رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بيزنطيو مصر" يحتفلون بتذكار القديس الشهيد إيسيذوروس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القديس الشهيد إيسيذورس الذي كان في جزيرة خيّو، الذي استشهد في عهد الإمبراطور داكيوس حول سنة 250.

بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "قالَ هذا وتَفَلَ في الأَرض، فجَبَلَ مِن تُفالِه طيناً، وطَلى بِه عَينَي الأَعْمى". فتدفّق النور من الأرض، كما في البدء، عندما كان "على وجه الغمر ظلامٌ" وأمَرَ وقالَ: "لِيَكُنْ نور، فكانَ نورٌ" وُلِدَ من الظلام  وهكذا شفى علّةً كانت موجودةً منذ الولادة، كي يبيّن أنّه هو، مَن تستطيع يده أن تُكمل ما ينقص في الطبيعة، هو نفسه مَن صنعَت يدُه الخليقةَ في البدء. وبما أنّهم كانوا يرفضون الإيمان بأنّه كان قبل ابراهيم، فقد برهن بهذا العمل أنّه كان ابن من بيده "جَبَلَ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض" 

لقد فعل ذلك لكي يؤمن الّذين يطلبون الآيات: إذ "كانَ اليَهودُ يَطُلبونَ الآيات"  ليست بِركَةُ سلوام هي مَن فتحَتْ عَينَيّ الأعمى، ولا مياه نهر الأردن هي الّتي طهّرت نعمان : بل إنّ وصيّة الله هي الّتي أتمّت كلّ شيء. وأكثر من ذلك، ليس ماء معموديّتنا هو ما يطهّرنا، بل أسماء الثالوث الّتي نلفظها عليه. "فجَبَلَ مِن تُفالِه طيناً، وطَلى بِه عَينَي الأَعْمى" كي ينظّف الفرّيسيّون عمى قلوبِهم... إنّ الّذينَ يرَون النور المادّي، كان يقودهم أعمى كان يرى نور الروح؛ وكان الّذين يرَون من الخارج يقودون الأعمى في ليله، غير أنّهم كانوا عميانًا روحيًّا. 

غسل الأعمى الطّين عن عينيه، فرأى نفسه؛ وغسل الآخَرون العمى عن قلوبهم، ففحصوا أنفسهم. وهكذا، عندما فتح ربُّنا عينَيّ أحد العميان من الخارج، كان يفتح سرًّا أعين الكثير من العميان الآخَرين... وفي هذه الكلمات القليلة من الربّ كانت مخبّأةً كنوزٌ رائعة، وفي هذا الشفاء، كانت علامةٌ مرسومةً: الرّب يسوع، ابن الله الخالق.