رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقوفها على القديم.. لهذا السبب وغيره آفل نجم منيرة المهدية

منيرة المهدية
منيرة المهدية

وقوفها على القديم .. لهذا السبب وغيره آفل نجم "منيرة المهدية"، بحسب ما نشر في مجلة الكواكب بعددها الـ15 والصادر بتاريخ 4 يوليو عام 1932.

حيث يوجه الناقد الفني “س. سماحة” في مقاله المنشور عن منيرة المهدية ــ والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1885 ــ تحت عنوان “مطرباتنا في المرآة”، نقد قاسي إلى “المهدية”، لافتا إلى أن من أسباب أفول نجمها: “عدم تجديدها ووقوفها عند الحد الذي تركت الناس عليه من سنين طويلة وهو نقد له وجاهته فالبقاء دائما للأصلح وما نراه اليوم متفقا مع ميلنا ومناسبا لأحوالنا لا ريب أنه في الغد سيكون منبوذا منا لأننا نساير المدنية ونتماشى مع التطور، وأن ما تراه السيدة منيرة المهدية اليوم من ذيوع صيت غيرها وخمول ذكرها لهو نتيجة طبيعية لجمودها وعدم مسايرتها للتجديد وتمشيها مع التطور".

 

ــ منيرة المهدية تنال جائزة الغناء المسرحي

ويستدرك “سماحة”: “ولا بد أن نشير هنا إلي ما لاقته السيدة منيرة المهدية في مصر وفي غير مصر من البلاد الأجنبية من التقدير ففي مصر ظلت وقتا طويلا قابضة علي ناصية الغناء لا يزاحمها فيه أحد. وقد نالت الجائزة الأولي الممتازة في المسابقة التي أعدتها وزارة المعارف العمومية بدار الأوبرا سنة 1926 في الغناء المسرحي”.

كما أنها حين رحلت إلى إسطنبول غنت في حضرة "مصطفى كمال" رئيس الجمهورية التركية، فأعجب بها كثيراً وأهداها صورته بتوقيعه تقديراً لها. كما حصلت على نيشان الجدارة من باي تونس، ويجب الاعتراف بأن أسطوانتها "أسمر ملك روحي"، تلك الأسطوانة الخالدة، لا تزال تحتل مكانتها الأولى بين الناس الذين يجدون فيها طربًا لنفوسهم كلما عاد إليهم الحنين إلى أيام منيرة المهدية.

وحول بداياتها في عالم الطرب والفن، يذكر الناقد الفني لمجلة الكواكب “س. سماحة”، أن المطربة منيرة المهدية نشأت كفتاة ريفية معدمة في إحدى بلاد مديرية الشرقية، وكانت نحيفة الجسم وصغيرة التكوين وتشبه في شكلها فتيات الأعراب. وصادف أن اكتشفت صوتها أحد أفراد الأسرة "الأباظية" وكان يعطف عليها ويرعاها، فنبهها إلى مواهبها الكامنة فيها، وانتشر خبرها ثم وجدت من شجعها وحبب إليها احتراف الغناء.

 

ــ منيرة المهدية تفتتح مقهي “نزهة النفوس”

وكان أن رحلت منيرة المهدية إلي مصر  “القاهرة”، وافتتحت مقهي "نزهة النفوس"، التي كان يؤمها القصاد من كل واد، ولقيت نجاحا عظيما وإقبالا من العمد والأعيان. وصار الناس يلهجون بذكر أسمها ويشيدون بمحاسن صوتها. 

ومر وقت كانت خلاله قبلة الأنظار تفيض صالتها بعلية القوم وتدر عليها الذهب النضار، إلي أن شبت الحرب فأغلقت المقاهي ومن بينها "نزهة النفوس"، فلجأت منيرة المهدية إلي المسرح وكونت فرقة عملت بدار التمثيل العربي، حيث مثلت روايات المرحوم الشيخ سلامة حجازي التي كان يظهر في أحد فصولها علي تخت غناء مثل روايتي "صدق الإخاء"، و"علي نور الدين"، ثم مثلت رواية "صلاح الدين الأيوبي".

 

ــ منيرة المهدية علي مسرح الكورسال

 وبعد ذلك اتصلت منيرة المهدية بالأستاذ "فرح أنطون" الذي ترجم لها كثيرا من الروايات من نوع الكوميدي الموسيقي، والتي نجحت من ناحيتي الإقبال والإيراد، ثم وجدت أن دار التمثيل العربي أصبحت تضيق بروادها من النظارة فانتقلت إلي الكورسال وابتدأت برواية "كارمن" من ترجمة الأديب فرح أنطون وتلحين كامل الخلعي وكان الإقبال منقطع النظير، وبالتالي كان الدخل عظيم جدا، والنظام والإدارة علي أتم ما يكونان بفضل زوجها السابق "محمود أفندي جبر"، الذي كان لانفصالها عنه أكبر الأثر فيما صادفها بعد ذلك من اضطراب وخلل.