رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكة تحيي ذكرى القديس باخوميوس الكبير أب الشركة الرهبانية

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليك اليوم الإثنين، ذكرى القديس باخوميوس الكبير أب الشركة الرهبانية.

وروي سيرته الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، قائلا: 

“وُلد باخوميوس  في صعيد مصر الأقصى، من أبويين وثنيَّين حوالي العام 292م. وقد نشأ على اعتقادات والديه، وعلى المعارف القبطية الوثنية. غبر أنه كان منذ يفاعته وديعاً محتشماً يمجَّ الاحتفالات الوثنية”.

وتابع: “في العشرين من عمره صار جندياً في الجيش زمن الإمبراطور الروماني مكسيميانوس – فلمَّا بلغ المجندون مدنية لاتوبوليس اعتنى بهم مسيحيي تلك المدنية وعملوا على خدمتهم حباً بالمسيح. هذا أكبرهم في عيني باخوميوس، الذي لما علم أنهم يفعلون ذلك من فيض محبتهم تشبهاً بحبّ المسيح إلههم، تولدَّت لديه رغبة عميقة في اقتبال الإله الذي يؤمن به هؤلاء المسيحيين. انطلق باخوميوس إلى شينوبوسكيون المعروفة بقصر الصياد، حيثُ سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين وجرت عمادتُهُ”.
 

وأضاف: “بعد أن أعتمد باخوميوس، صار همهُ الوحيد، أن يكون جندياً حقيقياً للرب، ولما كان قد سمع بشيخ قدّيس يقيم في البرية، بقرب القرية، اسمه بلامون، انطلق إليه وسأله أن يقبله لديه تلميذاً. بعد أن شرح له بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، ومدى التجارب التي يتعرض لها من يختاره، ازدادت عزيمة باخوميوس أكثر فأكثر لأن يكون راهب، كي يحظى برضا ربّه. لذا وَعَدَ، لتوِّه، بالتزام ما يجعله الشيخ عليه. فقبله بلامون وضمه إلى قلاّيته وأعطاه الثوب الرهباني”.

وتابع: “في حدود العام 325م، أي بعد حوالي عشرين سنة من تأسيس القدّيس أنطونيوس الكبير ديره الأول، بنىَ باخوميوس ببركة معلمه بلامون قلاية صغيرة في طبانسين على ضفاف النيل. بعد أن سمع كلام الملاك وتوجيهاته حول أصول الحياة الرهبانية إثر ظهورٍ حدث له وهو يصلي في موقع الخلاء الذي اعتاد التردد إليه”.
 

وأكمل: “أوّل الذين قدموا إلى باخوميوس كان أخاه الأكبر يوحنا، ثم جاءت أخته، التي أسّس لها ديراً في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي ثلاثمائة راهبة. بينما في ديره بلغ عدد الرهبان المجتمعين إليه، المائة راهب”.

عمل باخوميوس على إرساء قواعد في حياة الترهب، لحفظ الرهبان وصيانتهم من التهاون وتجارب إبليس التي تعترض حياتهم، فصارت مطالعة الكتاب المقدس والسهر والصوم وأعمال الرحمة، درباً مشتركاً لجميع من يقطن الدير متعبداً. وقت الطعام كان مشترك، كذلك، وقت المناولة.
مضيفًا نموذج حياة رهبان باخوميوس لفت الأنظار حولهم. فزاد عدد المتوحدين ابتغاء الحياة الرهبانية. هذا ما دفع باخوميوس إلى بناء ستة أديرة أخرى في نواحي ديره. ومنذ العام 336م أختار الإقامة في دير بابو. وقد نما هذا الدير نمواً كبيراً حتى قيل إن عدد رهبانه بلغ الألف والخمسمائة.
 

مضيفا: وعلى نصيحة الأسقف سرابيون بنى باخوميوس كنيسة في القرية للرعاة الفقراء وكان هو بنفسه يقرأ على الشعب كلمة الله بغيرة عجيبة حتى بدا كملاك كإنسان. وقد هدى العديدين وقاوم الآريوسيّين. وزاره القديس أثناسيوس الكبير في طبانسين.