رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الملكيين يحتفلون بذكرى المعترف نيكيتاس رئيس دير ميذيكيون

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بذكرى المعترف نيكيتاس رئيس دير ميذيكيون، الذي نفي وتألم لأجل الإيمان القويم في عهد الإمبراطور لاون الأرمني محطم الإيقونات المقدسة، وانتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 824.

وبهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظها الاحتفالية، وصف لنا المخلّص علامات مجيئه الثاني بعد أنّ كلّمنا مسبقًا عن ظهور المسيح الدجّال، فكما البرق الذي ليس بحاجة إلى سابق أو مبشِّر، يلمع بلحظة واحدة في الكون كلّه حتى للذين هم داخل بيوتهم، هكذا يكون مجيء المسيح الثاني الذي سيظهر بذات اللحظة في الكون كلّه. أعطانا أيضًا علامة أخرى عن مجيئه، و أضاف "حَيثُ تَكونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجتَمِعُ النُّسُور"، وقصد بذلك جميع الملائكة والشهداء والقدّيسين. إنّ سرّ مجيء المسيح قد جُعِل محسوسًا من خلال أمر طبيعي يمكن أن نشاهده كلّ يوم. 

 وتابعت الكنيسة في عظتها، نعلم بأنّ النسور يشتمّون رائحة الجثّة من بعيد، فيتجمّعون حولها. فإذا كانت العصافير الجاهلة تشتمّ من بعيد رائحة الجثّة من خلال غريزتها الطبيعيّة، فكم بالحري يكون توق المؤمنين الذين يسرعون للاجتماع حول المسيح الذي يلمع برقه من الشرق حتّى الغرب في اللحظة عينها؟ فمن خلال الجسد (باللغة اليونانيّة، في حين عبّرت اللغة اللاتينيّة عن ذلك بشكل أوضح من خلال استعمال كلمة "جثة"، لأنّ الجسد يموت في النهاية)، يمكننا أن نرى آلام المسيح. ولكي يُعلمنا بمكان مجيئه، قال الربّ: "حَيثُ تَكونُ الجُثَّةُ هُناكَ تَجتَمِعُ النُّسُور". 

وأضافت لقد دعا القدّيسين نسورًا بسبب سرعة تحليقهم في أجسادهم الروحيّة، كما أظهر لنا أنّهم يتجمّعون تحت قيادة الملائكة في المكان الذي تألّم فيه، لأنّه حقّ أن يكشف المخلّص عن مجد مجيئه الثاني في المكان الذي استحقّ لنا الأبديّة المجيدة من خلال تواضعه وآلامه، فهو لم يقل: حيث تكون الجثّة، هناك تجتمع العقبان والغربان، ولكن: "تجتمع النسور"، وذلك للتعبير عن عظمة وملوكيّة الذين آمنوا بآلام المخلّص.