بعد نشر 90 كتابًا من تأليف الذكاء الاصطناعي.. هل ينتهي الإبداع البشري؟

ظهر في غضون أسابيع من طرح العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "شات جي بي تي"، عدد كبير من الكتب على الإنترنت، من تأليف هذه الروبوتات. 

وأشار موقع "national world"، إلى أنه في 25 أبريل الجاري، تم تسجيل وجود أكثر من 90 كتابًا إلكترونيًا في متجر "كيندل" بأمازون في المملكة المتحدة يُدرج فيه "شات جي بي تي" كمؤلف أو مؤلف مشارك.  

وأجرى الموقع استطلاعًا حول حدود تأثير الكتابة بالذكاء الاصطناعي على مستقبل الإبداع البشري، راصدًا أبرز نقاط الضعف في الذكاء الاصطناعي التي تحول دون انتهاء الإبداع والتأليف البشريين. 

مدمر للثقافة الإنسانية

كان بريت شيكلر أحد هؤلاء الكتاب الذين استخدموا الأداة، إذ أنشأ كتاب للأطفال بعنوان The Wise Little Squirrel: A Tale of Saving and Investing.

 استخدم شيكلر، وهو بائع من مدينة روتشستر بنيويورك، برنامجًا للذكاء الاصطناعي، والذي يمكنه إنشاء نصوص من التعليمات البسيطة، لنشر كتاب إلكتروني للأطفال مؤلف من 30 صفحة في غضون ساعات.

وفي استطلاع أجراه الموقع، قال 68٪ من 60 شخصًا إنهم لن يقرأوا كتابًا مكتوبًا بالذكاء الاصطناعي لأسباب من بينها السرقة والغش، وقال أحد الأشخاص إنه مدمر للثقافة الإنسانية، كما قال آخرون إن افتقار الذكاء الاصطناعي إلى الهدف من الكتابة يجعله بلا معنى.

من ناحية أخرى، فهناك قسم من الجمهور لديه فضول لمعرفة ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي في الواقع. 

كان جاك أوري، مؤلف كتاب Neurodiverse، منفتحًا على الفكرة، إذ قال "في الوقت الحالي، لم يعد الذكاء الاصطناعي متقدمًا بما يكفي لكتابة كتب عالية الجودة، ولكنه أداة رائعة لمساعدة المؤلفين في كتابة كتبهم.

الافتقار إلى الإبداع

لفت الموقع إلى أن الكتابة بالذكاء الاصطناعي تحمل العديد من المشكلات مثل الافتقار إلى الإبداع؛ إذ يمكن أن تفتقر الكتابة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى الإبداع والأصالة التي تأتي من الكتاب البشريين. 

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتج جملًا متماسكة وصحيحة نحويًا، فإنه قد لا يكون قادرًا على توليد أفكار أو وجهات نظر فريدة تجسد التجربة البشرية.

كما أن الكتابة بالذكاء الاصطناعي يغلب عليها عدم التماسك أو المنطقية، فقد لا يكون قادرًا على فهم سياق قطعة من الكتابة بشكل كامل، مما يمكن أن يؤدي إلى كتابة غير غير منطقية لا معنى لها للقراء البشريين.

ومن المشكلات التي يحملها أيضًا الفهم المحدود للعواطف والفروق الدقيقة، إذ يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء العاطفي والفهم الدقيق للتجارب البشرية التي تسمح للكتاب البشريين بإنشاء شخصيات وعلاقات معقدة، فقد تكون الكتابة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي مفتقرة إلى عمق وثراء الأدب الذي صنعه الإنسان.