رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري تحريرها.. الأهمية الإستراتيجية لشبه جزيرة سيناء عبر العصور

ذكرى تحرير سيناء
ذكرى تحرير سيناء

يتزامن اليوم مع ذكرى تحرير سيناء، التي ترجع تسميتها ـ سيناء ــ لغويا “زرض الأحجار” لكثرة جبالها، وجاء ذكر سيناء في القرآن الكريم باسم “سينين”، أما التوراة فاسمتها “حوريب”، وأطلق عليها الفراعنة القدماء اسم “توشيت”.

وفي كتابه “سيناء في مواجهة الممارسات الإسرائيلية”، يذكر مؤلفه دكتور قدري يونس العبد "أن لسيناء أهمية حربية عبر العصور التاريخية المختلفة: فقد عبرها الهكسوس في غزوهم لمصر، وقطعتها جيوش تحتمس الأول في طريقها إلي دجلة، وسارت خلالها جيوش رمسيس لتأديب الحيثيين، واجتازها قمبيز الفارسي فاستولي علي مصر، وتمكن الإسكندر الأكبر من الزحف نحو مصر ــ عبر سيناء ــ وفي عهد البطالمة سارت الجيوش من مصر إلي فلسطين متخدة من سيناء ممرا لها، وخلال طريق الفرما تحرك جيش المسلمين من رفح متجها إلي مصر، وعندما أراد الصليبيين إخضاع مصر كانت سيناء طريقهم، فتحرك صلاح الدين الأيوبي إلي سيناء لتؤدي تحركاته المختلفة داخلها إلي هزيمة الصليبيين.

أشار “العبد” إلى أنه كما خرج الملك المظفر عبر سيناء لملاقاة التتار بفلسطين ليوقع بهم هزيمة حاسمة، وفي 1517 زحفت جيوش السلطان سليم الأول نحو مصر، وفي حملته علي الشام 1799 عبر نابليون سيناء بجيوشه قاصدًا عكا، فارتد مهزومًا خلالها.

واجتازها جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا عام 1831 الشام، وواصل سيره عبر الأناضول إلي الآستانة وخلال اندلاع الحرب العالمية الأولي دارت المعارك بين الجيوش البريطانية والتركية، وأخيرا تتضح أهمية سيناء الإستراتيجية سلسلة الحروب العربية الإسرائيلية.

ــ القيمة الإستراتيجية لسواحل سيناء

ويخلص “العبد” إلى أن القيمة الإستراتيجية لسيناء تكمن في سواحلها، خاصة في منطقة رأس محمد، فساحلي جنوب سيناء (خليجي السويس والعقبة)، هما محور الحركة البرية الأساسيان علي ضلعيها، فمن الساحل الشرقي يكمن تهديد خليج السويس الغربي، بل منطقة السويس كلها، ولقد أوضحت معارك سيناء ــ فيما بعد حرب 1967، استخدام إسرائيل لسواحل سيناء الغربية كقاعدة للانطلاق وتهديد ساحل خليج السويس مباشرة، كما أن شرم الشيخ بصفة أساسية يعد المفتاح الإستراتيجي لمثلث شبه جزيرة سيناء، حيث يتحكم تماما في كل خليج العقبة، خروجا ودخولا، من خلال مضيق تيران، فضلاً عن تحكمه في السهلين الساحليين بحكم التقائهما هناك.

وشدد “العبد” على القيمة الإستراتيجية للمستطيل الشمال لسيناء فهي كبيرة وخارج كل مقارنة، لاحتوائه علي محاور ثلاثة أساسية للحركة وهي: المحور الشمالي (القنطرة ــ رفح)، وخط السكة الحديد والطريق البري الرئيسي، والمحور الأوسط بين الإسماعيلية وأبو عجيلة (العمود الفقري للمحاور الثلاثة)، أما المحور الجنوبي فيمتد بين السويس والقسيمة، ولذا كان المستطيل الشمالي بموقعه وتضاريسه معا طريق الحرب ومسرحها دائما، ومن يتمكن من بسط سيطرته عليه، يتحكم تلقائيا في المثلث وبالتالي يتحكم في سيناء كلها.