ناقد فني يطالب بأعمال "تاريخية" تتحدث عن تاريخ مصر القديم

يرى الناقد الفني وائل السمري أن الضجّة التي حدثت مؤخرًا حول فيلم "الملكة كليوباترا" الذي تنتجه المنصة العالمية نتفلكس، هو في الحقيقة ضمن سلسلة تحدث على فترات متباعدة من هجوم على الحضارة النصرية ومن صنع الحضارة المصرية، كما لو كان المجتمع الغربي تستكثر أن يكون المصريين أصحاب هذه الحضارة العظيمة التي صنعها الأجداد المصريين القدماء.

وقال السمري، لـ"الدستور": "أجدادنا العظماء صنعوا حضارة عظيمة جدًا، ومبهرة جدًا، كل العالم يطمع فيها، ويحاولون الانتساب لها ولو حتي بالزيف، الفكرة الأخيرة لا تنفصل عن أن الادعاءات التي تتحدث عن أن اليهود هم بناة الأهرامات ووجود كائنات فضائية هم من بنوا الهرم، وهذا يوضح أن مصر كما لو كانت كعكة يريد الجميع اقتسامها دون أن يشترك المصريين فيها، وهذا في الحقيقة له وجوده سلبية كثيرة وإيجابية ومن ضمن الإيجابية هى إثارة حالة اليقظة لدي المصريين والمجتمع المصري، وعند الأوساط العلمية للدفاع عن هويتهم وعن تاريخهم وحضارتهم".

أضاف الناقد الفني أن الادعاء الذين يدعونه الأفارقة بأنهم من صنعوا الحضارة المصرية لا تقوم على أساس علمي ولإدارة مثل هذه المعارك لا بد أن تأتي من متخصصين يتمتعون بحيادية والروح العلمية، بجانب الحفاظ على عدد من الأمور أثناء خوض هذه المعركة وهى وجود هدف نهائي لهذه المعركة وليس الهجوم فقط:"لا بد من اعتذار نتفلكس عن هذا الأمر وأن العمل لا يعد وثيقة تاريخية".

وأشار إلى أنه لا بد من تدخل اتحاد الآثريين العرب والمصريين لأنه الجهة المنوطة في الدفاع عن هذا، بعقل ورشد دون تجريح لأخواتنا الأفارقة، لفض النزاع الحضاري، وليس شرطًا أن يكون كل اختلاف علمي هو عداء.

الشركة المتحدة تبني مناعة للعقل المصري

واختتم حديثه قائلاً:"أي فن يحمل رسالة هى فكرة مسلّمة وهذه الرسالة ما بين رسالة طيبة أو مسمومة، ونحن لا نتسطع أن نوقف كل العالم وأن يصنعوا أعمال على بوصلتنا، لكن نقدر أن يكون هناك مناعة للعقل المصري في عدم تقبل مثل هذه الأفكار وهذا بالفعل ما تقوم به حاليًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ولديها الكثير من المشاريع المهمة التي بدأت بها ولا زالت تستمر فيه".