رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قنصل فلسطين بالإسكندرية: حل القضية سيأتي ما دام الشعب صامدًا مدافعًا عن مقدساته

محرر الدستور مع قنصل
محرر الدستور مع قنصل عام فلسطين

نحن لا نؤمن بفناء غيرنا ودماره لنقوم على أنقاضه

الدور الرسمي المصري كان ولازال من أعمدة الدعم الرئيسية للشعب الفلسطيني

نخوض معاركنا الدبلوماسية سوية وبتنسيق دائم مع القيادة المصرية

الشعب المصري منتمين عميقا للقضية الفلسطينية

الحكومة اليمينية الجديدة لم تراع حرمة لبشر أو أرض أو شجر

حالة الاستيطان وعنصريتها أصبحت حكومية رسمية لطرد العرب من أرضهم

 

أكد السفير رأفت بدران قنصل عام فلسطين بالإسكندرية، أن حل القضية الفلسطينية سوف يأتي مادام الشعب يؤمن بالدفاع عن أرضه ومقدساته، وعقب الأحداث التي شهدتها مدينة القدس خلال الأيام الماضية، واقتحام المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف كان لـ"الدستور" حوارًا مع السفير رأفت بدران قنصل عام فلسطين في الإسكندرية ليبرز أوضاع الجالية الفلسطينية في مصر وخاصة المحافظات الشمالية، وكذلك الأوضاع في الضفة الغربية وغزة.

 

حدثني عن الأوضاع في الضفة الغربية وغزة

الأوضاع كما ترون وتسمعون الأوضاع في فلسطين صعبة وصعبة للغاية وهناك حكومة يمينية جديدة لم تضع حرمة لا لبشر أو أرض أو شجر فهم مازالوا يمارسون القتل والتدمير والتهويد وسلب الأراضي وبناء المستوطنات والتحدث بعنصرية فاقت بعض الأصوات الفاشية التي راح ضحيتها اليهود في أوروبا وليس أدل على ذلك سوى تصريحات وزير المالية في حكومة نتنياهو الذي دعى إلى حرق قرية حوارة وتدميرها بأيدي الجيش الإسرائيلي وليس فقط بأيادي قطعان المستوطنين بمعنى أن حالة الاستيطان وعنصريها وتطرفها أصبحت سياسة حكومية رسمية لطرد العرب من أرضهم واستيطانها من قبل قطعان المستوطنين الوافدين أصلا من بلدان وقوميات لا تنتمي للمنطقة وثقافتها ومع ذلك نحن نثق بشعبنا الذي مازال صامدًا ويقاوم ومستمرًا في التصدي لهذا المد العنصري المتطرف القديم الجديد.

كيف تروون وتستقبلون الموقف المصري على الصعيد الشعبي والصعيد الرسمي؟

ليس لدينا أدنى شك في أن الشعب المصري منتمي عميقا للقضية الفلسطينية ويتأثر بها وهذا يصادفني في كل مكان أذهب إليه في شوارع مصر من المقهى والمتجر، اما المستوى الرسمي ليس أقل تأثرًا من المستوى الشعبي. فالدور الرسمي كان ومازال حتى اللحظة من أعمدة الدعم الأساسية للشعب الفلسطيني وقيادته في حراكها السياسي الدبلوماسي بل ويلعب دورا في تخفيف من وطأة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وخاصة على أهلنا في قطاع غزة حتى لا يلحق الأذى بشعبنا ومقدراته على الرغم من ان الحالة الشاذة الحاكمة في القطاع تسببت في إحراجات كثيرة لهذا الدور أما على صعيد المحافل الدولية فنحن نخوض معاركنا الدبلوماسية سوية وبتنسيق دائم مع القيادة المصرية التي لم تتخلى عن موقفها حتى في أحلك الظروف.

هل هوية الفلسطيني تضيع باغترابه؟

هوية الفلسطيني لا تضيع، كلما ابتعد عن وطنه كلما اقترب أكثر بمشاعره لأصوله، وحتى في غير المجتمع المصري لا تضيع هوية المواطن الفلسطيني، ولدينا قامات اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول مازالوا ينطقون باللهجة العامية الفلسطينية بلهجة القرى التي هاجروا منها، وبعضهم أعضاء في الكونجرس الأمريكي كما هو الحال مع النائبة الفلسطينية الأصل رشيدة طليب.

