«صورة وتعليق».. شجرة العُلَّيّقة والعذراء مريم

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية، للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية صورة لشجرة العُلَّيّقة والعذراء مريم، بمناسبة عيد البشارة.

وعلق الأنبا نيقولا على الصورة قائلا: تُمثّل هذه الأيقونة "حدث ظهور الله لموسى النبي". وفيها يظهر النبي موسى وقفًا أمام العُلَيّقة "وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ" كما يظهر القديس يوحنا الدمشقي، الذي كتب مدائح لوالدة الإله، جالسًا أمام العُلَّيّقة.

كما تقول اشهر مدائح العذراء: العُلَّيّقة التي رآها موسى النبي في برية سيناء تشتعل ولا تحترق تُمثل العذراء مريم، وتعتبر من أشهر الرموز والنبوءات عن السيدة العذراء وذلك مثلما النار أشعلت العليقة دون أن تحرقها أو تؤذيها كذلك نار الإلوهة لم تحرق حشا العذراء الذي تَجَسد أقنوم الكلمة فيه؛ "يا عُلَّيّقة لم تحترق"، "مَن حمل حَشاها إله الكل"، "يا بطن التجسد الإلهي"، "خالق السماء والأرض قد هيأكِ يا طاهرة ليسكن في حشاكِ" 

أهمية هذه الأيقونة أنها تجمع كل التدبير الإلهي الذي أعده الله للإنسان من العهد القديم إلى العهد الجديد:

- ظهور الله (في العهد القديم).

- تحقيق وعد الله بخلاص البشريّة: تجسّد الله وولادته بالجسد من العذراء مريم (في العهد الجديد).

في حدث البشارة، قال الملاك ليوسف خطيب مريم عنها في حُلم: "فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ". يسوع هو يهوه: من الفعل نفسه أتى اسم "يهوشع" الذي اختصر "يشوع " أو "يسوع" ومعناه "يهوه يخلّص" و"الكائن من ذاته الذي يخلّص". وأوضح الرب يسوع المسيح هذا فيما قاله عن نفسه لليهود ولكثيرين: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ ""أَنِّي أَنَا هُوَ"" (Εγώ έιμι ΟΩΝ)"، هذا ما يُكتبه على أيقونة الرّبّ يسوع المسيح "ΟΩΝ"، كما المكتوب في الأيقونة حول رأس الطفل يسوع المسيح.