رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجار «سوق الكانتو» بالاسكندرية: بياصة الشوام أصبحت مجهولة والحكاية بدأها الجاليات الأجنبية

سوق الكانتو
سوق الكانتو

ذاع سيط سوق الكانتو، بسبب مسلسل “سوق الكانتو” المعروض على قناة DMC، والذي يشارك فيه أمير كرارة، مي عز الدين، وفتحي عبدالوهاب، الأمر الذي دفع" الدستور" إلى البحث عن سوق الكانتو بين شوارع الإسكندرية 

IMG_20230314_163311

أمام قطعة أرض مهملة، إذا مررت من أمامها وأنت لم تعرف أصل الحكاية فستدرك مساحة فارغة لا تملؤها سوى القمامة، ولكن في هذا الفراغ كان أصل حكاية بياصة الشوام لبيع الساكسونيا.

تجولت “الدستور” بداخل سوق الكانتو ببياصة الشوام بمنطقة العطارين، تلك المنطقة التي بدأ حكايتها الجاليات الأجنبية وهجرها أهلها غير مكترثين للماضي.

IMG_20230314_163236

صلاح السبيعي.. نشأت وسط الجاليات الأجنبية وهم أصل بيع الساكسونيا

يقف صلاح السبيعي، 68 سنة أمام تلك المساحة الرثة الممتلئة بالقمامة، ويشاور من مسكنه المقابل لها بأن هنا هو أصل بياصة الشوام، وكأنه استرجع شريط ماضي لا حاضر له، منذ ميلاده في المنزل المقابل عندما كانت تمتلأ تلك المساحة الخاوية بكل تجار الملابس المستعملة من السريحة أو البائعين ليقفوا في مزاد لشراء بضائعهم من الساكسونيا.

IMG_20230314_163139

وينظر إلى المنازل التي تجاورها، ويقول إن جيراننا في الماضي كانوا أجانب الجنسية من الإيطاليين والسوريين ولكن لم يتبقى منهم أي احد، سواء من رحلوا عن الدنيا أو رحلتهم الدنيا لمكان آخر، وتبدل ساكنيها بأناس آخرين، ولكن يظل الاسم في أصل الذاكرة "ببياصة الشوام".

IMG_20230314_161228

قال صلاح السبيعي: "إن السوق في الماضي كان مساحة فارغة وكانت نهارًا مستقبل كل من يتواجد فيها لبيع ما لديه من ملابس تم الاستغناء عنها، ومساء ساحة لممارسة لعب كرة القدم، إلا أن تطور الوضع وبنيت تلك الأكشاك بحالتها هذه، لإثبات موقع.

تابع: “كانت تلك الساحة في منطقة العطارين أصل سوق الكانتو، إلا أن سحب عزها وانتقل إلى سوق الجمعة بمنطقة مينا البصل وهو ما أثر على حركة بيع وشراء الساكسونيا من بياصة الشوام”.

IMG_20230314_160723

ناصر حلمي: مهنة الساكسونيا لا تورث لأبنائي

على الرغم من توارث ناصر حلمي 56 سنة مهنة بيع الملابس الساكسونيا من والده إلا أن بسؤاله عن توريثها لأبناءه رفض معلقاً "ولادي متعلمين" موضحًا السبب بأن ظروف تلك التجارة ليست كسابق عهدها.

قال حلمي إن أصل الحكاية بأن "السريحة" كما يسمون، كانوا يمرون على المنازل للمقايضة الملابس المستعملة مقابل أواني بلاستيكية، ويأتون بحصيلة يومهم الى التجار لبيعها لهم، لتبدأ مرحلة التجهيز.

IMG_20230314_163210

أضاف أن مراحل عديدة تمر بها ملابس الساكسونيا لتصبح جاهزة على الرغم من سعرها الزهيد بدءًا من الغسيل، المكوى، الخياطة، والرفة، لتبدأ أسعارها من جنيهان حتى 100 جنيه أو أقل بناء على هيئة القطعة وجودتها.