رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوار الوطنى

تابع الجميع الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى الأربعاء الماضى، كما كانت كلمة منسق الحوار تؤكد أن الحوار سيكون مفتوحًا بلا حدود أو حساسيات غير الالتزام بالدستور، وأكد ذلك نوعية وتنويعة الحضور من المؤيد والمعارض المؤيد والمعارض. كما كان اختيار المتحدثين فى الجلسة قد تم بطريقة مقصودة ومستهدفة، وذلك بمعنى أن عمرو موسى لا يُحسب على المعارضة بالمعنى السياسى أو الحزبى، وكذلك حسام بدراوى، بقدر انتسابهما للشخصيات العامة الوطنية. كما أن كلماتهما كانت تقصد التعبير عن مجمل المشاكل التى يعانى منها الوطن والمواطن، وهذا جيد ومطلوب لكى تكون تلك الكلمات رسالة اطمئنان للجميع. 

وعلى كل الأحوال فليعلم الجميع- وهذا قد ذكرناه فى مقالات عديدة منذ الدعوة إلى هذا الحوار- أن الحوار المطلوب ولصالح الوطن هو حوار عام وعلى كل المستويات من القرية إلى المركز إلى المحافظة، حيث إن كل الحضور لا أحد يدّعى تمثيله لكل الأغلبية الجماهيرية المصرية، فلا أحزاب ولا عمل أهلى أو خبراء أو سياسيون لهم العلاقة السياسية والحزبية الطبيعية بالشارع المصرى، حيث إن الحديث عن المشاكل فى إطارها العلمى والبحثى غير الإطار الحياتى المعيشى «فمن يده فى الماء غير من يده فى النار». وعلى ذلك فليتحاور الجميع وفى كل الأماكن، وعن طريق اللقاءات المباشرة ووسائل التواصل الاجتماعى التى أوجدت ما يسمى بالديمقراطية الجماهيرية. هنا لا بد من التذكير والتركيز على كلمة الرئيس للمؤتمر، والتى أكد فيها إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة فى إطار أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية. 

وهذا يعنى أولًا: أن يكون الحوار مفتوحًا ومذاعًا حتى تكون هناك متابعة جماهيرية تحفز وتنشط وتعيد العلاقة المتجمدة بين النظام والجماهير. ثانيًا: البعد عن الاستعراض الشخصى والذاتى من المؤيد الذى لا يسعى لغير مصلحته أو للحفاظ عليها، وكذلك للمعارض الذى يريد إثبات ذاته إعلاميًا لمصلحة حالية أو مستقبلية. ثالثًا: الاهتمام بكل القضايا على قدر المساواة، حيث إنها متداخلة ولا يمكن الفصل بينها. رابعًا: من المعروف أن القرارات التى سوف تتخذ هى تلك القرارات التى تتوافق مع الظروف والإمكانات، فلا يجب أن يأخذنا الخيال إلى غير ذلك. خامسًا: لا يجب أن يتصور أحد أن هذا الحوار هدفه التنفيس عن المشاكل التى تحيط بالوطن والمواطن لكن للتنفيذ، حيث إن نتائج التراكم لا قدرة للوطن ولا للمواطن عليها، فلا نستطيع مواجهتها أو استحمالها. 

الوطن أمانة فى أعناقنا جميعًا.. والوطن فى أمسّ الحاجة للمؤيد الموضوعى والمعارض الوطنى، فالتحديات الداخلية والخارجية غير مسبوقة وتتطلب التوحد والتوافق حتى تنجو سفينة الوطن بسلام.. حمى الله مصر وشعبها العظيم.