رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمل دنقل.. شاعر الرفض

أمل دنقل
أمل دنقل

 

هل أبالغ لو قلت إن ذكراه مُخيفة؟ ولماذا تكون؟ هل لأنها تعيد على مسامعنا سيرة الألم، وقصائد الشعر التى تقسم القلب إلى نصفين؟.. هى ذكرى رحيل أمل دنقل الشاعر الذى عاش ٤٣ عامًا فقط، وتحول إلى أيقونة للشعر والنضال العربى والقومى، وصارت كلماته ملهمة للمثقفين والأدباء والقراء أجيالًا بعد أجيال.

«أمل» الذى ولد فى يوليو ١٩٤٠ فى قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، هو مثال حى للشاعر ابن بيئته وثقافته العربية الأصيلة، فنشأ فى أسرة تحب الشعر وتقدس الثقافة والمعرفة، وهو ابن بار للقضية العربية والمصرية، فعاش أفراحها بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، كما عاش انكساراتها فى نكسة يوليو ١٩٧٦، وكان شعره أكبر معبر عن همومه وهويته وأحلامه الوطنية والقومية. 

٤٠ عامًا مرت على رحيله، لكنه ما زال حيًّا فى قلب الثقافة العربية، كواحد من الآباء المؤسسين للشعر العربى منذ الستينيات حتى الآن، فهو ما زال المحطة الرئيسة فى حياة أى شاعر أو أديب، سواء على مستوى التأثر أو الاستلهام من تجربته.

كما أن شعره تجاوز خصوصية المثقفين إلى براح الجماهير والقراء العاديين، ولعلّ قصيدته «لا تصالح» أبرز مثال على ذلك التجاوز، وهى القصيدة الأشهر فى أعماله، التى ظلت أكبر محرض على الوحدة العربية، ومقاومة المحتل.

٦ دواوين شعرية تركها، هى عيون الشعر العربى ودرة تاجه، ومنها «البكاء بين يدى زرقاء اليمامة»، و«العهد الآتى»، و«أقوال جديدة عن حرب البسوس».

أما آخر تلك الدواوين فكان «أوراق الغرفة ٨»، الذى سجل فيه أروع لمحات شعرية وأقساها فى نفس الوقت، لأنها تصور حجم معاناته فى مرض السرطان، وكيف قضى أيامه الأخيرة تحت وطأة عذاب المرض فى غرفته رقم ٨ فى المعهد القومى للأورام، حتى توفى فى ٢١ مايو عام ١٩٨٣.