رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصف مليار دولار يوميًا.. خسائر السودان جراء الحرب (انفوجراف)

الحرب في السودان
الحرب في السودان

لا ينكر أحد أن الاشتباكات التي وقعت في السودان منذ قرابة شهر أو أكثر تسببت في خسائر متعددة على الأصعدة، ولكن يأتي على رأسها الخسائر البشرية والاقتصادية، فمنذ بداية الحرب ونزيف الخسائر مستمر، وربما يؤثر ذلك على البلاد المحيطة.

وندد الكثير من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بما يحدث في السودان، مطالبة بتهدئة الوضع من أجل وقف قطار الخسائر الذي بمجرد تحركه عصف بالسودان الشقيق في كل مناحي الحياة ولم يتوقف إلى الآن رغم محاولات التهدئة.

مطالب بوقف الخسائر

واتساقًا مع ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أنه قد يحدث وقف لإطلاق النار في الخرطوم خلال أسبوع أو اثنين، داعيًا إلى وقف الخسائر التي يتكبدها السودان منذ بداية الاشتباكات إلى الآن.

وأوضح أن خسائر الصراع في السودان كبيرة على المجتمع السوداني، مشيرًا إلى أنه خطير على الإقليم المحيط بالسودان، مبينًا أنه حتى الساعة اتفق الطرفان المتحاربان بوساطة دولية وإقليمية على 6 هدن، إلا أن جميعها خرقت وتخللتها اشتباكات وانتهاكات لوقف إطلاق النار، بينما تقاذف الجانبان تحميل المسئولية.

بينما من المرتقب أن تنطلق خلال الساعات المقبلة محادثات بين وفدين من الجيش والدعم السريع من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، موضحًا أن تلك المحادثات فنية وليست سياسية وهدفها الاتفاق بين الطرفين على هدنة دائمة.

فما الخسائر التي تكبدتها السودان منذ بداية الاشتباكات وحتى الآن. "الدستور" تتبعتها خلال التقرير التالي عبر الانفوجراف.

الخسائر البشرية

وصلت الخسائر البشرية، وفق وزارة الصحة السودانية التي أعلنت حصيلة الاشتباكات الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى 550 حالة وفاة و4926 إصابة، وذلك خلال الأسبوع الثالث الذي دخله الصراع في السودان دون وجود أي حلول لتهدئة الأوضاع.

وفي التفاصيل.. في الخرطوم وصل عدد القتلى من المدنيين إلى 10 وهناك 176 إصابة، بينما في بحري شهدت قتيلا و18 حالة إصابة، وفي أم درمان وصل عدد القتلى إلى 7 قتلى و42 حالة إصابة من المدنيين، أما الأقاليم فشهدت 29 قتيلا وعدد الإصابات 231 حالة إصابة، منهم 195 حالة إصابة مدنية، و36 حالة إصابة عسكرية.

انفوجراف الدستور

الخسائر الاقتصادية

وشملت الخسائر الجانب الاقتصادي أيضًا، فمنذ اشتعال الأحداث في السودان وخرج مطار الخرطوم من الخدمة وهو أحد المنافذ التجارية الحيوية، إذ به نحو 5% من إجمالي حجم التبادل بين السودان وباقي دول العالم.

ويعتبر آخر رقم تم الإعلان عنه بشأن حركة التجارة في السودان قبل اشتعال الاشتباكات هو 15 مليار دولار قيمة إجمالي واردات وصادرات السودان، ومن وقتها توقفت حركة التجارة بين الخرطوم والقاهرة والتي يقدر حجمها بحوالي 1.5 إلى 2 مليار دولار، أي ما يعادل 10% من صادرات وواردات السودان.

ويعتبر الذهب أحد أهم مصادر الدخل القومي للسودان وذلك بعد خروج 75% من موارد النفط بعد انفصال جنوب السودان وشمالها، ولكن أثرت عليه الحرب الدائرة الآن، حيث بلغت خسائره 2 مليار دولار قيمة خسائر عائدات صادارت الذهب، والتي تسيطر على 50% من إجمالي الصادرات السودانية، ويتوقع الخبراء أن توقف صادرات المعدن الأصفر سينعكس بشكل سلبي كبير على موازنة الدولة.

فضلًا عن تعطل أجهزة الدولة الاقتصادية الهامة، منها تعطيل البنوك بشكل كبير بسبب الحرب الدائرة، ما أدى إلى اضطراب سعر الصرف، ولم يظهر الأثر الرسمي لذلك الاضطراب على سعر الصرف حتى تعود البنوك إلى العمل مرة أخرى، إذ تقدر تكلفة المعارك الدائرة بنحو نصف مليار دولار يوميًا وفق تقديرات البنك الدولي.

توقعات سيئة

وعلى صعيد التوقعات لم يكن الأمر محمودًا، فأعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، أنها تتوقع تدمير البنية التحتية الاجتماعية والمادية وعواقب اقتصادية دائمة على السودان في حال استمرار الحرب، والتأثير على البنوك الإقليمية التي تستعين بها السودان في التمويل، وكذلك رفع القروض وتأثر معدلات السيولة في بنوك البلاد.

يعد السودان أحد أفقر دول العالم، بموجب سكان وصل إلى 45 مليون نسمة وسط صراعات وعدم استقرار اقتصادي طوال تاريخها منذ العام 1956 وفق تقديرات البنك الدولي، يتسق ذلك مع تحذير وكالات الإغاثة من ارتفاع مستويات الجوع في السودان، حيث عانى أكثر من ثلث السكان من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد العام الماضي.