رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسرع في العدوى والأكثر في الانتشار.. ما هو “الأركتوروس” الذي يهدد بكارثة وبائية جديدة؟

أرشيفية
أرشيفية

انتشار جديد ومستمر لفيروس يدعى “الأركتوروس”، وهو أحد متحورات "كوفيد" شديدة العدوى، فهو ما يهدد عودة سكان العالم لارتداء الكمامات في الأماكن العامة، حسب ما أشار خبراء.

توفي خمسة أشخاص في بريطانيا، بعد إصابتهم بسلالة هذا المتحور وفق أحدث البيانات الصادرة عن رؤساء الصحة العامة في المملكة المتحدة، وشهدت إنجلترا 105 حالات مصابة بالمتحور الجديد في 17 من أبريل الجاري، و4000 حالة إصابة في الهند، ويتم رصد الإصابات في الدول التي ظهر بها المتحور الجديد، ما جعل منظمة الصحة العالمية تراقب الوضع الوبائي للفيروس، لأنه من المتوقع أن يتسبب المتحور الجديد في كارثة وبائية في العالم.

 

وظهر المتحور الجديد أولا في الهند، حيث سجل ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات في يوم واحد إلى 4 آلاف إصابة، ثم انتقل إلى باقي الدول ووصل أخيرا إلى أوروبا، ولكن لم يتم تسجيل تغيرات في شدة المرض لدى المصابين.

 

وتسبب انتشار الأركتوروس في إعادة تطبيق قوانين الكمامات في الهند، كذلك قال خبراء في بريطانيا، إنه يجب ارتداء الكمامات مرة أخرى في وسائل النقل العام لوقف انتشاره وذلك حسب ما نقلت صحيفة "ميرور".

 

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن المتحور الجديد مسئول عن 7.2% من الإصابات بفيروس كورونا للأسبوع المنتهى في 15 أبريل، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض الوقاية منها الأمريكي، وعلى الرغم من ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل عدة أيام، عن أنها تنوي التخفيف النهائي من الإجراءات الصحية التي أخذتها قبل سنوات، ولكنها لا تزال مستمرة بشأن مواجهة تفشي الفيروس.

 

واكتشف "الأركتوروس" لأول مرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وهو متغير ثانوي لمتغير أوميكرون الذي ظهر في أواخر عام 2021، واستبدل دلتا باعتباره البديل السائد في جميع أنحاء العالم، وشكلت سلالة "أركتوروس" بحلول أواخر شهر فبراير 0.21% من الحالات حول العالم، وبعد شهر ارتفعت هذه النسبة إلى 3.96%، و متحور كورونا الجديد "أركتوروس" هو واحد من أكثر من 600 متحور تم إنتاجها من "أوميكرون" حتى الآن، في 22 دولة.

 

عن هذا المتحور الجديد قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب أستاذ المناعة والفيروسات في حديثها لـ"الدستور"، إنه علينا التقبل بفكرة أن "كورونا" ما زال مستمرا في مواجهة المواطنين، مشيرة إلى أن هذا المتحور هو أحد متحوراته وهو الأكثر انتشارًا ولكن تأثيره ضعيفًا مرجعة ذلك إلى تعرف الجهاز المناعي لدى المواطنين على فيروس كورونا ومتحوراته بشكل عام، وكذلك زيادة الوعي الاجتماعي بها، وتناول اللقاحات المضادة لها.

 

وتابعت نهلة: أن "الأركتوروس" هو الأكثر انتشارًا نتيجة أنه يواجه الجزء العلوي من الرئة مما يصيب بمشكلات في التنفس وينتقل عن طريقه كما أشارت إلى أنه بين أعراضه هو الإصابة برشح في الأنف، ارتفاع في درجات الحرارة، وتكسير بالجسم.

ولفتت دكتورة الفيروسات والمناعة، إلى أنه حاليًا ليس من الهام تصنيف أنواع وأسماء الفيروسات بقدر اتخاذ الإجراءات الوقائية الكافية لتجنب الإصابة بها أيًا كانت مسمياتها مشيرة إلى ضرورة تناول الأدوية المضادة على الفور في حال أصيب الفرد بأي من الأعراض عليه وممارسة العزل حتى لا يصيب آخرين، أما في حال كان من أصحاب الأمراض المزمنة فعليه استشارة الطبيب المعالج على وجه السرعة.

 

يذكر أن رئيس منظمة SAGE المستقلة البروفيسور ستيفن غريفين قال أنه يجب على الناس العودة لإجراء الفحوصات بانتظام وكذلك ارتداء الكمامات.

 

كما أوضح غريفن لصحيفة "ميل أونلاين": أنه "قد يبدو هذا وكأنه عودة إلى العام الماضي، لكن الحقيقة هي أن الفيروس يستمر في إلحاق الضرر وأن الأشخاص الأقل قدرة على التأقلم يستمرون في المعاناة".