رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذهب يستقبل الاستثمارات الهاربة من أسواق السندات الأمريكية

الذهب
الذهب

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، حيث تنتظر الأسواق بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر اليوم، والتي تساهم بشكل كبير في قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع مايو القادم.

ويترقب الذهب أي إشارات على مدى اقتراب أسعار الفائدة من الذروة، وفق جولد بيليون وسجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاع 0.3% ليتداول وقت كتبة التقرير عند المستوى 2010.17 دولار للأونصة.

يأتي هذا بعد أن سجل أعلى مستوى اليوم عند 2021.03 مقترباً من أعلى مستوى سجله منذ مارس 2022 خلال الأسبوع الماضي، عند 2032.07 دولار للأونصة.
وقال التقرير الفني، إن الأنظار تتجه إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة خلال شهر مارس، والذي من المتوقع أن يشهد تراجع إلى المستوى 5.2% بأساس سنوي من القراءة السابقة 6%، ولكن قد نشهد ارتفاع في المؤشر الجوهري الذي يستثنى أسعار الطعام والطاقة بنسبة 0.5% مقارنة مع 0.4%.

والأسواق تسعر الذهب على استمرار انخفاض التضخم الأمر الذي يعني عدم حاجة البنك الفيدرالي إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، ليقوم في مايو المقبل بوقف دورة رفع أسعار الفائدة بشكل مبكر، وهو الأمر الإيجابي بالنسبة للذهب وقد يدعم وتيرة صعود المعدن الأصفر.
وجد الذهب الدعم ضمن هذا السيناريو من تصريحات عضو الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري عن ركود محتمل هذا العام، ليشير إلي أن ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الإقراض بعد انهيار العديد من البنوك الأمريكية قد يؤديان إلى ركود محتمل هذا العام، لكنه رأى أن السماح للتضخم بالبقاء عالياً سيكون أسوأ على الأرجح.
القراءة الضعيفة للتضخم قد ترسل أسعار الذهب إلى ما فوق المستوى 2032 دولار للأونصة لتسجل أعلى مستوى جديد هذا العام، وذلك في ظل الحديث عن نمو ضعيف وصعود التوترات الجيوسياسية الأمر الذي يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق.
وانخفض الدولار مقابل العملات الرئيسية خلال جلسة اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي، وذلك في ظل التوقعات بتراجع معدلات التضخم الأمر الذي يقلل من فرص قيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم في مايو.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية أمام سلة من 6 عملات رئيسية شهد انخفاض اليوم بنسبة 0.1% بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.4%.

 ويأتي هذا التراجع في مستويات الدولار على الرغم من تعافي عوائد السندات الحكومية الأمريكية منذ بداية الأسبوع حيث ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.2% كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين بنسبة 4.7%.


بشكل عام منحنى العائد على السندات الحكومية الأمريكية يظهر انخفاض غير معتاد الأمر الذي يدل على تراجع العائد على السندات طويلة الأجل مثل استحقاق 10 سنوات و20 سنة و30 سنة، مقارنة مع ارتفاع العائد على السندات ذات الاستحقاق القريب مثل 1 شهر وحتى عامين.


مثل هذا التشوه في منحنى العائد يعتبر دليلا واضحا على عدم ثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الأمريكي على المدى المتوسط والبعيد وتفضيلهم الاستثمارات قصيرة المدى مما يوفر لهم سرعة الهروب من السندات والتوجه لاستثمار آمن آخر وفي هذه الحالة سيفتح الذهب أبوابه لاستقبال الاستثمارات الهاربة من أسواق السندات الحكومية.


وأكد التقرير أن انخفاض منحنى عائد السندات الحكومية أصبح علامة متشائمة على مستقبل النمو الاقتصادي الأمريكي، بعد أن تكرر هذا المشهد قبل كل أزمة واجهت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً.