رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير آثار: فيلم كليوباترا يزيف التاريخ ويعتمد على ادعاءات رومانية قديمة

فيلم الملكة كليوباترا
فيلم الملكة كليوباترا

تحدث الدكتور شريف شعبان، الخبير في الآثار المصرية القديمة، المحاضر بكلية الآثار عن الفيلم الوثائقي "كليوباترا"، والذي أثار ضجة كبيرة للغاية على منصات التواصل داخل وخارج مصر.

وقال شعبان: "فوجئنا بدعايا مصوّرة لإعلان فيلم وثائقي على شبكة نتفيلكس بإسم كليوباترا، والمثير في إعلان الفيلم هو تجسيد الملكة البطلمية بملامح زنجية حيث البشرة السمراء والشعر المجعد وهو ما تم التنويه عنه في إعلان الفيلم على اعتبارها مصرية. 

وأضاف، "في حقيقة الأمر هذا أمر غير مقبول، حيث التلاعب في القيم والأسس التاريخية سواء إذا ما كان الفيلم درامياً أو وثائقياً وهو الأخطر، حيث إنه يرسّخ لأفكار ومعان غاية في الخطورة وتشويهًا لما كان في الأحداث التاريخية الحقيقية فإصرار صناع الفيلم على كون الملكة كليوباترا سمراء اللون ما هو إلا تشجيع لحملة الأفروسنتريك أو (المركزية الإفريقية) التي تحرض على تزييف التاريخ والإصرار على أن الحضارة المصرية القديمة عبر امتدادها هي من صناعة العرق الإفريقي". 

وتابع، "يبدو أن الفيلم اعتمد على ادّعاءات المصادر الرومانية لتشويه الملكة المصرية ذات الأصل الاغريقي باعتبارها مصرية زنجية شريرة، فقد كان المؤرخ الروماني بلوتارخ يرى أنها أزيد قليلًا من المتوسط الجيد في الجمال".

يستطرد شريف: استمرت تلك الفكرة خلال العصور الوسطى بداية من شكسبير في القرن الخامس عشر في مسرحيته أنطونيو وكليوباترا وروايات الخيال العلمي بالقرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث حين اختار المخرج جوزيف مانكيفيتس مخرج فيلم كليوباترا من إنتاج عام 1963، الممثلة الأمريكية اليزابيث تايلور لتجسد هذا الدور لما تتمتع به من جمال، إضافة لما ظهر في الأدب العربي، متمثلاً في مسرحية مصرع كليوباترا لأمير الشعراء أحمد شوقي. 

ويكمل: ومن المعروف خطأ أن كليوباترا كانت مقدونية الثقافة والفكر، فرغم أنها كانت سليلة العرق الاغريقي الذي استوطن في مصر وأسس دولة البطالمة، ورغم أن أسلافها البطالمة كانوا مصريين في الظاهر ومقدونيين في الباطن، إلا أنها وحدها التي كانت تتقن لغة المصريين وتعرف معبوداتهم، حيث كانت ترى نفسها من النسل المقدس للربة إيزيس، واعتبرت نفسها الوريثة لسحرها فتظهر في نقوشها في صورة مقاربة للربة المصرية، وهو ما جعل المصريين يحبونها رغم كرههم الشديد لأسلافها، حيث أعادت تجميل الإسكندرية بعد الحرب وفتحت جميع المعابد المصرية القديمة وشجعت العلماء ولم تخاطب الشعب إلا بلغته.