باحثون يطورون أداة ذكاء اصطناعى جديدة تستطيع كشف العلامات المبكرة لسرطان الرئة

كشفت شبكة "إن بي سى نيوز" الأمريكية، عن تطوير أداة ذكاء اصطناعي جديدة، تستطيع كشف العلامات المبكرة لسرطان الرئة قبل سنوات من اكتشاف الأطباء له في الأشعة المقطعية.

وتم تطوير أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة، المسماة "سي بيل"، من قبل العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في بوسطن، وأصبحت تتنبأ بدقة بما إذا كان الشخص سيصاب بسرطان الرئة في العام المقبل بنسبة 86% إلى 94% من الوقت المتوقع.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حاليًا بأن يخضع البالغون المعرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة لجرعة منخفضة من الأشعة المقطعية للكشف عن المرض سنويًا، ولكن حتى مع الفحص المنتظم، فإن أمهر أخصائيي الأشعة لا يمكنه تحديد كل شيء، وهنا يأتي دور "سي بيل".

وقالت الدكتورة ليسيا سيكيست، أخصائية الأورام ومديرة برنامج عيادة الكشف المبكر عن السرطان والتشخيص في مستشفى ماساتشوستس العام: «لا تستطيع العين المجردة رؤية كل شيء، لكن الذكاء الاصطناعي الذي طورناه ينظر إلى الفحص بطريقة مختلفة تمامًا عن نظر أخصائي الأشعة البشرية إليه».

ويقول الخبراء إن الأداة يمكن أن تكون قفزة إلى الأمام في الكشف المبكر عن سرطان الرئة، وهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، والمرض هو السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، التي تقدر أن هذا العام سيكون هناك أكثر من 238000 حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة وأكثر من 127000 حالة وفاة.

وأوضح التقرير أنه لم يتم اعتماد «سي بيل» بعد من قبل إدارة الغذاء والدواء لاستخدامها خارج التجارب السريرية، ولكن إذا تمت الموافقة عليها، فقد تلعب دورًا فريدًا.

وهناك أكثر من 300 أداة للذكاء الاصطناعي معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام في الأشعة، وفقًا لأنانت مادابوشي، الأستاذ في قسم الهندسة الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلانتا، وقال إن معظمها يستخدم لمساعدة الأطباء في تشخيص وعلاج السرطان، ولكن ليس للتنبؤ بخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.

• سرطان الرئة هو الأكثر قابلية للعلاج

وقال الدكتور كيم ساندلر الأستاذ المساعد في قسم الأشعة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي، إن سرطان الرئة هو الأكثر قابلية للعلاج عند اكتشافه مبكرًا.

وأوضح أن الكشف المبكر أمر صعب، نظرًا لأن الرئتين لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها، فإن الطريقة الوحيدة لاكتشافها مبكرًا هي باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، وبحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، بما في ذلك السعال المستمر أو صعوبة التنفس، ويكون السرطان عادةً متقدمًا ويصعب علاجه.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن الفحص بالأشعة المقطعية بجرعات منخفضة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة بنسبة 24%، لأنها يمكن أن تساعد في اكتشاف السرطان في وقت أقرب، عندما يكون أكثر قابلية للعلاج.

وقال ساندلر إن أداة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تزيد من معدلات الكشف المبكر عن سرطان الرئة، وربما تزيد من معدلات البقاء على قيد الحياة أيضًا.

• كيف تعمل سي بيل؟

 قال الدكتور فلوريان فينتلمان، اختصاصي الأشعة في مركز ماس عام للسرطان، إن الذكاء الاصطناعي يحلل الصورة ثلاثية الأبعاد، ويبحث ليس فقط عن علامات النمو غير الطبيعي في الرئتين، ولكن أيضًا عن أنماط أو مضايقات أخرى لم يفهمها العلماء تمامًا بعد، وتقدم «سي بيل» تنبؤات حول ما إذا كان الشخص سيصاب بسرطان الرئة في غضون عام إلى ست سنوات.

وأضاف فينتلمان أن هناك حالات اكتشفت فيها «سي بيل» علامات سرطانات لم يكتشفها أطباء الأشعة حتى ظهرت العقيدات في التصوير المقطعي المحوسب بعد سنوات.

وأوضح أنه يرى مستقبلًا تساعد فيه أداة الذكاء الاصطناعي أطباء الأشعة على اتخاذ قرارات علاجية مهمة، وليس استبدال أخصائيي الأشعة تمامًا.