أما مصر هذا البلد اتصف بصفة خاصة، أن طبيعة الشعب المصري ومكونه ليس فيه من العنصرية أي شئ، فهو شعب مضياف وطيب وبسيط ويحتضن الوافدين إليه، وتعددت مراحل التعاطف مع الوجود الفلسطيني تاريخيًا في جمهورية مصر العربية، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أقر دستوريًا أن للمواطن الفلسطيني الحقوق المواطن المصري وما زال ذلك قائمًا مع بعض الاختلافات في مراحل مختلفة أبناء جالياتنا هم الأكثر احترام للقوانين والأقل إثارة للمشكلات، حتى طلابنا هنا الأقل مشاكلًا في الجامعات، ودائما اسمع من الأساتذة في الجامعة أن الطالب الفلسطيني هو الأكثر انضباطًا، وهذا ما نعمل عليه دائما ونسمع به أبناء الجالية بشكل مستمر ومهم أن نحترم قوانين الدولة المضيفة.ونساهم في استقرارها قدر المستطاع

ماذا يرضي الشعب الفلسطيني؟

لا يمكن لأحد أن يغرس في نفس كل فلسطيني صورة مخالفة لصورة فلسطين التاريخية التي توارثها عن الأجداد ولكن هناك واقع جديد ونحن واقعيون إلى حد أننا قادرون على التعاطي مع المستجدات التي تعاقبت على القضية الفلسطينية على مدار تاريخها فنحن لا نؤمن بفناء غيرنا لنقوم على أنقاضه وقد كان للقيادة الفلسطينية رؤية واقعية أرست أسس للتعايش في المنطقة بما يضمن حرية وكرامة الجميع وبالتالي في المدى المنظور نحن موقفنا واضح ومسجل دوليًا هو إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 دولة عاصمتها القدس الشريف وحدودها وفقا لما أقرته الشرعية الدولية التي منحتنا هذا الحق وفي البيان الأخير لمجلس الأمن  تحدث بوضوح عن حل الدولتين وفقنا لهذه الشرعية والتي تحدثت عن الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها العاصمة الأبدية القدس الشريف حين اقر البيان بعدم شرعية الاستيطان وقتل الفلسطينيين في الشوارع وهدم البيوت والمنازل وسرقة أراض الفلسطينيين عنوة وخلسة فيما تحدث القرار 194 عن حق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها وهذا إقرار دوليا له صفة القانون ففي عقيدتنا نحن لا نحارب ديانة بعينها فالمسلمون والمسيحيون واليهود عاشوا في المجتمعات العربية دون تفرقة أو تمييز وبعيدا عن أي عنصرية قد تبدت بعد نشوء الحركة الصهيونية في تضليل واضح للسياق التاريخي الذي عاشت به المنطقة بسلام وأمان.

ما موقف الشعب الفلسطيني من استمرار مصر في جهودها لإعمار غزة؟

بمجرد إعلان الرئيس السيسي بتبرعه بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة في عام 2021، وهو موقف نبيل يحفظه الشعب الفلسطيني ومازال في ذهنه، ومنذ الأسبوع الأول من وقف العدوان بدأت القاطرات والمعدات المصرية تتوافد لفلسطين لبدء العمل في إعادة الإعمار، ونحن واقعيين حيث لا يمكننا انتقاد غيرنا قبل أنفسنا فالأخوة المصريين كانوا بحاجة لتعاون حقيقي حتى يتمكنوا من مد العون لنا بدلًا أن نقف عقبة بفعل حسابات ضيقة فئوية وحزبية فالشعب المصري وقيادته ذهبا لمساعدة الشعب الفلسطيني وليس فئة أو جماعة محددة قد تكون تحكمت في مقاليد الحكم على تلك الأرض.

ما هو السبيل لحل القضية الفلسطينية؟

حينما تجد هذه الدولة الشاذة من يضع لها حدودًا على المستوى الإقليمي والدولي ، نحن نضجنا بما فيه الكفاية لأن نتحدث عن سلام مشرف وقابل للحياة ويعطي للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي أقرتها المواثيق والقرارات الدولية، الحل يقع على عاتق المجتمع الدولي الذي نفترض فيه العدالة وحفظ السلام والأمن الدوليين فالمنطومة الدولية منحازة وتكيل بمكيالين بتعاطيها مع الشأن الدولي، لا يمكنها أن تقود إلى حلول عادلة ومنصفة نحن نفترض بمن يقع على عاتقهم حفظ الأمن والسلم في العالم أن يظهروا بدورًا أكثر جديًا في التعاطي مع عنجهية الاحتلال وضربه للمواثيق الدولية بعرض الحائط فلن تنمو وتزدهر المنطقة إلا إذا كان هناك أمناً وسلامًا وهذا لن يتوفر إلا بحل عادل يعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

نحن على ثقة أن الحل قادم نتيجة عوامل ذاتية بحتة ستفرض نفسها، مادام الشعب الفلسطيني مازال صامدًا على أرضه مدافعًا عن مقدساته ومؤمنا أنها عقيدة لأمة فلن تضيع القضية الفلسطينية، ومن يظن أنه بمدفوعات خاصة أو بأساليب أخرى يمكن أن يطوي هذا الملف فهو واهم كل الوهم وما يحدث في فلسطين شرره يمكن أن يصيب الكل في المنطقة، وكنا نفضل ألا تستمر المعاناة وأن لا تدفع الأثمان أكثر من ذلك، نتمنى أن يحل نظام عالمي أكثر عدلًا وإنصافًا يساعد على استقرار المنطقة عبر حلول عادلة ومنصفة للشعب الفلسطيني.

هل ترى أن النشاط الثقافي كافٍ للتعبير عما يحدث في فلسطين؟

الأمر الطبيعي أن يتفاعل المواطن العربي مع القضية، فهي قضيته هو وهي أيضًا مكون أساسي في شخصيته العروبية، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب لما تحتويه فلسطين من تراث عربي وإسلامي وحين نتحدث عن التراث العروبي فهو يشمل الإسلامي والمسيحي في فلسطين وحتى أبناء الديانة اليهودية حفظ حقهم في العبادات والحجيج أسوة بغيرهم من أبناء الديانات الأخرى، وتظل القدس هي مكان حجيج لكل الأديان السماوية على مدار التاريخ.

أما النشاط الثقافي هو كافٍ أو غير كافٍ، فهو مرتبط بالوضع العام للوطن العربي، لأن المنطقة شهدت الكثير من الأحداث في العقد الأخير وكان هناك انشغالات خاصة للدول نظرًا لما تعرضت له من إرهاصات داخلية  تحت مسمى "الربيع العربي" هذا الافتعال في المنطقة الذي لم يقصد به خيرًا لها بل أخل باستقرارها وعرضها لهزات شغلتها عن القضية الفلسطينية، على العكس كان هناك تعمد لتشويه صورة القضية الفلسطينية في أذهان المواطن العربي عبر بعض الأدوات التي عملت على إظهار صورة المواطن الفلسطيني بمشهد مغاير لحقيقته، فعندما تتحدث بعض الرموز الثقافية وتظهر الفلسطيني بأنه قد تخلى عن أرضه علما وهو في  الواقع مازال ينزف دمًا دفاعا عن أرضه،ومقدساته  ونحن نثق بأن التاريخ كفيل بدحض كل الروايات المشوهة وذلك ينبع من إيماننا بأن تضحيات شعبنا الفلسطيني لن تذهب هدا وكذا الأمر بالنسبة للشرفاء في وطنا العربي الكبير الذين مازالوا يحملون راية فلسطين في كل الميادين والمعتركات كما هو الحال مع الشقيقة الكبرى مصر التي تلعب دورًا محوريًا وكبيرًا في مساندة ودعم القضية الفلسطينية وكذلك القيادة الفلسطينية في خطواتها الدبلوماسية على المستوى الإقليمي والدولي، ونحن راضون عن هذا الدور.

حدثنا عن النشاط الثقافي لقنصلية دولة فلسطين بالإسكندرية وما هي أبرز تلك النشاطات؟

بدأنا في مشروع تطوير العلاقات على الصعيد الثقافي منذ أن توليت مهمة التمثيل الدبلوماسي لدولة فلسطين في محافظة الإسكندرية وتحديدًا في مارس 2022، والجميع يعلم أن تلك المدينة هي عنوان الثقافة والحضارة بحكم القامات الكبيرة التي تخرجت منها والتي أثرت في الثقافة المصرية على مدار تاريخها، ونعمل على إحياء المناسبات الفلسطينية في الشارع المصري لأهميتها في شرح وتوضيح أبعاد القضية الوطنية التي باتت تغيب وتسرق في ذات الوقت بسبب عدوانية الاحتلال الذي لم يكتفي بسرقة الأرض والمنازل، بل تعدى ذلك في سرقة الثقافة الفلسطينية والموجود التراثي القديم بوصفه المكون الأصيل للشعب الفلسطيني على مدار تاريخه.

