رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اعتكاف وصلاة وأذكار».. تعرف على طقوس «الطريقة البودشيشية» في رمضان

القادرية البودشيشية
القادرية البودشيشية

تتناول "الدستور" خلال شهر رمضان المعظم، طقوس عدد كبير من الطرق الصوفية، ومن أبرز هذه الطرق الطريقة القادرية البودشيشية التي نشأت في المملكة المغربية ومنها انتشرت وانتقلت الطريقة إلى باقي قارات ودول العالم، حتى أصبحت من أكبر الطرق الصوفية التي يتواجد أتباعها في الدول العربية والأجنبية، حيث يصل عدد أتباعها حول العالم إلى ١٠ ملايين ويزيدون.

 

"القادرية البودشيشية".. طريقة صوفية نشأت بالمغرب

 

القادرية البودشيشية طريقة صوفية مغربية تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، وانتشرت انتشارا كبيرا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ونشأت في القرن الخامس الهجري، ويوجد مقرها في قرية مداغ بإقليم بركان شرق المملكة المغربية في منطقة قبائل بني يزناسن، وتنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري أما لقب البودشيشية فقد اكتسبته بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب «سيدي علي بودشيش» لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة، طعام الدشيشة بزاويته.


ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.

وقد تقلد مشيخة الطريقة البودشيشية بعده كل من الشيخ العباس ثم ابنه الشيخ حمزة، وبعده نجله الشيخ جمال البودشيشي الموجود حاليا باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا في جميع أنحاء العالم وتحديدا في فرنسا وامريكا والهند ومصر والسعودية.

 

"البودشيشية"... قلعة التصوف السني

تعرف الطريقة القادرية البودشيشية نفسها دائما على أنها قلعة التصوف السنى فى المغرب العربى، الأمر الذى جعل المريدون يأتون إليها بالملايين من كل حدب وصوب، قاصدين رضاء الله عنهم، واتباع الطريق والمنهج الصوفى الصحيح.

ويتحدث أتباع الطريقة البودشيشية دائما، عن أن شيخهم العارف بالله جمال الدين البودشيشى وضع نهجًا جديدًا للطريقة، من خلال جذب المريدين من جميع أنحاء العالم وتعريفهم بالطريقة ومنهجها الصوفى المعتدل.


وتعد الطريقة البودشيشية من أكثر الطرق الصوفية التزامًا بالكتاب والسنة والشرع الشريف، الأمر الذى جعلها وبجدارة قلعة التصوف السنى، التى تهفو إليها القلوب، وتقصدها الأبدان والأجساد، من كل بقاع العالم، خاصة أن علماء الطريقة هم خريجو الكليات والمعاهد الإسلامية، فضلا عن تلقيهم العلم اللدنى، على يد العارف بالله الشيخ جمال الدين القادرى.


َالأمر الذي يميز هذه  الطريقة البودشيشية، أنها تبعد كل البعد عن المغالاة والأمور البدعية، التى يقوم بها البعض، مما يشوه صورة أهل التصوف فى جميع أنحاء العالم، وهذا ما جعل الطريقة البودشيشية، متفردة فى هذا الجانب، خاصة أن شيوخها السابقين علموا أتباعهم الالتزام بالشرع والبعد عن المنكرات، والانتهاء عما نهى عنه النبى "صلوات الله عليه" عملاً بمبدأ «ما أمركم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».

 

طقوس "الطريقة البودشيشية" في رمضان


تمارس الطريقة القادرية البودشيشية العديد من الطقوس والتقاليد الصوفية والدينية خلال شهر رمضان المعظم، حيث يأتي أتباع الطريقة من كافة أنحاء العالم للاعتكاف، وتؤدي الصلوات والأذكار بشكل دائم، حيث لا تكاد أصوات الذكر تتوقف إلا وقت النوم فقط، ويشهد منزل الوصال الذي يتواجد فيه شيخ الطريقة فعاليات روحية خلال شهر رمضان المبارك حيث تقام فيه حلقات الذكر وليالي الوصال.


وتنظم داخل الطريقة البودشيشية خلال شهر رمضان الحضرات والأذكار والأوراد التى يقولها وينشدها أتباع البودشيشية من حول العالم، والتى تجعل الجسد يلتهب بمحبة الله عز وجل، حيث يتواجد فى الطريقة كل الجنسيات خلال شهر رمضان، العربية والأجنبية، جميعهم جاءوا لكى يذكرون الله في هذا الشهر الفضيل.


ويعتبر اتباع البودشيشية شهر رمضان موسم للعبادة والاعتكاف داخل الطريقة، لذلك يأتي الجميع للزاوية خلال شهر رمضان المعظم، سواء من  مصر أو السعودية أو فرنسا أو إنجلترا، ويشاركون في المجالس العلمية والدينية التي تنظم داخل الزاوية حيث يرجع المريدين إلي بلادهم بعد انتهاء الشهر الفضيل.


مساعدة الفقراء والمحتاجين في رمضان


تقوم الطريقة القادرية البودشيشية، بدور اجتماعي هام خلال شهر رمضان المعظم، حيث تقدم مساعدات إنسانية لعدد كبير من الفقراء والمحتاجين حول العالم، سواء في قارة إفريقيا أو آسيا أو أوروبا وتعتبر الطريقة أن الجانب الإنساني أمر ضروري جدا وخاصة في الشهر الفضيل.


وتنظم كذلك الطريقة البودشيشية، موائد الرحمن المجمعة في العديد من الدول الإسلامية، وليس في المغرب فقط، حيث تعتبر الطريقة هذا الشهر موسم لفعل الخيرات، وعلى ذلك يجب التسابق فيه، لأجل نيل الثواب من المولي سبحانه وتعالى.