رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا ستحقق سوريا من مشاركتها في القمة العربية بالسعودية؟.. خبير يجيب لـ"الدستور"

سوريا
سوريا

قال محمد كمال الجفا الباحث السياسي السوري، إن أكثر التوقعات تفاؤلا لكل المختصين والمتابعين لملف المصالحات العربية مع دمشق لم يكن في حسبانهم سرعة حسم عودة مقعد سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية وما يترتب عنه من ارتدادات محلية وعربية وإقليمية إن كانت إيجابية على محور التضامن العربي ولملمة الجراح التي سببها الجرح السوري للجميع أو على مستوى رد فعل المعارضة والمعرقلة لأي تطور إيجابي في ملف التسويات الإقليمية، وإنهاء بؤر توتر وحروب دامت لأكثر من عقدين أثخن في جراح جسدنا وعمقنا وتاريخنا ومستقبل أبنائنا.

وأضاف الجفا في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “لكن قطار التطبيع استمر على الرغم من كل ما اعتراه من مطبات وبل عملت دوائر معادية لهذا المسار على تسخير قنوات وأقلام وسياسيين لتصوير هذا المسار التقارب على أنه فخ منصوب للدولة السورية، وأن هناك شروطا تعجيزية فرضت على الدولة والنظام السوري للقبول بها أو سيكون هناك خيار واحد ضدها وهو الحرب ومن ضمن هذه الشروط الانتقال السياسي للسلطة وتطبيق القرار 2254 بكل بنوده وهذا يعني في نظرهم إزاحة النظام السياسي والعسكري والأمني وتفكيك منظومة الدولة السورية وهو الشرط الذي وضع في بداية الحرب على سوريا وقاتلت من أجله 12 عاما وفشلت كل الدول التي حاربت دمشق في الوصول إلى هذا الهدف فكيف يمكن للقيادة السورية أن تطبق هذا القرار بعد فشل خيار الحرب وهذا هو الحلم الذي تنتظره الدول التي بقيت تكافح لإفشال أي تسويات سياسية في سوريا وبل إجهاض كل الجهود العربية الطبية لإنهاء تدريجي لهذا الملف الدامي”.

وأشار الجفا إلى أن مجلس جامعة الدول العربية اتخذ قراره التاريخي وبدأت الدول العربية تبني عليه قانونيا لإعادة الدفء إلى ملف العلاقات مع سوريا وكانت مفاجئة المملكة العربية السعودية والتي فاجئ الجميع بإرسال سفيرها في عمان لتسليم الرئيس السوري بشار الأسد أول دعوة لأي قائد عربي لحضور قمة الرياض.

ولفت الجفا إلى أن هناك معلومات مؤكدة تقول إن الرئيس الأسد سيصل الرياض قبل يومين من القمة وسيكون له حفل استقبال خاص ومستقل عن استقبال الزعماء العرب.

وأوضح أن السعودية تقود جهودا جبارة لإعادة ترتيب البيت العربي ضمن سياسة خاصة يتبعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الرغم من كل الضغوط الأمريكية المعرقلة لأي تقارب أو إعادة لملمة شظايا الحروب في المنطقة والتي أدمت الجميع بلا استثناء.

وأكد الجفا أن حضور الرئيس الأسد قمة الرياض ستؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ شعوب المنطقة وستعمل على إيجاد قواسم مشتركة بين الجميع لتدعيم جسد الأمة العربية الذي أصابه الوهن وتغلغلت في ثناياه جروح غائرة متقيحة أنهكته في قضايا إقليمية ودولية لا ناقة له بها ولا جمل أسس لها بعناية فائقة وضمن مخططات استخباراتية تحت شعارات الربيع العربي والأطماع الشيعية في المنطقة والتكتلات السياسية والانقسامات العمودية بين أجنحة متطرفة داخل المجتمعات العربية المتفككة بانتماءاتها المختلفة وضمن تطلعات شخصية وأطماع مالية لكل طرف وكانت النتيجة مدمرة للجميع.
وأكد أن راية الحرب الشيعية السنية سقطت في كل المنطقة بعد المصالحة التاريخية بين المملكة العربية السعودية وإيران وستسقط معها مشاريع الحروب المتنقلة في اليمن وليبيا وحتى في لبنان.

الجفاة: شعارات الربيع العربي سقطت في كل الدول
وشدد الجفا على أن شعارات الربيع العربي سقطت في كل الدول التي اجتاحها بعد توقفها على أبواب دمشق وبالتالي أهم سببين رئيسيين لكل ما جرى في منطقتنا تم تحطيمهما إلى الأبد لكن ندوات النتائج الكارثية للآثار المدمرة لهذين الشعاران وإصلاح ما تم تدميره هي شعار المرحلة القادمة لدى قادة الدول العربية وبالتالي ستكون قمة الرياض تاريخية بكل بنودها لأنها ستضع خارطة طريق لإعادة بناء هذا الجسد المنهك بحروب العشرية السوداء.

وأشار الجفا إلى مشاركة سوريا وإعادة التنسيق الثلاثي بين مصر وسوريا والسعودية وإغلاق ملفات اليمن ولبنان وربما ليبيا والبحث في تداعيات الحرب المستجدة في السودان والخشية من انتقال تداعياتها إلى مصر والسعودية وتحصين المجتمعات المدنية وإصلاح التيارات الدينية المتشددة والمتطرفة والتي كانت منصة رئيسية للتحريض على العنف والقتل والتمرد ضد الأنظمة الجمهورية والتي وضعت نصب أعينها دول مجلس التعاون وخاصة السعودية هو شعار جامع لكل القادة العرب خلال قمة الرياض.

واختتم الجفا تصريحات قائلا: "سوريا بأوجاعها ومآسيها قادمة إلى الرياض لكنها منتصرة في النهاية على مشروع أراد للمنطقة الدخول في حروب عبثية طائفية دينية بدأت في العام ٢٠١٠ لكنها كان مخططا لها أن لا تنتهي إلا بقيام الساعة".

الجدير بالذكر أن سوريا تشارك لأول مرة منذ 12 عاما فى القمة العربية المقبلة المقرر عقدها فى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة المقبل.