مهم إحياء تلك المناسبات ولكن الأهم أن نظل حاضرين في المشهد الثقافي، وهناك صروح ثقافية عديدة في الإسكندرية وأنشطة عديدة نشارك فيها ومتواجدون بشكل دائم في تلك الأنشطة مثل مكتبة الإسكندرية  وفي دار الأوبرا وكذلك المتاحف والعديد من المراكز، وعلاقتنا ممتازة مع الجميع، والشعب المصري بأصالته على المستوى الشعبي والدولة المصرية على المستوى الرسمي نلمس حبا وتفاعل كبير مع القضية الفلسطينية هم يدركون أبعادها بحكم هذا التبني من جمهورية مصر العربية للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ، وهو ليس تبنيًا نظريًا، ولكن الشعب المصري دفع دماءه مع الشعب الفلسطيني وشكل ظهيرًا حاميًا لقضيته منذ نشأتها ومنذ اغتصاب فلسطين تاريخيًا.

عملنا على إحياء يوم النكبة العام الماضي، وكان لنا معرضًا شخص فلسطين التاريخية على المستوى الثقافي عموما جانب منه معماري وجانب آخر اقتصادي وجانب فني، أظهر فلسطين على حقيقتها، الأمر الذي يدحض الرواية الصهيونية بأن أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأوضحنا الصورة الحقيقية لفلسطين التي كان بها أعمدة اقتصادية  تعدت حدود الدولة في نشاطها حيث ساهمت في بناء ورفعة اقتصاديات دول في المحيط العربي، بالإضافة إلى المعمار الفلسطيني ما قبل النكبة وما شهدته من ثقافة في المعمار والمسارح والشوارع، أي أنها دولة كانت قائمة واغتصبت واعتدي عليها، وكانت ستكون في مكان آخر لو قدر لها أن تستمر وتنمو نموها الطبيعي دون اعتداء عليها من قبل المستوطنين الذين جاءوا واستوطنوا فيها وطردوا شعبها.

هل المناسبات التي تقوم بها القنصلية كافٍ لإضفاء فكرة لم الشمل والتجمع وما هي دور القنصلية في ذلك؟

نحن بحاجة للكثير على هذا  الصعيد، والموضوع ليس متوقف على القنصلية، صحيح أن القنصلية هي البيت الجامع لأبناء الجالية وتشكل لها وطنا  في الاغتراب، ولكن أحيانًا بعض الاهتمامات والاحتياجات والمعاناة الخاصة بالمواطن الفلسطيني ينشغل في همومه ومشاكل الحياة التي تصادفه وتكون أولوياته أقل على هذا الصعيد، ولكن على مدار عام تمكنا من التقاء عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية وأبناءها داخل محافظة الإسكندرية، وكان هناك ردود فعل إيجابية جدًا وهم متعطشون أن يكونوا حاضرين في المناسبات الخاصة بدولة فلسطين، فمنذ عام أتيت إلى منصبي الجديد هذا وقدمت وعدًا أن هذا المكتب لن يغلق في وجه أحد.

لماذا لا توجد نقاط تجمع للجالية الفلسطينية في الإسكندرية؟

الفلسطيني عاش في ثنايا الشعب المصري كغيره من المصريين ونلاحظ الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يحملون الجنسية المصرية؛ نتيجة أنهم تشاركوا عائليًا مع الشعب المصري، ونحن نؤمن تمامًا أننا في مجتمع هو في الأساس تجمعًا لنصرة فلسطين فلسنا بحاجة لصنع تجمع يبرز شخصيتنا ونميزها عن المواطن المصري، فلماذا نبحث عن تجمعات ونحن أبناء عائلة واحدة، طبيعي أن تجد الفلسطيني جار للمصري، الرئيس عبد الناصر رفض أي وجود لمنظمة "الأونروا" في مصر لأنه اعتبر المواطن الفلسطيني مواطنا مصريا، لذلك لم تجد أي نوع من المخيمات هنا على عكس باقي الدول.

