رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سره الباتع».. علماء الحملة الفرنسية جاءوا لتحضير وتنفيذ استعمار مصر لصالحهم

سره الباتع
سره الباتع

ضمن أحداث مسلسل “سره الباتع”، يتقدم “كليمونت” ممثل الدفاع عن “حامد”، حتى تكتمل أركان المحاكمة العادلة ــ الصورية ــ والمعروف حكمها مسبقًا كما عبر “حامد” لكليمونت عندما زاره في زنزانته ليخبره بأنه موكل للدفاع عنه.

وفي مشهد تالٍ نرى “كليمونت” والذي يجسد دوره الفنان حسين فهمي، يستهل دفاعه عن حامد بالحديث عن مبادئ الثورة الفرنسية: المساواة الحرية والأخوة، إلا أن المدقق فيما فعلته الحملة وجيشها ضد المصريين ينفي تماما هذه المبادئ.

وهو ما يؤكده الباحث الفرنسي “جورج ليجران”، في كتابه “بلاد بونابرت”، فهو لا يتعرض إلا لبعثة العلماء ــ بحسب ما تذهب إليه الدكتورة ليلي عنان ــ ومن البديهي أنه أكثر أمانة ودقة في عرضه، ويكون التحيز هنا لقوم وهبوا حياتهم للعلم، ولم يجدوا من الجيش أي سند أو تقدير، للبعثة العلمية والتي كان واجبها الأول خدمة الجيش وأهدافه.

ــ تحضير وتنفيذ استعمار مصر لصالح فرنسا

وتلفت “عنان” إلي أن: علي الرغم من إعجاب “ليجران” الكبير بأعضاء البعثة واحترامه الذي لا حد له، لشخصايتهم وانجازاتهم، فإنه يعتبر من القلة التي تتحدث عن الحملة بموضوعية نسبية. ومنه نعرف أن مونج برتولي وبونابرت هم الذين ابتكروا الخطة التكميلية لإلحاق لجنة العلوم والفنون بالجيش المنتصر، تكون مهمتها تحضير وتنفيذ استعمار مصر بعد ذلك. هذه حقيقة المهمة التي سافر من أجلها العلماء إلي مصر مع جيش الحملة، لتحضير وتنفيذ استعمار مصر لصالح فرنسا.      

ــ “ليجران” يذكر الأهداف الحقيقية للحملة

وعندما يتحدث “ليجران” عن أهداف بونابرت من وراء غزو مصر، فهو يؤكد أن بونابرت كان يحث حكومة الإدارة علي أن تعهد إليه بجيش من اختياره ولجنة من العلماء، وفي المقابل يعاهدها هو الاستيلاء على مالطة التي عرفت بحصانتها، والاستيلاء علي مصر الخصبة، وطريق مفتوح إلي الهند بكنوزها الأسطورية، الحملة إذن استعمارية بحتة، بما فيها بعثة العلماء، ولا يمنع هذا المشروع الاستعماري الخاص، بونابرت من طلب الشاعر “ديليل” والموسيقي “ميهول” والمغني “لاييس”، والذي سيقوم بدور شاعر الملاحم الذي يتغني بانتصار الجيش وهو علي رأسه مثل الشاعر الشهير “أوسيان”، وعلاوة علي لجنة العلماء، كان بونابرت يريد ممثلين وراقصين وخاصة راقصات، ولكن الجميع اعتذر عن السفر في اللحظات الأخيرة.

ويشدد “ليجران” على أن الهدف من لجنة العلماء واضح، لأن بونابرت سينشئ مستعمرة مثالية، تكون جديرة به وبالفلاسفة وبأصدقائه. 

كان بونابرت يحب العلماء إلى درجة قد تعادل حبه لجنده، ولكن شريطة أن يكون هؤلاء الرجال ــ على الرغم من ملابسه المدنية ــ ذوي منفعة له حتي يحقق مشروعاته الواسعة، كانوا يسيرون حسب رؤيته، جنبًا إلى جنب مع جنده، فيطيعه الجميع طاعة سلبية عمياء، وتنضوي قيادة العلماء العليا تحت قيادتهم مثلما تنضوي قيادة الجيش أيام المعارك.