رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى منصة التتويج.. كيف ينجو كولر من فخ الترجى على ملعب رادس؟

كولر
كولر

منتشيًا بفوزه على بيراميدز فى كأس السوبر المصرى، يخوض نادى الأهلى ‏تحديًا جديدًا ‏أمام الترجى التونسى، فى مواجهة الذهاب للدور نصف النهائى لدورى أبطال إفريقيا، فى المباراة التى ستجمعهما مساء الجمعة.

وينعم السويسرى مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى ورجاله، بحالة مزاجية مثالية، ويعيش نظيره فى الترجى نبيل معلول ولاعبوه، أسوأ فترة له خلال ٦ سنوات مرت، كان فيها الفريق سيدًا وزعيمًا للكرة التونسية، ومتوجًا دائمًا بلقبها الأهم، الدورى.

٣ هزائم متتالية تلقاها «معلول» ورجاله فى الدورى المحلى، كان آخرها أمام الإفريقى، ليعود فى المركز الخامس لبطولة الدورى ولم يعد بعيدًا عن التتويج بها كعادته فحسب، ولكن بات عرضة لخسارة المركز المؤهل إلى دورى أبطال إفريقيا.

كوارث «معلول» لم تقتصر عند هذا الحد، بل اتسعت دائرة الأزمات؛ لتشمل إصابات بالجملة، على رأسها حمدى الهونى الذى يعد نجم خط الهجوم الأول، وقلب الوسط غيلان الشعلالى، نجم منتخب تونس، والجزائرى رياض بن عياد، الذى كانت له بصمة يتذكرها الجمهور المصرى ليلة تسجيله فى الزمالك.

أضف لتلك المعطيات ما يدور فى الإعلام هناك، حول الرغبة فى استبدال المدير الفنى وتزايد معدلات انتقاده والتشكيك بقدراته، لتشكل صورة كاملة عن منافس مشتت، ومترهل ومحاصر بالأزمات من كل الاتجاهات.

هل يعنى ذلك أن الأهلى ذاهب لنزهة أو أن الأمور ميسورة بما يكفى؟ بكل تأكيد لا، هذا لم يحدث أبدًا مع الترجى هناك، مهما كانت ظروفه ومشاكله وحالة لاعبيه، فكان دائمًا بشعاره وشخصيته وجماهيريته ندًا صعبًا ومعقدًا.

بل الأهم من ذلك أن تجرد نبيل معلول من الضغوط، ودخوله المباراة طرفًا خاسرًا ولا ينتظر منه أحد المكسب، سيكون أقوى سلاح له، وسيجعل لاعبيه يلعبون دون أى ضغط أو حسابات.

عقب لقاء مانشستر سيتى وريال مدريد فى ذهاب نصف نهائى دورى أبطال إفريقيا، رد بيب جوارديولا، المدير الفنى للسيتى، على أحد التساؤلات عن سر عدم اكتساح السيتى مدريد، كما توقع البعض، قائلًا «أنا أواجه تاريخ أبطال أوروبا، أفضل فريق فى آخر ٨ سنوات، هل كنت أنتظر فوزى ٦/٠؟ هذه مشكلتك وليست مشكلتى».

يعرف «بيب» أن الإعلام والمحللين صنعوا ضغوطًا لم يرغب فيها بمحاولة تصوير فريقه غولًا وطرفًا رابحًا، بعدما استعاد ثقته فى الدورى الإنجليزى، وبات فى الصدارة عقب ١٠ انتصارات متتالية، بينما تم التقليص من فرص «مدريد» لأنه على غير عادته خسر الدورى الإسبانى مبكرًا.

«رونى» نجم اليونايتد السابق، قال قبل المباراة «سيتى لن يفوز فقط، بل سيكتسح ريال مدريد».

