رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تحذير ألماني.. خبراء يكشفون حقيقة وجود “الزرنيخ السام” فى الأرز المصري

الزرنيخ السامة داخل
الزرنيخ السامة داخل الأرز

تحذير ألماني أطلقه المعهد الألماني لتقييم المخاطر ظهر منذ فترة، ولكنه عاود مجددًا الظهور تلك الفترة وهو بخصوص وجود كميات كبيرة من مادة الزرنيخ السامة داخل الأرز ليمثل هذا التحذير ضجة كبيرة حول خطر "طبق الأرز" الذي يعتبره الكثيرون حول العالم الغذاء الرئيسي على المائدة.

فقد حذر المعهد الألماني لتقييم المخاطر من الكميات الكبيرة لمادة الزرنيخ التي يحتويها الأرز وكذلك المواد الغذائية المصنوعة منه. 

طريقة زراعة الرز وغمر جزء كبير من النبتة في الماء ذلك السبب الذي أرجع إليه المعهد احتواء الأرز على الزرنيخ، وأوضح المعهد أن الزرنيخ الموجود في المياه الجوفية ينتقل إليه، ومن الطبيعي أن يدخل جوف الإنسان كمية بسيطة من الزرنيخ عندما يتناول الأرز ومشتقاته.

 

60 مليجرام من الزرنيخ يقتلوا الإنسان

والزرنيخ هو واحد من أشد المواد السامة إذ أن مجرد تناول جرعة صغيرة منه، بحدود 60 مليجرام، تكفي لموت الإنسان، كما أنه يعيق عملية التمثيل الغذائي في الخلية، بحيث لا تنتج أي طاقة بعدها، ويعد من علامات التسمم بالزرنيخ أن يشعر الإنسان بألم في المعدة وغثيان وإسهال، وهكذا قد يفقد الإنسان الكثير من الطاقة والبروتينات والسوائل وينتهي الأمر بوفاته.

وأكد المعهد أن دخول عنصر الزرنيخ من المحاصيل وأنواع الطعام المختلفة أمر طبيعي، ولكن الأمر الخطير هو أن النسبة التي تدخل جسم الإنسان من مركبات الزرنيخ اللاعضوية عالية نسبيًا، ما يمثل خطورة كبيرة على صحة الإنسان.

 

عبير الباز: الأرز المصري يحتوي على الكميات المسموحة منه

أوضحت الدكتورة عبير الباز أخصائية التغذية العلاجية ومهندسة جودة تغذية، أن عنصر الزرنيخ هو عنصر سام وضار جدًا بالصحة، مشيرة إلى أن الأرز المصري الأبيض لا يحتوي الكميات المخيفة من هذا العنصر، وذلك بفضل ما يمر به من عمليات مثل التخلص من القشرة الخارجية له، موضحة أنه يبقى داخل الأرز كميات بسيطة من الزرنيخ، وهي الكميات المسموح بها والتي لا تسبب أضرارًا على الإنسان.

 

نهلة عبد الوهاب: اللجوء إلى الحبوب الأخرى أفضل

كما أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري المناعة والتغذية بجامعة عين شمس، أن الأرز الأبيض لا يحتوي على الزرنيخ، موضحة أن هذه مشكلة يعاني منها محصول الأرز البني في الدول الأجنبية، مشيرة إلى أنه يحتوي على كميات كبيرة من الزرنيخ تلك التي تتركز في القشرة البنية الخارجية له، بينما تنعدم هذه المشكلة في الأرز الأبيض نظرًا لمروره بعمليات التقشير والتبييض وغيرها من العمليات التي تجعله يتخلص من كميات الزرنيخ العالقة به.

إلا أنها في الوقت نفسه حذرت من تناول الأرز الأبيض بكثرة نظرًا لمروره بتلك العمليات التي تجعله يتخلص بشكل كبير من فائدته، ويصبح غير مغذيًا بصورة كبيرة، بل يتسبب في بعض المشكلات المعوية باعتباره مصدرًا للنشويات فقط.

وأشارت إلى أنه يمكن تناول "الفريك" بديلًا عن الأرز نظرًا لأنه يحتوي على الكثير من الفيتامينات، كما أنه مفيد في "الريجيم" فهو لا يحتوي على سعرات حرارية عالية.

 

جدير بالذكر أن مركبات الزرنيخ اللاعضوية تُصنف على أنها من المواد المسببة للسرطان، ويجب أن لا تحتوي المواد الغذائية إلا على كميات قليلة جدا منها، وذلك حسب البروفيسور أندرياس هينزل، رئيس المعهد الألماني لتقييم المخاطر.

مشتقات الأرز أكثر خطورة 

من جهة أخرى أثبت خبراء المعهد أن المواد الغذائية المصنعة من الأرز، مثل شرائح الأرز "وافل الأرز"، تحتوي على كميات أكبر من الزرنيخ من حبوب الأرز نفسها، والسبب مازال غامضًا، وحسب ما جاء على الموقع الموقع الرسمي للمعهد الألماني لتقييم المخاطر تجرى العديد من الدراسات والبحوث مكثفة من أجل معرفة الأسباب.

واختتم المعهد أن هذه التحذيرات لا تعني وجوب الاستغناء عن تناول الأرز، وإنما تعني فقط التحذير من الإفراط في تناوله، لذا يجب تنويع الغذاء قدر الإمكان، وخاصة تنويع الحبوب على المائدة، كالمواد المحضرة من القمح والشوفان وغيرها.