رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الرحمن رضا باشا.. حكاية أول مهرجان سينمائي مصري

زكي طليمات
زكي طليمات

عبد الرحمن رضا باشا وحكاية أول مهرجان سينمائي مصري، كان محور العدد 245 لمجلة الكواكب الفنية والصادر بتاريخ 10 أبريل 1956.

وكشف محرر “الكواكب”، عن عقد مهرجانين للسينما المصرية، سبقا مهرجان القاهرة السينمائي: "لم تكن السينما المصرية قد قطعت بعد من عمرها عشر سنوات، فكان لا بد من بذل الجهود لدعمها، وكانت هناك جماعة من الشاباب أطلقت علي نفسها اسم "جماعة الاقتصاد القومي"، وكانت تلك الجماعة تنظر إلي السينما المصرية كدعامة من دعائم الاقتصاد القومي، ومن هنا كان اهتمامها بإقامة مهرجان سينمائي ترجو من وراءه العمل علي تدعيم صناعة السينما في مصر."

ــ حكاية أول مهرجان سينمائي في مصر 1936

كان من المعنيين باقتصادنا القومي في ذلك الوقت المرحوم عبد الرحمن رضا باشا، وتولي بنفسه الدعوة لحضور أول مهرجان سينمائي يعقد في مصر، وأختيرت دار سينما الأزبكية لهذا المهرجان الذي أقيم في 22 يناير سنة 1936.

لم تكن لجنة المهرجان قد خصصت جوائز أدبية أو مادية لأحسن الأفلام التي عرضت في ذلك الوقت، فقد كان المهرجان أشبه بندوة ألقيت فيها الكلمات من كتاب السينما ونقادها والمشتغلين بها. وكانت المرحومة "عزيزة أمير" علي رأس السينماذيين الذين تحدثوا في هذا المهرجان باعتبارها رائدة السينما الأولي في مصر.

ــ أمنية عزيزة أمير للمهرجان

وقالت عزيزة أمير يومها كانت تتمني أن يكون ذلك المهرجان قد أقيم تحت إشراف الحكومة، وأن يكون أيضا بحكم صفته الرسمية مناسبة تقدم فيها الجوائز للمشتغلين بالسينما حتي يكون لهم من هذا التشجيع والتقدير ما يحفزهم علي الإجادة في عملهم.

ولكن تلك الأمنية التي أعلنتها عزيزة أمير في أول مهرجان سينمائي، لم يتح لها أن تتحقق بصورة عملية إلا بعد عشرين عاما كما لم يمتد العمر بصاحبة الأمنية حتي تشهد بنفسها تحققها.

ولعله من المناسب اعترافا بفضل عزيزة زمير علي صناعة السينما في مصر، أن يطلق اسمها علي التمثال أو الميدالية الفضية التي تقرر منحها للفائز في مسابقة الأفلام لهذا العام. وقد كان لهذا الأمر سابقة في هولييود، فعندما توفي المنتج السينمائي "أرفينج تالبرج"، عام 1936 وهو الزوج السابق للنجمة القديمة "نورما شيبرد" رأت أكاديمية السينما في هوليوود، وكان من أبرز أعضاها، أن تخلد ذكراه بتخصيص تمثال لرأسه يقدم كل عام للمنتج الذي يقدم عملا فنيا ناجحا.

ــ مهرجان السينما الثاني يقيمه طلاب جامعة القاهرة

ويوضح محرر الكواكب: وهذا المهرجان لم تقمه "جماعة الاقتصاد القومي"، التي أقامت المهرجان الأول، وأنما أقامه فريق من هواة السينما في جامعة القاهرة، أطلقوا علي أنفسهم اسم “جماعة الثقافة السينمائية”  أسوة بالجماعات المماثلة في جامعات أوروبا وأمريكا التي تهتم بالسينما وتساهم فيها بنصيب كبير، أما بإخراج أفلام يشترك فيها الطلاب والطالبات في إخراجها وتمثيلها أو بتقديم وجوه جديدة لشركات السينما.

ورأت هذه الجماعة أن يكون من مظاهر نشاطها زيارة الأستديوهات المصرية، وكانت أول هذه الزيارات لأستديو مصر في أوائل عام 1938، وقد أشترك في هذه الزيارة نحو ثلاثين من طلبة وطالبات الجامعة أعد لهم الأستديو سيارته الكبيرة التي نقلتهم من ميدان الجيزة إلي الاستديو حيث أخذوا يطوفون بأقسامه ويقفون علي نظام العمل فيه ويجمعون معلومات مختلفة عن طريقة إخراج الأفلام. وكرر طلبة الجامعة زيارتهم لاستديو مصر مرة أخري وكان عددهم في المرة الثانية ضعف المرة الأولي.

ــ زكي طليمات  ضيف المهرجان الثاني

ثم رأي أعضاء "جماعة الثقافة السينمائية" الذين نظموا هاتين الزيارتين لطلبة الجامعة، أن يتوجوا نشاطهم بإقامة مهرجان سينمائي، وكان أن أقيم هذا المهرجان في نفس العام وكان مكانه أيضا دار سينما الأزبكية التي أقيم فيها من قبل مهرجان جماعة الاقتصاد القومي. وكان المهرجان الثاني أشبه بندوة ثقافية وقد اشترك فيها طلبة وطالبات الجامعة في إلقاء كلمات ومناظرات في موضوعات سينمائية متعددة كانت أكثرها أهمية تلك المناظرة التي دارت حول موضوع "هل السينما أداة إصلاح أو إفساد؟"

كان الفنان المعروف زكي طليمات من بين المشتركين في هذه المناظرة، وكان من مؤيدي القائلين بأن السينما أداة إصلاح.

كان من بين المناظرات التي عقدت في ذلك المهرجان مناقشة موضوع "هل تحترف الفتاة الجامعية السينما أم لا؟"، وقد جاءت معظم الآراء ضد احتراف الفتاة الجامعية السينما، ولكن هانحن بعد عشرين عاما نري نظرة الفتاة الجامعية إلي السينما تتغير بل أنها تقدم علي الاشتغال بها، وهانحن نري بين الوجوه الجديدة في أفلام هذا العام أكثر من جامعية واحدة نذكر من بينهن منيرة سنبل وآمال فريد.