رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقعة الحسم.. كيف يتجنب الأهلى «ريمونتادا» الرجاء فى المغرب؟

الأهلى
الأهلى

وسط أجواء جماهيرية مشحونة، يدخل فريق كرة القدم بنادى الأهلى اختبارًا صعبًا للغاية، أمام الرجاء البيضاوى المغربى، مساء السبت، فى إياب ربع نهائى دورى أبطال إفريقيا، بعدما نجح فى تحقيق الانتصار بهدفين نظيفين فى موقعة الذهاب. هل بمقدور الرجاء تحقيق «ريمونتادا»؟ وماذا ينتظر الأهلى فى ملعب محمد الخامس؟ وكيف يتعامل مارسيل كولر مع هذه المواجهة المرتقبة والحاسمة؟ تساؤلات كثيرة تدور فى أذهان كل أهلاوى وتشغل بال المغاربة أيضًا، قبل مباراة هى الأقوى والأكثر تكافؤًا بين منافسات هذا الدور عمومًا، نحاول الإجابة عنها فى السطور التالية.

 

تؤمن غالبية الجماهيرية الرجاوية بقدرة فريقها على العودة أمام الأهلى، وهذا ما يمكنك رصده إذا دققت فيما يقولونه عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتلحظه أكثر فى مجموعة من الأخبار التى نشرتها الصحف والمواقع المغربية حول اللقاء.

على رأس تلك الأخبار ما قرره رئيس بطل المغرب عزيز بدراوى، بمنح كل لاعب ٨ آلاف دولار حال الفوز وعبور عقبة الأهلى، وكذلك ما نُشر حول محاضرة المدير الفنى للفريق الرجاوى، التونسى منذر الكبير، والتى كانت «تحفيزية» من خلال عرض مادة فيلمية حول أهم النتائج التى شهدت عودة فى النتيجة، لزرع الإرادة والرغبة فى نفوس لاعبيه.

إذا أضفنا لهذا الرغبة فى الثأر من لحظات الانهزام والانكسار التى عاناها الرجاء ضد الأهلى فى السنوات الأخيرة، سواء فى دورى أبطال إفريقيا أو السوبر الإفريقى، فإننا سنكون أمام صورة واضحة لفريق متحفز تمامًا والحماسة أقوى أسلحته فى هذه المباراة، خاصة حينما ننظر إلى قيمة الضجيج الذى يصنعه جمهور لا يتوقف عن بث الروح القتالية فى لاعبيه طوال الوقت.

كل هذه العوامل تجعل الأهلى بحاجة إلى حيلة تؤمنه من «البداية الخشنة» المتوقع أن ينطلق بها الرجاء فى هذه الليلة، لكى ينجح فى امتصاص الحماس، ومن ثم زرع الشكوك من جديد فى نفوس كل الرجاويين.

لا شك فى أن الحماسة سلاح فتاك، يمكنه تعويض نواقص فنية، ويسد فجوات بين متنافسين، لكنها حينما تزيد عن الحد وتفوق المنطق، تتحول إلى سلاح ضد صاحبها، يفقد معها التركيز، وتُظهر الخطايا والهدايا فيلتهمك المنافس لقمة سهلة ويسيرة.

لذلك فإن الأهلى مطالب فى هذه الليلة بألا يدخل منبطحًا متراجعًا، ولا ينتظر وصول الرجاء فى مناطقه أو بالقرب منها، وعلى «كولر» من البداية أن يبعث رسائل ترهيب تقول إن «المارد الأحمر ذاهب لتأكيد انتصاره».

هذا تستطيع فعله بكثرة التمرير وتقارب الخطوط، وبتواجد اللاعبين بالقرب من بعضهم البعض. وبمجرد تبادل الأهلى للحيازة والتحكم، تأكد أن العنف سيظهر، ومعه ستزداد الأخطاء المرتكبة من بطل المغرب، ما يزيد «الرتم» بطئًا ويخفف من الحدة والتركيز لدى لاعبى الرجاء.

بعدد من التمريرات والقدرة على «التدوير»، سيكون بمقدور الأهلى زرع الشكوك فى نفوس لاعبى الرجاء مبكرًا، ومعه سيسقط الكثير، لذلك الأهلى بحاجة ليكون عدد لاعبيه حول الكرة كافيًا للتسليم والاستلام وتدوير الكرة.

