رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة برنارد لويس.. كيف كشف جلال أمين أساليب تشهيره بالمسلمين؟

برنارد لويس
برنارد لويس

تحل اليوم ذكرى وفاة المستشرق اليهودي برنارد لويس الذي ألّف الكثير من الكتب عن الشرق الأوسط والإسلام وتعرّض فيها إلى كثير من القضايا مثل الانقسامات الطائفية وصعود الأصولية، ولكن شهرته الأوسع جاءت بما أرساه من مخطط لتقسيم الوطن العربي خدمة لمطامع أجنبية. 

ولد لويس في لندن، وعمل أستاذًا مساعدًا للدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية عام 1938، كما عمل خلال الحرب العالمية الثانية في الاستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط، وفيما بعد عمل أستاذا لتاريخ الشرق الأدنى والأوسط في كلية الدراسات الشرقية. 

ستة مبادئ للتشهير بالمسلمين

في مقال له بمجلة "العربي" بعنوان "برنارد لويس.. دليل الرجل الذكي إلى التشهير بالمسلمين"، والذي نشر بتاريخ 26 يوليو 2003، قال المفكر المصري جلال أمين إن المستشرق اليهودي لم تكن لديه الرغبة في كل مؤلفاته أن يذكر الحقيقة الكاملة عن الإسلام بسبب ولائه للصهيونية الذي دفعه دائما لذكر ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين.

وحدد  أمين ستة مبادئ رأى أن برنارد لويس اعتمدها كمنهجية في التشهير بالمسلمين وهي: عدم ادخاره أي جهد في إلحاق وصمة عار بالإسلام والمسلمين، والزعم بأن العربي المسلم يحمل أكبر قدر من الكراهية للآخرين، والزعم بأن المسلمين مصدر تهديد دائم، ومحاولة إظهار المسلم العدو على أنه ليس نسبة صغيرة من المسلمين وإنما تعميم الأمر، وتشويه سمعة الإسلام لخدمة بعض المصالح الأمريكية ولتحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام.

الحقيقة الكاملة عن الإسلام

قال جلال أمين عن المستشرق الراحل: ها هو ذا رجل نشر في الستين عاماً الماضية عدداً كبيراً من الكتب التاريخية عن العرب والمسلمين والشرق الأوسط، تفصح عن علم واسع وانكباب طويل على المصادر التاريخية الأصيلة، فاكتسب شهرته كمؤرخ خبير بأي شيء يتعلق بالإسلام، ولكن لا رغبة عنده البتة في ذكر الحقيقة الكاملة عن الإسلام، بل لديه دافع قوي للغاية، بسبب ولائه للصهيونية، لذكر ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين، فكيف لا يستفاد منه؟

وتابع: “لم تمض شهور قليلة بعد أحداث 11 سبتمبر حتى صدر لبرنارد لويس كتاب عن الخلفية التاريخية لهذه الأحداث، في رأي لويس، وهو كتاب أين مكمن الخطأ؟ What Went Wrong? ويقصد بهذا العنوان السؤال الآتي: ما هو بالضبط الذي جعل المسلمين يرتكبون أحداث 11 سبتمبر، ويتجرأون على تفجير البرجين الشهيرين في نيويورك، ووزارة الدفاع في واشنطن، حتى وصل بهم الأمر إلى تهديد العالم كله على هذا النحو؟”.

واستطرد: "طبعاً اتبعت كل الأساليب لضمان نجاح الكتاب وتسويقه على أوسع نطاق ممكن، فالرسالة التي يحملها من المهم أن تصل في هذا الوقت إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وهذه الرسالة هي أن هناك أشياء متأصلة وعميقة للغاية في نفسية المسلمين وعقليتهم تجعلهم يتصرفون على هذا النحو الذي شهدناه في 11 سبتمبر".

وأضاف أمين في مقاله: فعلاً تصدر الكتاب قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، وأعيد طبعه مرات عدة، فالجميع يريد أن يعرف المزيد عن هذا الإسلام الذي يسمع عنه للمرة الأولى، وأن يفهم لماذا يقبل بعض المسلمين على ارتكاب هذا العمل الجنوني، فجاءت الاجابة سهلة وواضحة: إنهم ارتكبوا هذا العمل الجنوني لأنهم مسلمون، لا أكثر ولا أقل.