رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن البابا متاؤس الثالث البطريرك الـ 100

البابا متاؤس الثالث
البابا متاؤس الثالث

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين 3 أبريل، بذكرى رحيل البابا متاؤس الثالث البطريرك رقم مائة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتزامنًا مع احتفال الكنيسة اليوم، تستعرض "الدستور" في السطور التالية حياة البابا الراحل على الكرسي المرقسي الذي دامت على مدار 14 عامًا متتالية.

البابا متاؤس ولد باسم "تادرس" وهو ابن أبوين مسحيين من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية، وكان والديه يحبان الله للغاية ويعيشان بحسب الوصايا المقدسة فكانا محبين للغرباء، محسنين للفقراء والمحتاجين، حتى رزقهم الله بالابن تادرس فأحسنا تربيته وأدباه بكل أدب روحاني وعلماه كتب الحياة الكنسية المقدسة.

وبحسب الكتاب "السنكسار" الكنسي الأرثوذكسي، حلت نعمة الله علي "تادرس" فانكب على الدرس والتعليم المسيحى الى أن حركته نعمة الله الى الحياة الرهبانية الملائكية والحياة النسكية فخرج من بلده وترك أهله وأقاربه ومضى الى برية شيهيت ميزان القلوب وترهب بكنيسة القديس العظيم أبى مقار فجاهد في النسك والعبادة جهادًا بليغًا.

- رهبنته وإعلانه بطريركا

وأضاف "السنكسار" الكنسي، أنه تم سيامته قسًا، فتزايد فى التقشف، ونما في الفضيلة فأقاموه قمصًا ورئيسا علي الدير المذكور.

ويستكمل "السنكسار" بعد فترة قليلة رحل البابا يؤانس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون، فاجتمع الآباء الأساقفة وجماعة الكهنة والاراخنة لاختيار من يصلح لاعتلاء الكرسى المرقسى الإسكندري وواظبوا علي الصلاة طالبين من الله أن يقيم لهم راعيًا صالحا لكي يحرس شعبه وبإرادة الله، اتفق رأى الجميع على تقديم الأب تادرس قمص دير أبى مقار بطريركًا. فتوجهوا إلى الدير وامسكوه قهرًا وكرسوه بطريركًا باسم متاؤس فئ يوم 7 سبتمبر عام 1631.

فلما جلس هذا البابا على الكرسى الرسولى رعى رعية الله أحسن رعاية، وكان هدوء وسلام على جميع الشعب القبطي فى أيامه، وارتاحت الكنيسة من الشدة التى كانت فيها، فحسده إبليس عدو الخير وحرك عليه أعوان السوء فذهبوا إلى الوالي بمصر وأعلموه أن الذي يعتلى كرسى البطريركية كان يدفع للوالى مالاً كثيرًا.

وأضاف "السنكسار" أن الوالى أستمع لوشايتهم، واستدعى البابا إليه لهذأ الغرض، فقام جماعة الاراخنة وقابلوا الوالى، فلم يسألهم عن عدم حضور البابا، بل تكلم معهم في شأن الرسوم التى يدفعها البطريرك وألزمهم بإحضار أربعة آلاف قرش فنزلوا من عنده وهم في غم من جراء فداحة الغرامة ولكن الله عز وجل شأنه الذي لا يشاء هلاك أحد وضع الحنان فى قلب رجل يهودي فقام بدفع المبلغ المطلوب الى الوالى، وتعهد له الاراخنة برده ووزعوه عليهم ثم سددوه لليهودي.

وجعلوا على البابا شيئا يسيرًا من هذه الغرامة الفادحة، فنزل الى الوجه القبلي لجمع المطلوب منه، ولشدة إيمانه وقوة يقينه فى معونة الله تحنن قلب الشعب عليه وأعطوه المطلوب عن طيب خاطر وبعد قليل حضر الى الوجه البحري لكي يفتقد رعيته، فنزل بناحية برما وأتى إليه هناك أهالي مدينة طوخ بلده، ودعوه لزيارة الناحية ليتباركوا منه، فأجاب الطلب.

وبعد إتمام البابا زيارته الرعوية لشعب الوجه البحري، وقبوله دعوة أهالي طوخ لزيارة بلدهم ، قام معهم من برما شطر طوخ النصارى. وعندما اقترب من الناحية استقبله جماعة الكهنة وكافة الشعب المسيحى، وتلقوه بالإكرام والتبجيل والتراتيل الروحية التى تليق بكرامته، وأدخلوه إلى البيعة بمجد وكرامة، وأقام عندهم عام كامل وهز يعظ الشعب ويعلمهم.

- وفاته

ولما كان يوم السبت المبارك ذكرى اليوم الذي أقام فيه الله لعازر من بين الأموات اجتمع بالكهنة والشعب بعد إقامة القداس، وأكل معهم وودعهم قائلا بالهام الروح القدس ان قبره سيكون فى كنيسة هذه البلدة وانه لا يبرح طوخ وصرف الشعب وقام ليستريح فى منزل أحد الشمامسة.

فلما حضر الشماس ودخل حجرة البابا وجده راقدًا على فراشه، وهو متجه ناحية المشرق ويداه على صدره مثال الصليب المقدس، وقد أسلم روحه ورحل عن العالم. فاعلموا جماعة الكهنة والشعب، فحضروا مسرعين ووجدوه قد توفى ولم يتغير منظره بل كان وجهه يتلألأ كالشمس فأحضروا جسده المبارك الى الكنيسة وصلوا عليه بما يليق بالأباء البطاركة ودفنوه بالكنيسة بناحية طوخ بلده.

وقد أقام على الكرسى الرسولى مدة 14 عام و 6 أشهر و 23 يومًا لم يذق فيها لحمًا.