رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة خميس العهد.. حقائق مدهشة عن لوحة "العشاء الأخير" لـ ليوناردو دافنشي

لوحة العشاء الأخير
لوحة العشاء الأخير لـ دافنشي

يحتفل الأقباط، اليوم، بخميس العهد، وهو ذكرى العشاء الأخير بين السيد المسيح وتلاميذه، وفيه أسس السيد المسيح سر التناول، بحسب المعتقد المسيحي، وبهذه المناسبة نتناول في السطور التالية، قصة لوحة العشاء الأخير للفنان الإيطالي، ليوناردو دافنشي، الذي رسم يسوع المسيح يتوسط تلاميذه في ليلة العشاء الأخير معهم.

لوحة العشاء الأخير

هي واحدة من أشهر الأعمال الفنية في العالم، التي رسمها ليوناردو دافنشي ما بين عامي 1495 و1498 لكنيسة سانتا ماريا ديلي جراتسي في ميلانو، ويصور المشهد الدرامي الموصوف في اللوحة، عدة لحظات مترابطة بشكل وثيق والتي تم ذكرها في الإنجيل، ليلة عشاء يسوع الأخير مع تلاميذه، وحينها أعلن أن أحد الرسل سوف يخونه، كما بهذا الحدث أسس المسيح بنفسه سر التناول المقدس، الذي يتم في القداس الإلهي حتى اليوم.

ووفقًا للوحة ليوناردو، فإن الموقف والإيماءة والتعبير لشخصيات اللوحة، جميعها تظهر عدة "مفاهيم"، فيتفاعل كل واحد من التلاميذ الإثني عشر بطريقة اعتبرها ليوناردو مناسبة لشخصية كل واحد منهم،  من خلال دراسته المعقدة للمشاعر البشرية المتنوعة.

ووفقًا للموسوعة البريطانية " Britannica" تظهر لوحة ليوناردو، التي يبلغ عرضها 8.8 مترًا، أما طولها فيبلغ 4.6 مترًا، أنها مرتبة بدقة، حيث يوجد يسوع في وسط طاولة كبيرة وتلاميذه حوله، من اليسار واليمين، ويرتدي ملابسه التقليدية باللوني الأحمر والأزرق،  لكن ليوناردو لم يشبعه بالهالة المعتادة، حيث يشير العلماء أنه كان قاصدًا، حيث تشير الهالة المفقودة إلى أن يسوع لا يزال إنسانًا، على هذا النحو، الذي به يتحمل آلام ومعاناة الصليب لاحقًا..

لحظات مؤثرة في لوحة دافنشي

اللوحة ليست مجمدة بل تمثل لحظات متتالية، مؤثرة، أعلن فيها يسوع عن خيانته الوشيكة، حينما سأله أحد التلاميذ، الذي يقف في المجموعة على يسار يسوع، وهو يشير إلى نفسه وهو يقول: "بالتأكيد لست أنا يا رب؟" ليجيبه يسوع: "من وضع يده في الوعاء معي هو من يسلمني"، وهذه الواقعة ذٌكرت في إنجيل متى 26: 23.

وفي نفس الوقت، يهوذا، الذي يجلس مع المجموعة على يمين يسوع، يمدّ يده نحو نفس الصحن على الطاولة بينهما، وهو فعل يميز يهوذا بأنه "الخائن".

تقنية منظور النقطة الواحدة

استخدم دافنشي منظور النقطة الواحدة، في لوحة العشاء الأخير، حيث أن كل زاوية من اللوحة تضمن أن تنظر مباشرة إلى النقطة المحورية، والتي تمثل يسوع، كما يعمل الانسجام والتماثل والمنظور معًا، في جذب عيناك لما هو مهم هنا بالضبط ولجذب الانتباه إلى المسيح الذي يتوسط اللوحة، وسواء استخدم دافنشي هذه التقنية لإضافية الرمزية للوحة أم لا، فإنها تضفي الطابع الدرامي على الأحداث بداخل اللوحة.

تدمير لوحة العشاء الأخير وإعادة ترميمها

تعرضت لوحة العشاء الأخير، في عصور مختلفة، لمزيد من الضرر عندما قام نابليون وقواته بتحويل المكان إلى إسطبل للخيول عندما غزا ميلان في القرن الثامن عشر.

وخلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت اللوحة لأكبر كارثة، عندما تسبب أحد الحلفاء في إلقاء قنبلة على المكان أدت إلى انهيار سقف وجدار الغرفة، ولكن نجت اللوحة، رغم تعرضها للكثير من العوامل الجوية لعدة أشهر قبل إعادة بناء المكان.

بعد قرون من سوء المعاملة، خضعت لوحة "العشاء الأخير" لعملية ترميم واسعة النطاق ومثيرة للجدل لمدة 20 عامًا، واكتملت في عام 1999، حيث عمل المرممون في أقسام صغيرة لإزالة التنميق السابق وطبقات الأوساخ وطبقات الورنيش مع إضافة ألوان مائية باللون البيج إلى الأجزاء التي لا يمكن أن تسترد.

وعندما تم الكشف عن اللوحة المستعادة، هاجم العديد من النقاد المرممين بأنهم قد أزالوا الكثير من معالم اللوحة بحيث لم يتبق سوى القليل جدًا من عمل ليوناردو الأصلي، لكن آخرين أشادوا باستعادة تفاصيل مثل تعابير أوجه الرسل والطعام على المائدة.