ويحتاج هذا إلى خطة «٤/٣/٣»، التى اعتمد عليها المدرب السويسرى فى الذهاب، باعتبارها الأنسب لتحقيق الكثافة العددية فى وسط الملعب، وتمكين اللاعبين من كثرة التمرير.

يخطط منذر الكبير لإجراء تعديل على طريقة لعب الرجاء بهدف تكثيف عدد مهاجميه فى الإياب، مثلما كُتب فى المواقع المغربية، ومن المتوقع أن يدفع بنوفل الزرهونى كمهاجم ثانٍ، إلى جانب هداف الفريق حمزة خابا.

وإذا لجأ «الكبير» لهذا التغيير، فإنه بلا شك يستهدف اللعب المباشر، والرهان على الكرات العرضية والطولية، ليستفيد من كثافة مهاجميه فى عمق الملعب، وليختصر الوقت ويقلل من عمر البناء والصعود بالكرة فى تمريرات أقل عددًا وزمن هجمة أكثر اختصارًا، بعدما فشل خلال مباراة القاهرة فى إيجاد ثغرة عبر اللعب المنظم والبناء من الخلف ببطء شديد.

رهان مدرب الرجاء على تلك الفلسفة يتطلب من الأهلى تأمين الخطوط بشكل كافٍ، بحيث لا يسمح بإرسال الكرات العرضية من الأساس، ولا يعرض قلبى دفاعه لموقف حرج فى مواجهة اثنين مقابل اثنين، وبالتالى منع بروز الثغرات.

تمامًا مثلما نجح «كولر» فى استخدام محمد عبدالمنعم كمهاجم ثانٍ إلى جوار «كهربا» فى لقطة الهدف الأول للأهلى فى القاهرة، ولذلك من المهم للغاية أن تقلل عدد عرضيات الرجاء، من خلال التزام كامل للجناحين بالعودة لأداء الأدوار الدفاعية.

أمام على معلول ربما يكون حسين الشحات قادرًا على الالتزام الخططى، وأداء الأدوار المنوط بها، بينما فى الجهة الأخرى سيعانى الأهلى بسبب عدم عودة بيرسى تاو، الذى لا يدافع كثيرًا ولا يعود للوراء بشكل فيه التزام خططى.

هنا قد يلجأ «كولر» للتحول إلى طريقة «٤/٤/٢» دفاعيًا، بحيث يتحول أليو ديانج من محور وسط أيمن إلى دور الجناح الأيمن أمام محمد هانى.

دور «ديانج» مهم للغاية فى هذه المواجهة المرتقبة بسبب الصعود المتكرر للظهير القوى بدنيًا والسريع جدًا محمود بنتايك، والذى يتواجد دائمًا فى الثلث الأخير من الملعب، علاوة على تحولاته من الدفاع للهجوم، التى تتم بين لحظة وأخرى فتجده بالقرب من منطقتك دون أن تدرى.

لذلك تستطيع أن تصنفه باعتباره الخطر الأكبر على مرمى محمد الشناوى، إلى جانب حمزة خابا الذى يعرف كيف يستفيد من وصول فريقه لتلك المناطق المتقدمة، ويترجم جهود المجموعة إلى أهداف.

أما فى الجهة اليمنى للرجاء فإن على معلول سيكون أمام اختبار صعب للغاية أمام اللاعب الأمهر صاحب البرجل الواسع والمهارة العالية، زكريا هابتى، الذى سيعاقبك إذا منحته «معلول» وظهره مكشوف دون حماية، أو باع «الشحات» زميله فى مواجهة «واحد على واحد»، ومن هنا نعود ونكرر بأن تأمين الخطوط هو أهم مفاتيح الانتصار فى هذه الليلة.

مع هذا ينبغى التقدم والبحث عن الهجوم، خاصة أن الأهلى ستتاح له مساحات لم تتح فى الذهاب، ومن هنا يجب استغلال تواجد حمدى فتحى فى تحقيق الزيادة المعتادة.

وسيجد الأهلى فى المرتدات مساحات واسعة للغاية، والرهان هنا على ذكاء «كهربا» فى اختيار المواقع التى يتحرك فيها، وجودة بيرسى تاو العالية فى التحكم بالكرة والمرور وكسر الخطوط بالمراوغات والتمريرات الحاسمة، وكذلك حسين الشحات الذى يعيش استفاقة رائعة، قد تعين الأهلى من جديد فى هذه الملحمة المنتظرة.