رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتب المصيف.. "الهدوء"و"الحلو المر" قراءة في أعمال للأمريكية سوزان كين

الكاتبة سوزان كين
الكاتبة سوزان كين

بمجرد ارتفاع درجة الحرارة، يأتي فصل الصيف ليعلن عن نفسه ويبدأ الكثيرون في تحضير حقائبهم لقضاء أوقات ممتعة على السواحل المصرية وشواطئها الخلابة، الأمر الذي ينقصه مجموعة كتب تضيف متعة أخرى على المصيف، وهنا ترشح “الدستور” أعمال الكاتبة الأمريكية سوزان كين كرفيق شاطئ.

الكاتبة سوزان كين

استطاعت الكاتبة والمحاضرة الأمريكية سوزان كين أن تصل إلى كل بيت وكل أسرة، فمن خلال كتاباتها فتحت قلبها للأشخاص الانطوائيين والآخرين ممن يمرون بمشاكل حياتية مختلفة وفندت أزماتهم ببراعة، حتى أصبحت الكاتبة الأكثرمبيعًا في قائمة نيويورك تايمز.

هي مؤلفة كتاب Quiet: The Power of Introverts "الهدوء: قوة الانطوائيين" عام 2012، وكتاب Bittersweet " الحلو المر: كيف يجعلنا الحزن والشوق كاملين؟" عام 2022، وقد تمت ترجمة أعمالها إلى 40 لغة حول العالم، وحصدت محاضراتها على TED أكثر من 40 مليون مشاهدة، كما اختارتها منصة LinkedIn كأفضل سادس شخصية مؤثرة في العالم.

الهدوء: قوة الانطوائيين 

إذا كنت تفضل الاستماع على الكلام والحديث ولا تحب أن تكون مركز اهتمام من حولك وتفضل العمل بمفردك بدلاً من العمل في مجموعات، فربما تكون انطوائيًا، هكذا عبرت سوزان كين في كتابها Quiet: The Power of Introverts عن الانطوائيين، وكشفت في كتابها عن ميزات هامة لهم عكس ما يراهم الناس أنهم إناس ضعفاء وغير منفتحين.

"ما لا يقل عن ثلث السكان من الانطوئين"، هكذا تقدم المؤلفة سوزان كين العديد من الاستراتيجيات والأفكار للانطوائيين للتميز في عالم يرى أن الحظ للمنفتحين والمتحدثين فقط، وتشرح سوزان تحديات ومزايا الانطوائية في كتابها، كما تقدم نصائح قيمة حول كيفية التصرف في مواقف معينة، وكيفية تربية الأطفال الانطوائيين، باستخدام نتائج عدة أنواع من الأبحاث الحديثة حول هذا الموضوع.

كما تسعى المؤلفة إلى مساعدة الانطوائيين على فهم سبب رؤيتهم للعالم بشكل مختلف، إذا كنت انطوائيًا أو تعرف شخصًا من هذا القبيل، فسيساعدك هذا الكتاب على تحقيق أقصى استفادة في علاقاتك الاجتماعية والمهنية. 

وتعرض سوزان كين في كتابها، جميع الإنجازات التي حققها الانطوائيين، فهم الأشخاص الذين يفضلون التفكير أكثر من الكلام، وإنهم بحاجة إلى قضاء بعض الوقت بمفردهم، ولا يبحثون عن التجمعات الاجتماعية الصاخبة، وعادة ما يشعرون بالذنب تجاه طبيعتهم الأقل ودية، وصحيح أن المجتمع الأمريكي مؤيد بشدة للانفتاح، لكن الانطوائيون من خلال تأمين مكانتهم في المجتمع بهدوء، حققوا إنجازات غير مسبوقة، مثلما حقق إليانور روزفلت وآل جور ووارن بافيت وجاندي وروزا باركس تغييرات هائلة في مجتمعاتهم كونهم انطوائيين.

الحلو المر Bittersweet

بعدما أخذتنا سوزان كين في رحلتها السابقة مع "الهدوء" لتوفير مساحة في مجتمعنا للانطوائيين الذين لا يقدرون حقًا والذين لا غني عنهم بيننا، تأتس هذه المرة في كتابها الحلو المر، للكشف عن قوة شعورنا بالحزن والشوق، وهي تستخدم في كتابتها مزيج من البحث ورواية القصص والمذكرات لاستكشاف سبب الدروس المدهشة التي تعلمنا إياها من بعض الحالات الذهنية التي قد نتعرض لها، وتغوص في حالات مثل الإبداع والرحمة والقيادة والروحانية والفناء والحب.

تعبر كين في كتابها عن الحزن والألم والخسارة بأنها مشاعر تلعب دورًا مهمًا لدى الإنسان، وبدونها لن يأتي الفرح في الحياة، ولن نشعر بلحظات السعادة إطلاقًا، "لأنه بدون ظلام لن تلاحظ النور، وإذا لم تتذوق المرارة من قبل فلا يمكنك التعرف على الحلو"، على حد وصفها.

وتروي كين رحلة الناس عبر الأجيال والثقافات المختلفة، وأنهم لابد وأن شعروا بالمرارة والحلاوة والفرح والحزن متشابكين جميعًا فى جوهرهم، مشيرة إلى أن الحياة بها "أيام عسل وأيام بصل" وأن هذه المشاعر المختلطة هي ما تسبب المتعة الحقيقة.

ونتعلم من تجربة سوزان كاين، أن التصالح - وحتى احتضان - الجانب المرير من حياتك يمكن أن يساعدك على العيش بلطف أكثر، وبينما تجعل نفسك تنفتح على الحلاوة المرة، قد تدرك أن الإيجابية المطلقة مبالغ فيها، لأن الألم والخسارة بهما دروس يمكنك التعلم منها.

يُطلب من الأشخاص الذين يعانون من الحزن باستمرار "التخلي" عما فقدوه للتوقف عن الألم، لكن هذا لن ينزعه، ولكن بدلاً من محاولة إنكار الحزن، علينا أن نركز على قدرتنا المذهلة على حمله معنا خلال رحلة الحياة والتعايش والتصالح معه، فغالبًا ما تقلل الثقافات الغربية من الحزن، وتقلل من الخسارة والألم، وتتظاهر بأن الموت غير موجود، ولكن الانغلاق على الحزن لا يمكننا من تجربة الفرح الحقيقي.