رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الوصاية.. قضية أخرى فى مكان مختلف

ملفت للنظر ومثير للاهتمام هذا النوع من الأعمال الدرامية التي تدور حول مشاكل المجتمع الملموسة والمثيرة للجدل والنقاشات، وتصل لحد النزاعات القانونية من أجل قضايا شخصية لا تحتمل تدخلات رجال القانون أو الشرطة..

تبرز ليلى، أو حنان عبدالحميد السيد، إحدى هذه المشكلات القانونية من خلال مواجهتها قانون الوصاية على القاصرين من أبنائها بعد وفاة زوجها، وعلى أن تكون هذه الوصاية للجد والد الزوج المتوفي، بعد أن قاست الأمرّين تحمل ابنتها الرضيعة وولدها ابن الثامنة، يحدث هذا في أثناء فترة هروبها من عائلة زوجها ومحاولة إحياء مركب الصيد خاصته؛ بتكوين فريق من الصيادين لمساعدتها وإن لم تهتم بشىء سوى إطعام طفليها اللذين تتركهما في منزل مستأجر وحدهما حتى تعود إليهما بما تيسر من مقابل طاولات رزق البحر من أسماك. 

ليست المرة الأولى التي تثير منى زكي تساؤلات عدة في أعمالها عن قوانين الأحوال الاجتماعية عامة والحالات الشخصية الفردية، فكما أثار مسلسل «لعبة نيوتن»، للمخرج تامر محسن، نقاشات جدلية حول مدى صحة زواجها في أمريكا وطلاق زوجها لها في رسالة صوتية من بطلانه، هذه المرة تثير قضية أخرى لا تقل أهمية وهي أحقية الوصاية على القاصرين، المسلسل بطولة مني زكي ودياب ونسرين أمين ورشدي الشامي وخالد كمال وأحمد خالد صالح. 

معاناة أم تحت ضغوطات المجتمع الذكوري الذي لا يرحم امرأة وحيدة بدون أحد يساندها أو يدافع عنها جعلتها عرضة للذكور من حولها، وأقربهم عمال المركب، في جسدها، الساخرين من كونها رئيسة المركب. 

بالإضافة إلى ضغوطات مؤجر العقار المتحكم الذي يطالبها بالرحيل وابنيها نظرا لتأخرها في توقيع عقد الإيجار وإبراز بطاقة هويتها التي زورت فيها بالتبعية. 

تقدم منى زكي شخصية واقعية بكل تفاصيلها من الشكل الخارجي لامرأة فقدت الشغف في النظر إلى المرآة والاهتمام بنفسها، وإنما كل ما يشغلها هو النجاة بطفليها من مأزق حياة مفاجئة لهما، وفي كثير من المشاهد لا يُسمع صوت المرأة الشجاعة، وإنما تكتفي بتعبيرات وجهها وبريق عينيها مستجدية قواها بدون أحرف وكلمات، موسيقى ليال وطفة المؤثرة في كثير من الأعمال ذات الطابع الأنثوي، مثل أفلام: نوارة، وفوتو كوبي، وقبل زحمة الصيف، كما اهتمت بجانب النعومة الأنثوية في مسلسل «المشوار» لبطله محمد رمضان والجميلة ندى موسي ودينا الشربيني. 

في أماكن تصوير مختلفة تدور قصة مسلسل «تحت الوصاية»، التي كتبها خالد وشيرين دياب، فاختارا الاختلاف في تقديم حياة الصيد ومراكبها وصياديها في مكان غير الإسكندرية كعادة الأعمال السينمائية والتليفزيونية، إنما اختارا لوكيشن قليلا ما دارت حوله الأحداث، وهو دمياط، فيستمع الجمهور إلى لكنة مختلفة غير اللكنتين الصعيدية والإسكندرانية الشائعتين، في توجيهات مخرج متميز قادر على إخراج ما في جعبة الممثلين، محمد شاكر خضير مخرج مسلسلات: جراند أوتيل، وفي كل أسبوع يوم جمعة، ولا تطفئ الشمس، وغيرها من الإبداعات الدرامية.