رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تنكرت فى زىّ رجل".. جويدان المجرية تروى قصة حبها للخديوي عباس حلمى

جويدان المجرية والخديوي
جويدان المجرية والخديوي عباس حلمي الثاني

في كتابه حكايات عابرة رصد حمدي البطران حكاية تحت عنوان “الأميرة المتمردة”، وتدور حول الخديو عباس حلمي الثاني، الذي سافر إلى باريس في عام 1905 وتعرف على سيدة مجرية الأصل هو الكونتيسة "ماي دي توروك"، وحدث أن أحبها وعاد بها إلى مصر واتخذها عشيقة شبه رسمية له وخصص لإقامتها قصر سراي مسطرد، وأطلق عليها اسم تركي هو "جويدان هانم". 

وعلى الجانب الآخر، قد خصص قصر القبة لإقامة زوجاته الشرعيات وأولاده، الزوجة الأولى هي "إقبال هانم" وأنجب منها 6 أولاد، وأما جويدان هانم ولم يرزق منها أولادًا.

ولم تذكر الكتب أي تفاصيل عن فترة جويدان في حياة الخديوي، إلا أنها تحدثت عنها في مذكراتها، وقالت أسلوب ممتع، فيه من رقة المشاعر والرومانسية ما تفتقر إليه معظم المذكرات عن الحريم في القصور العثمانية والقصور المصرية، وهي المرة الأولى التي تتحدث واحدة من الحريم عن الحريم، وهي تتحدث كأوربية لها ثقافتها التحررية التي تنبذ فكرة القيود. 

فكانت جويدان مغرقة في حب عباس، وكتبت فيه صفحات بالغة الرقة تعبر فيها له عن حبها الشديد، وهي لا تنكر أنه قيد حريتها، وأنه كان يغار عليها من قراءة الكتب ومجالسة النساء، ولكنها مع ذلك كأنت لا تطيق البعد عنه.
سكرتيره الخاص الأخرس
ومن طرائف ما ترويه جويدان إصرارها على أن تنفذ ما عزمت عليه من السفر لحضور افتتاح إحدى قناطر النيل في الصعيد لتكون قريبة من حبيبها فتنكرت في زي سكرتير لعباس، وحبكت الطربوش على رأسها جيدًا، وجربت الانحناء عدة مرات فلم يقع الطربوش، ولم يكشف عن شعرها الذي تعمدت تقصيره، وارتدت ملابس الرجال.

وأكملت في مذكراتها: وحشت أكتاف الرد نجوت بالقطن حتى لا يظهر اتساعه على جسمها النحيل، وتحملت مضايقة الياقة العالية وملأت بوز الحذاء اللميع بالورق، وخرجت متنكرة في ملابس الرجال إلى محطة القطار وبينما كان الخديو يحادث الرجال المحيطين به ركبت قطاره المخصوص.

وعندما تحرك القطار، رآها الخديو أمامه لم يصدق عينيه، ولم يتمالك نفسه من الدهشة، إذ لم يتوقع أن يرى مثل ذلك السكرتير الجميل، وفرح كلاهما بالموقف فرحا شديدا، وبعد مزيد من التدريب على حركات الذكور، قال الخديو لزوجته المدللة: لا يجب أن تتكلمي يا عزيزتي، وبالفعل، ظلت الأميرة صامتة، حسب تعليمات الخديو الذي رأى أنه خير له أن يعتقد الناس أن سكرتيره الوسيم أخرس من أن يظنوا أنه أحد الأغوات إذا سمعوا صوتها الرقيق.

واستمر هذا الموقف إلى أن وصل القطار إلى الأقصر، وكانت مزدانة بالأعلام، مزدحمة بالناس. 

وصدحت الموسيقى في كل مكان، وانتقل الخديو مع حاشيته إلى سفينة خاصة، ومعهم السكرتير الوسيم الذي ظل إلى جانب الخديوي يراقبه في محبة لم تخطئها أعين الخادم فريدريك الذي كان يتابع الموقف لاحتمال الاحتياج إلى التدخل في أي لحظة فهو الذي ساعدها في خطتها.