رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إن لم ترجعوا كالأطفال.. الدستور تنشر حوارالبابا تواضروس مع «باتي» وسط زحمة العيد

البابا تواضروس مع
البابا تواضروس مع بياتريس

ملكوت السموات.. هو الهدف الذي يُنشد كل مؤمن الوصول إليه، فغرست الكنيسة تلك الغاية في كل نفس من نفوسها، ووضع المسيح خطوات ونهج يجب على كل مؤمن أن يخطوها ليصل إلى هدفه الأخير وهو أن يصل ملكوت السموات، ولم يُصعب المسيح الخطوات على البشر، بل لخصها جميعها في جملة واحدة وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ"، وذلك بحسب ما ورد في الفصل الثامن عشر من بشارة الإنجيل المُفرحة والتي نقلها لنا متى تلميذ السيد المسيح.

لعل كلمات المسيح تلك، ظلت ترن في أذان قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ صغره، حتى وجدناه يتحين الفرصة ليكون قريبًا من الأطفال الذين هم «أحباب الله» بحسب ما عودنا الشارع المصري الأصيل أن نقول- فوجدنا الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة، رُغم مشغولياته، يتفرغ لخدمة لجنة الطفولة في أسقفية الشباب، حتى يعتلي السدة البطريركية منذ عشر سنوات، فوجدناه يفتتح قناة كاملة للأطفال ويعهدها للانبا مرقس مطران شبرا الخيمة، تحت شعار «كوجي»، وهى كلمة قبطية تعني صغير، مُلحقًا بها شعار «كوجي لكن جوري» بمعنى صغير لكن قوي، ليجدد محبته للأطفال بلقاءهم في برنامج من برامجها، ليروي لهم القصص والحكايات مُنسجمًا معهم في ود تلقائي اعتاده منذ عهد قديم ناسيًا أنه أمام الكاميرات.

محبة البابا للأطفال، لن تقف عند ذلك الحد، بمجرد أن يلتقي البابا بأحدهم يهرب من الزحام المحبط به دومًا، ليخص الصغير بالحديث، ورصدت الدستور أحدث هذه اللقطات، حيث قضى البابا دقيقات وسط زحمة المهنئين بعيد القيامة المجيد 2023، مع باتي، وهو الاسم المستعار لبياتريس بيشوي، البالغة من العمر 4 سنوات، الطالبة بمرحلة kg1 المدرسة البريطانية بالمعادي BSC، والمخدومة في خدمة ني انجيلوس بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بحلوان، وهي كلمة يونانية الأصل تُطلقها الكنيسة على الأطفال في مثل هذه السن، كونها تعني «ملائكة».

وحصلت «الدستور» على بعض لقطات خاصة بهذا اللقاء الحميمي والأبوي، ومقطعًا بصيغة الفيديو جاء فيه البابا وهو يستمع لتهنئات بياتريس له باللغة اليونانية بعيد القيامة، فقالت ذات الأربع سنوات للبابا «أخريستوس أنيستي .. اليثوس انيستي»، وهي التحية المعتادة داخل الكنيسة في فترة الخماسين المُقدسة، التالية لعيد القيامة المجيد، وتعني «المسيح قام.. حقًا قام»، مما دفع البابا للاحتفاء بتحيتها، مطالبًا أن يستمع لهذه التحية مُجددًا بعدما تعرض قلبه الأبوي والحاني للأسر أمام لغتها البريئة ذات نبرات الطفولة البريئة.

بياتريس التي يعني اسمها «جالبة الفرح» خصت الدستور أيضًا برسالة في صيغة «الاوديو» موجهة إلى شخص البابا الذي غمرها بالأبوة، قالت خلالها: «بابا تواضروس.. أنا بحبك أنا بحبك»، وتكرار الأمر في اللغة يأتي للتأكيد، وتأكيد الطفلة ذات الاربع سنوات للأمر لم ياتي بعد دراستها للغة ومفراداتها وأساليبها، بل جاء بشكل فطري، نابع عن قلب طفولي لا يتجمل ولا يكذب، بل يُخرج بكل عفوية الصدق دومًا.