رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفدائي رجب عبد العزيز يروي بطولة جنود الصاعقة في معركة الدبابات بـ«أبو عطوة»

الفدائي رجب عبد العزيز
الفدائي رجب عبد العزيز مع مراسلة الدستور

حلمًا كان يراود كل فردًا من أبناء الجيش المصري، أن يشارك في عودة الأرض التي سُلبت، ومعها عودة الكرامة والعزة، وفي شهر رمضان وأيامه المباركة كان الموعد الذي ينتظره كل جندي في جيش مصر العظيم، بتحطيم جميع الاساطير التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على نفسه، وإثبات للعالم  كله قوة مصر وجيشها العظيم بحرب أكتوبر المجيدة.
ومع حلول ذكرى العاشر من رمضان، وحرب أكتوبر المجيد، ألتفت «الدستور» مع أبن الإسكندرية، وأحد رجال الصاعقة وأبطال معركة الدبابات بالاسماعيلية ليروي لنا الجهود التي بذلت حتى النصر.

received_1258034658484155


قال الفدائي رجب إبراهيم عبد العزيز، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، بالكتيبة 133 صاعقة، والذي  شارك في صد تقدم العدو خلال الثغرة «الدفرسوار» بمعركة الدبابات في «أبو عطوة» الإسماعيلية، إننا لقنا العدو الإسرائيلي درسًا لن ينساه بإيمان وشجاعة المصريين، وقهرنا الجيش الذي كان يقول أنه لا يقهر بصيحات الله أكبر التي هزت الأرض تحت أقدام العدو.
وروي لـ«الدستور» تفاصيل بداية ألتحاقه بالجيش حتى انتهاء الحرب، موضحًا أنه كان لاعب كرة قدم في نادي الاتحاد السكندري، وبعد دخوله الجيش، أصبح مجند عام 1970 بالقوات الخاصة صاعقة ومظلات، حيث حصل على فرقة معلمي صاعقة وفرقة مظلات بتقدير جيد جدا مع اللواء طارق حسين عبد الناصر شقيق الرئيس جمال عبد الناصر، الذي لقبه بالفدائي، واصبح معلم في مدرسة الصاعقة بأنشاص، وكان قائد الصاعقة والمظلات حينها الفريق سعد الدين الشاذلي.

received_792092031830710

وأضاف أنه أنضم عقب ذلك للكتيبة 133صاعقة لحماية مدينة الاسماعيلية، وحصل على فرقة قناصة من مدرسة صف ضباط مدرسة التل الكبير، بجانب فرق إشارة، مهندسين عسكريين، ألغام، أسلحة، ثم انضم من خلال كتيبة 133صاعقة لعدة مجموعات منها: المجموعة 127في الإسكندرية،  المجموعة 129 بالجبل الاحمر، المجموعة 136في جبل عتاقة السويس، والمجموعة 139 في عام 1971 بالفيوم في مطار «كوم أشيم» كحماية له، وفي نفس الوقت كان مكان لتدريبات مكثفة تجهيزًا للحرب.

وتابع أن تم اختياره ضمن فرق معلمي الصاعقة للسفر لليبيا، وكان مُعد لنا برنامج عن حرب أكتوبر،  كما تم تدريب الجيش الليبي، ونفذنا مدرسة صاعقة ببني غازي وطرابلس، في شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بـ20 يومًا استدعانا الرئيس السادات من ليبيا، ووصلنا ميناء الإسكندرية في 16سبتمبر وتم إطلاق 21 طلقة عند وصولنا، وعقب ذلك حصلنا على إجازة 10أيام، وبعد ليلة واحدة من الإجازة تم استدعائنا للكتيبة بشكل ضروري وكان الاستدعاء لجميع الزملاء والجميع نفذ الأمر.

received_731300421806996


واستكمل حديثه بأن عند عودته للكتيبة خضعوا لتدريب شاق وصعب، وتم تجهيزهم بملابس جديدة وسلاح جديد، في انتظار الأوامر، قائلًا: كنا نتلقى الأوامر من الرئيس السادات مباشرة، وفي 3 أكتوبر جاءت الأوامر بالتحرك على أحد المطارات به طيارات هليكوبتر، وتأهبنا بداخل الطيارات في انتظار الأوامر، وبعد 72 الضربة الجوية تم اصدار الأمر لمجموعة من زملائي لمهمة وكانت «مهمة بلا رجعة» ولم يعد أحدًا منهم.