هل للفلسطينيين في الإسكندرية عمدة لهم كباقي الجاليات العربية؟

العلاقة بين الشعب المصري والشعب الفلسطيني علاقة خاصة جدا وكذلك بين الدولتين، لذلك قلت أن المواطن الفلسطيني انخرط في ثنايا الشعب المصري، وليس كباقي الدول، مثلًا في دولة تشيلي هناك جالية فلسطينية وتخرج منها من تبوأوا مناصب سيادية مثلاً  نائب الرئيس الذي كان من أصول فلسطينية  وهو أيضا وزير الداخلية  وأعمدة في  البرلمان التشيلي وكذا الحال مع البلديات والمجالس التي تدير المدن  حيث تعدى تعداد الجالية هناك 400 ألف فلسطيني، وعلى المستوى الرياضي فنادي "بالاسطينو" هو من ابطال الدوري التشيلي  ومن ابطال دوري الأندية في قارة أمريكا اللاتينية وكذا الحال في أوروبا  هناك الجاليات مبلورة ومأسسة وتجرى انتخابات دورية لممثليها، أما هنا في مصر أصبح الفلسطيني جار للمصري وبل أصبح من ضمن عائلته، ولا يشعر أنه ضمن غربة فهو ينطبق عليه ما ينطبق على المصري.

ما هو تعداد الجالية الفلسطينية في الإسكندرية؟

يدور الحديث عن حوالي 10 آلاف فلسطيني، منهم حوالي من الي 1700 إلى  1900 طالب وافد يدرسون ما بين كليات الطب والصيدلة والهندسة، ما دون ذلك هناك الجالية القديمة التي تبلورت وجودها في مصر إثر هجرة عام 1948 أكثرهم في محافظة البحيرة ومنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية وبعض المناطق الجغرافية الأخرى وهناك من هاجر عقب نكسة 1967.

لماذا يتهافت الطلاب الفلسطينيون على الكليات العلمية خاصة الطب والصيدلة دون غيرها من الكليات؟

المجتمع الفلسطيني عاش تجربة طويلة تحت الاحتلال وتطور الجامعات الفلسطينية بدأ من العدم، حيث أنه قبل عام 1967 ظهرت جامعة "بيرزيت" في رام الله وهي من أقدم الجامعات في فلسطين ما بعد النكبة والتي كانت في الأصل كلية ثم تطورت وأصبحت جامعة، وهناك جامعات أخرى مثل النجاح والخليل وهذه الجامعات شكلت حالة لتعليم الفلسطيني في ظل الاحتلال حين كان يمنع الفلسطيني من السفر والهجرة للدراسة في الخارج، وإذا سافر الطالب للدراسة يمنعه الاحتلال من العودة إلى الوطن، فكان هناك محدودية للبنية التعليمية الفلسطينية في ظل الاحتلال بالتالي الكليات انحسرت في بعض التخصصات ذات طابع العلوم الإنسانية أكثر من التخصصات العلمية، فمثلًا كلية الهندسة في جامعة "بيرزيت" فتحت في عام 1982 قبل ذلك لم يكن هناك كليات هندسة، لذلك أصبح المجتمع الفلسطيني في احتياج لبعض التخصصات أكثر من غيرها، وهذه التخصصات كانت متوافرة وموجودة خارج فلسطين، فالعاملين بمجال الطب قديما كانوا خريجين بلدان الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، لما كانت تقدمه من منح حتى وإن كانت لا تكفي المجتمع الفلسطيني، وفي السنوات الأخيرة بعد الانفتاح والاتفاقيات الموقعة برعاية عربية، كان متاح للفلسطيني السفر ودراسة التخصصات المختلفة؛ لذلك بحث الفلسطيني عن الندرة في التخصصات حيث يبحث الطالب عن الندرة داخل التخصص الواحد؛ لخدمة المجتمع الفلسطيني، ففي اغترابه يركز على ما تفتقده الجامعات الفلسطينية.

المناسبات التي تقوم بها القنصلية وطلاب الجالية بالإضافة إلى الدعم الشعبي لذلك هل هو كافٍ ومرضي لإيصال جوانب القضية للعالم؟

نحن نأمل ونطمع دائما في المزيد من الدعم، ليس لأن هناك تقصير ولكن القضية الفلسطينية مازالت حاضرة وتحتاج لحل، نحن في الحقيقة أكثر من راضين عن تعاطف ودعم الشعب المصري للقضية الفلسطينية وذلك ناتج عن المساحة التي تعطيها الدولة للمواطن المصري وإن لم يكن هناك عقيدة داخل أجهزة الدولة لما وجدنا  ذلك الدعم والتعاطف مع القضية الفلسطينية من الشعب المصري، هناك يومًا للجاليات يقام داخل جامعة الإسكندرية كل عام وأكثر خيمة يتم زيارتها هي الخيمة الفلسطينية سواء من قبل المصريين أو من العرب جميعًا وهذا نسجله بكل تقدير لكل أبناء الشعوب العربية.