رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى ولاء كمال: كل رمضان فى حياتى يعلمنى شيئاً وكلها دروس كونية

الروائي ولاء كمال
الروائي ولاء كمال

تحدث الكاتب الروائي ولاء كمال لـ “الدستور” عن ذكرياته مع شهر رمضان، وقال في تصريحات خاصة: بالنسبة لي يعد شهر رمضان شهراً محبباً، وربما هو الشهر الأقرب إلى قلبي من شهور العام. 

 

فمثل الكثيرين في سني يمثل الشهر الكريم ذكريات الطفولة الرائعة: عادات الأسرة، وطقوس الإفطار، والود العائلي، جميعها محفورة بداخلي. وفي السنوات الأخيرة أحاول دائماً استحضار تلك الروح، وأعد هذا الشهر محاكاةً لما كان يمثله بالنسبة لي في السابق

 

ولكن الأيام لا تعيد نفسها بطبيعة الحال، وأظن أن تعاقب الفصول كل رمضان تلو الآخر أصبح يعني أنه يتجدد بداخلنا وتتأثر أجواءه بتغير المناخ والأجواء العامة، فيتخذ كل بضعة أعوام شكلاً جديداً.

 

وتابع “كمال”: رمضان الذي كنت أعمل به منذ عشر سنوات مضت في وظيفة مكتبية تعلمت منه أن الصوم ليس مبرراً للتكاسل، فكنت أقضي اليوم كاملاً وأغادر عملي مع آذان المغرب. أما رمضان الذي عملت فيه مساعداً للإخراج فكان يعني بالنسبة لي عذاب التصوير من الصباح وحتى فجر اليوم التالي، وتناول الإفطار والسحور بسرعة في ظروف التصوير شديدة القسوة. 

 

وهناك رمضانات الجامعة التي كنت فيها أنخرط في العمل التطوعي، وأقضيه مع مرضى معهد الأورام أو مستشفى أبو الريش، وكم كان ذلك شعوراً رائعاً، أن تتجسد أمامك كل القيم الإنسانية التي تعلمتها في الطفولة عن ذلك الشهر.د

 

 ولفت صاحب رواية "القداس الأخير: هكذا تجد أن كل رمضان في حياتي علمني شيئاً، وكلها دروس كونية تجسد بشكل خفي معنى رمضان الحقيقي: الصبر والجلد والعمل والتخلي. أما الرمضانات التي أقضيها الآن وأنا كاتب فإنها تصطبغ بصفةٍ روحانية وصفاء ذهني يجلي الكثير من الأفكار، ويفتح الباب أمامي لتجارب روحانية تجد طريقها دائماً إلى كتبي، ومع الوقت تعلمت أن أرجئ كتابة مقاطع أو فصول معينة في كل كتاب لرمضان، وهي الفصول التي تتطلب درجةً من الحساسية أو الاتصال الروحي القوي.

 

 أدركت مؤخراً أن رمضان قد وجد طريقه دون أن أدري إلى كل كتاب من كتبي، سواء رواية "سكون" التي عشت أثناء كتابتها حالةً روحانيةً ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم فخرجت ليلتها واحدة من أقرب كتاباتي إلى قلبي، وهو المقطع الذي يصف معجزة الإسراء والمعراج كما حكتها شجرة أزلية شهدت تلك الليلة في القدس الشريف. كذلك كتاب أيامي مع كايروكي عاصرت خلاله رمضاناً مع الفرقة وسجلت جميع تفاصيله بالكتاب، وكأني أحاول حفظ روح ذلك الشهر في ذلك العام من الزوال.