّه لقب الإمبراطورة. وسمح لها بتوزيع الهبات والصدقات على الفقراء والبائسين.


زارت أورشليم والأراضي المقدّسة واكتشفت خشبة الصليب. بنت كنيسة فوق قبر المسيح وكنيسة ثانية في مكان صعود الربّ وأُخرى في بيت لحم. عادت إلى القسطنطينيّة حيث ماتت سنة 328.


وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تزخر كلمات الإنجيل المقدّس بوصايا الربّ. فلماذا إذًا قال لنا الربّ إن المحبّة هي وصيّته هو؟ "وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم". هذا لأنّ كلّ وصيّة تنحدر من المحبّة الوحيدة وأنّ التّعاليم كلّها واحدة وهي ترتكز على المحبّة، تتفرّع أغصان الشجرة من الجذور نفسها؛ وكذلك تنبع الفضائل كلّها من المحبّة. أمّا أغصان الأعمال الحسنة، فهي لا تبقى خضراء نضرة إن انسلخت عن جذور المحبّة. كثيرة هي وصايا الربّ، ولكنّها في الحقيقة واحدة؛ هي كثيرة بتعدّد الأعمال وواحدة في جذور المحبّة.

كيف يمكننا المحافظة على هذه المحبّة؟ هذا ما أخبرنا به الربّ: في معظم تعاليمه في الكتاب المقدّس، أمر أصدقاءه بأن يحبّوا بعضهم من خلاله، وبأن يحبّوا أعداءهم من أجله. فمَن يحبّ صديقه من خلال الله ويحبّ عدوّه إكرامًا الله يمتلك المحبّة الحقيقيّة.

ثمّة أشخاص يحبّون أقرباءهم بسبب العاطفة التي تنشأ من علاقة القربى. إنّ كلمات الإنجيل المقدّس لا تلوم هؤلاء الأشخاص. لكن ما ننسبه عفويًّا إلى الطبيعة يختلف عن واجب الطاعة بفعل المحبّة. إنّ الأشخاص الذين تحدّثت عنهم للتوّ يحبّون أقرباءهم بدون شكّ، لكن بحسب الجسد لا بحسب الروح.... عندما قال الربّ: "وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً"، أضاف فورًا: " كما أَحبَبتُكم". هذه العبارات تعني بوضوح: "أحبّوا بعضكم بعضًا للسبب نفسه الذي أحببتكم من أجله".