رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد هويدي: حكايات جدي و"الراديو" أهم ملامح ذكرياتي الرمضانية

سيد هويدي
سيد هويدي

الراديو كان بطل شهر رمضان. بهذه الكلمات يستهل الفنان التشكيلي سيد هويدي حديثه إلي الـ “الدستور” حول ذكرياته الرمضانية.

كنا صغار عندما اجتمعنا حول جدنا الشيخ سعيد هويدي بعد تناول لسحور رمضان، في الوقت الذي كان يتوافق شهر رمضان مع فصل الشتاء، وهو يقص علينا حكاياته ويدفعنا إلي حل الألغاز التي كان يختارها بدقة حتي تناسب أعمارنا كأن يقول: "هات كلمة من ثلاث حروف تقرأ من الشمال كما اليمين، .. وهكذا.

يضيف هويدي: هذا الطقس اليومي طول الشهر هو ما كان يجعلنا حريصين علي الاستيقاظ في جوف الليل في عز البرد من تحت الأغطية الثقيلة بغرض تناول السحور، ونعيش مع حكايات جدي ونحن ننتظر آذان الفجر، لكن مع موعد رفع موعد السحور قبل الفجر بقليل نتجمع من كل أرجاء بيت العيلة ونتتسابق في الوصول إلي الجامع وصعود المآذنة مع المؤذن بغرض المشاركة في التواشيح، تلك التي كانت تعد مباراة للسيطرة علي سماء الحي بأصواتنا النشاز التي تخرج علي النص كثير في المباراة التنافسية مع الجامع المقابل ولا يرحم المستعمين المنتظرين إلا صوت المؤذن، وفي بعض الأحيان تصل أنباء هذه التجاوزات إلي الآباء، ويكون العقاب هو غلق باب البيت الخارجي، ومع ذلك لا نجد أمامنا إلي القفز من سطح الي سطح آخر يسمح بخروجنا إلي الشارع مع أولاد العم.

ــ الراديو كان بطل شهر رمضان

ولفت هويدي "في زمن كان فيه الراديو هو البطل في رمضان، وكل محطة فيه تعكس شخصية مختلفة البرنامج العام توجه محافظ رزين، أشبه بالخبز البلدي الأسمر، أما صوت العرب فيتسع معها المجال ليشمل اهتمامات أكبر عربية، فيما تشع إذاعة الشرق الأوسط بهجة وفرحة وحرية في التناول، لذلك تتوزع اهتمامات الأسرة كلا حسب اهتمامه للدرجة التي وصلت أن أستحوذ كل فرد من الأسرة علي جهاز راديو أما الشباب فقد توجه أغلب أفراد الأسرة إلي امتلاك راديو ترانزستور، وصل إلي أن يخبأ تحت الأغطية قبل النوم، علي أن يظل الراديو الخشبي الكبير المعلق علي الرف في غرفة المعيشة مفتوحا طوال الوقت، يسمح بسماع المسلسل الذي يعقب وجبة الفطار مباشرة، أو مسلسل اأف ليلة وليلة، والفوازير، ووبرنامج أحسن القصص.

ويختتم “هويدي”: كنت أتابع بدقة بناء أفران الكنافة في الشوارع، فهذه العملية المدهشة يتصدي لها أشخاص أراهم في مثل هذا التوقيت من السنة وكأنهم خرجوا من دولاب الزمن قبل شهر رمضان مباشرة، بغرض هذا البناء التقليدي الذي يبدوا لي أسطوريا في حجمه وشكله الضخم ووجود بيت للنار في الشارع، والغريب أن هذا المبني الكبير يسيطر عليه العامل وكأنه يعزف علي آلة موسيقية تراثية ويقدم جملا لحنية مع كل رشة عجين يلامس السطح الساخن للفرن، ويحصد الغلة كأنه يضم أوتار عود.