لا تعرف ما إذا كان يريد صناعة الضغوط على منافسه التاريخى، أم مجرد تحليل، أو حتى محاولة لصناعة الشو بتصريح نارى يثير جدلًا، لكن المؤكد أنه ضمن عوامل صنعت صورة غير حقيقية عن تكافؤ موجود على أرض الملعب، وصورت للمراسل الذى سأل جوارديولا أن هذا التكافؤ هو المفاجأة.

هذا بالضبط ما يجب الانتباه إليه فى رحلة تونس، فمثلما كانت خسارة الليجا والتفرغ للأبطال حافزًا وعاملًا مهمًا خفف الضغط على مدريد، وجعله يلعب بأريحية وندية على غير المتوقع، قد يكون الترجى بنفس الصورة خصمًا يجد فى المباراة فرصة للانقضاض والرد على حملات الطعن والتشكيك فيه.

سيلعب «معلول» مباراة فيها تركيز كبير، وسيخرج جهدًا بدنيًا مضاعفًا، وسيكون لاعبوه متحفزين فوق الطبيعى، وهذه عوامل تصعب المهة أكثر وتجعل الأهلى بحاجة لتركيز أكبر؛ كى يعبر بسلام من موقعة الذهاب.

من الناحية الفنية، الترجى يعانى كثيرًا دفاعيًا والوصول لمرماه ليس بالصعب، بسبب وجود المساحات خلف وحول فوينسى كوليبالى، لاعب الارتكاز، الذى يجد نفسه فى أوقات كثيرة محاصرًا، بسبب تقدم لاعبى المحور محمد بن رمضان ومعتز زدام، ما يخلق فرصة عظيمة يجب استغلالها خاصة من الجناحين بيرسى تاو وحسين الشحات.

بيرسى تاو سيجد نفسه كثيرًا فى موقف «لاعب على لاعب»، أمام الظهير المتواضع دفاعيًا محمد أمين بن حميدة، وعلى «كولر» أن يكثف عدد لاعبيه فى تلك المنطقة؛ لأنها واحدة من نقاط ضعف الترجى.

يمكن تحقيق ذلك بتحرك كهربا ناحيته، وكذلك استخدام حمدى فتحى فى المساحات البينية، وخلف قلب الدفاع الأيسر. أما هجوميًا فالترجى يتميز بانطلاقات محمد بن رمضان، المحور الأفضل داخل القارة، فهو جرىء وبرجله الواسع يعينه على كسب الثنائيات، ولديه الوعى الكافى فى التمركز والجرأة فى الاختراق.

«بن رمضان» لاعب وسط فعال جدًا هجوميًا، خطورته لا تقتصر على التحرك فى مناطق خطرة وخلف المدافعين وتحقيق الزيادة العددية، مثلما يفعل حمدى فتحى، بل تمتد لقدرته على التقدم بالكرة والمراوغة وتجاوز الخطوط.

أيضًا هو بارع فى تنفيذ الكرات الثابتة، خاصة القريبة من موقع الضربات الركنية، فهو يلعبها بشكل مثالى، وخطورتها تكون كبيرة جدًا ومربكة لأى خصم.

عوضًا عن القوة البدنية للمهاجم محمد على بن حمودة، الذى يتميز بجسد قوى للغاية وقدرة على كسب الثنائيات، فهو يمثل خطرًا كبيرًا على الأهلى إذا كانت مواجهاته مع ياسر إيراهيم بالتحديد.

كذلك صابر بوغرين جناح يجيد المراوغة، ويعرف كيف يخترق، ما يمنح الترجى قوة كحل فردى آخر، سيعاقبك إذا منحت له المساحات.

الأهلى مطالب باحترام الترجى بشكل كاف، وألا يبدأ بالضغط العالى، وألا يغامر بالاستحواذ الكلى، وعلى «كولر» تذكر تصريح «بيب» عقب قمة الأبطال: «سجلوا حينما كنا الأفضل، وسجلنا حينما كانوا الأفضل»، فلا تتعجل وتتقدم وتظن أنه خصم سهل المنال، كما صورته الأغلبية فى الإعلام والشارع.