تلقينا الأوامر من الرئيس السادات

قال البطل الفدائي، إنه في يوم 15 أكتوبر تحركنا لمقابلة الرئيس السادات في الاسماعيليه بمنى قيادة عمليات الجيش الثاني والثالث واجتمع بنا ووزع علينا السحور، وأخبرنا بدخول دبابات الاسماعيلية وقال لنا«يارجالة عاوز منكم تطهرو المدينة من دبابات العدو»، مشيرًا إلى أن مجموعته استلمت 3أماكن «عزبة ابو عطوة، والخشاينة، وعزبة العمدة» وكان التمركز الأكثر أبو عطوة بسبب قرب المسافة بينها وبين العدو والتي حوالي 500 متر.

وتابع وصلنا أبو عطوة في 16أكتوبر، وكنا نحفر حفر برميلية عمقها مترين وعرضها نصف متر، تحت شجر البرتقال والمانجو، للتخفي، وفي فجر 17أكتوبر طلب زميلي أن أءذن له بالخروج  لإحضار برتقالة من الشجر بالأعلى ليتناولها بالسحور وبالفعل أذنت له، ولكن كان العدو متربص وتم استهدافه بصاروخ SS10، حينها انهارت  وامسكت سلاحي الرشاش وأردت أن أفرغ الـ100طلقة في جنود العدو، لكن زملائي والقائد محمد محمود التميمي، سيطروا على الأمر وقاموا بتهدئتي، وكان زميلي الشهيد «فهمي القاضي» أول شهيد بالمجموعة.

المسحيين شاركونا الصيام وحمونا وقت الصلاة


وقال إن خلال المهمة ابلغتنا القيادة رأي شيخ الأزهر وكان حينها الشيخ عبد الحليم محمود أن الجنود خلال الحرب يجوز لها الإفطار، ولكننا استكملنا صيامنا ورفضنا الإفطار، كما كان معنا جنود مسيحيين يصوموا معنا ويحمونا وقت الصلاة والأفطار، وينتظرونا ويفطروا بعدنا رغم أنهم صائميين معنا، وفي يوم 22 أكتوبر 26 رمضان، توجهنا لمقابر أبو عطوة، بعد أن رصدنا تحركات للعدو وابلغنا القيادة، وتحصنا في مقابر«أبو عطوة» منبطحين على الأرض حتى لا يظهر منا أي شيئ، والعدو كان يتجهز لدخول كل مكان في مدينة الإسماعيلية.


دمرنا الدبابات بصيحات الله أكبر

وأشار إلى أن «شارون» كان قائد عمليات الثغرة، ودخل بدباباته وأسلحته الحديثة من خلال الثغرة الدفرسوار، حيث كان يأمل السيطرة على الإسماعيلية، ومنها يدخل باقي المدن والمحافظات، وفي مغرب يوم 22 أكتوبر تحركت اسرائيل على جميع المحاور في الاسماعيلية، وكانت مجموعتنا في إتجاه كوبري الجلاء ووجدنا 3 دبابات تتحرك، تأهبنا وانتظرنا عبور الدبابة الأولى والثانية وعند عبور الثالثة بدأنا ضربتنا  في نفس التوقيت للدبابة الأولى والثالثة واللاتي كان يحملن 10جنود، واصيبت الدبابة الثانية والتي كانت تحمل جندي واحد، لكنها كانت تحمل مخزن زخيرة بداخلها فانفجرت بشكل رهيب من قوته اسفرت عن حفرة عميقة بمكانها، وتفحم 11جندي اسرائيلي، وكنا نهلل الله أكبر، وصدينا الهجوم الذي كان تخطط له إسرائيل.


الأهالي حملونا وزفونا بالورود  

وذكر أن أول زيارة له للإسكندرية بعد الحرب كانت في منتصف عام 1974، وكان يرتدي الزي «المموه»، وعند نزول منطقته ألتف حوله الأصدقاء والأهالي وحملوه حتى منزله، بالإضافة إلى الرئيس السادات أمر أن يقام احتفال وزفة لأبطال الصاعقة بالإسكندرية وكانت بسيارات مكشوفة وكانت الأهالي في المنازل يلقوا علينا الورود الوبونبوني.
وأكد أنه بعد 50عامًا، مازال يتذكر كل ما حدث في الحرب، وقصص أبطال الحرب والشهداء اللذين ضحوا بأرواحهم، ويحمل بساقه 10شظايا حتى الآن كوسام من هذه الحرب المجيدة وبطولات الكتيبة 133صاعقة، وعقب إنتهاء الحرب حصل على درع الجيش الثاني الميداني وثلاث ميدليات من الجيش الثالث الميداني، ودروع كثيرة وميدليات على مدار سنوات طويلة  من المجتمع المدني، ومؤسسات الدولة، قائلًا:« حصلت على أعلى وسام من الله بالجهاد ومحاربة العدو، ورغم سني كنت اريد مشاركة الجيش في الحرب على الإرهاب بسيناء»