رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على غرار مقام السلطان حامد في «سره الباتع».. روايات تناولت الحديث عن الأضرحة

مقام السلطان حامد
مقام السلطان حامد

تدور أحداث مسلسل "سره الباتع" الذي يخوض سباق دراما رمضان 2023، حول شاب يبحث عن سر مقام "السلطان حامد" الذي يتواجد في إحدى القرى بالريف، ويشاهد تقديس أهل بلدته للمقام، رغم أن علاقته به لم تكن تتعدى مجرد نظرة غير محبة للاستطلاع يلقيها عليه كلّما مر به في ذهابه وإيابه، نظرة سريعة كأنما ليطمئن بها فقط على وجوده، فقد كان علامة رئيسية من علامات البلد، مثله مثل محطة السكة الحديد، وسرايا آل ناصف، والبقعة المسكونة التي قُتِل فيها سيد إبراهيم - كما يقول بطل القصة.

المسلسل مستوحى من قصة تحمل نفس الاسم للأديب الراحل يوسف إدريس ضمن مجموعته القصصية الشهيرة "حادث شرف" التي نشرت للمرة الأولى في يناير 1958 وتتكون من 7 قصص وهي: "محطة، شيخوخة بدون جنون، طبلية من السماء، اليد الكبيرة، تحويد العروسة، حادثة شرف، وسره الباتع"، وبمعالجة درامية وسيناريو وحوار وإخراج خالد يوسف، وإنتاج شركة سينرجي.

وعلى غرار مقام "السلطان حامد".. تستعرض "الدستور" عدة روايات تدور أحداثها حول المقامات..

خادمات المقام

تدور رواية "خادمات المقام" للكاتبة الكويتية منى الشمري، والتي وصلت إلى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2022، حول الحيل والأكاذيب وأعمال الشعوذة باسم الأضرحة.

ومن أجواء الرواية نقرأ: لم تكن ليلة هانئة تلك التي رست فيها جثّة المرأة ذات البطن المنفوخ على شاطئ جزيرة فيلكا. لكنّ إرادة مقام سيدنا الخضر، الذي يرجو أهلها معجزاته ويخافون غضبه، أخرجت الحياة من قلب الموت ليأتي "وليدُ المقام".

عذبة التي تكتم سرا خطيرا تعلم تماما أن قصّة المقام ليست إلّا حيلة من حيل ماريا، الحبشيّة التي قررت أن تقلب مسار حياتها لتصير سيّدة المقام!

بين أيدي خادمات المقام، عاش الطفل بانتظار قدره. قدرٌ تشابك مع أقدار أهل فيلكا الغارقين في معارك حبّ وخيانة وشعوذة وتجارة.

مقام عطية

تدور رواية "مقام عطية" للكاتبة الروائية سلوى بكر حول قبر تحول إلى مزار ومقام لامرأة عادية، وتحولت إلى صاحبة كرامات ومعجزات يتحاكى عنها كل من آتاها ملبيا.

وتتعدى قصة الرواية حدود "المقام" والمقابر التى لم تعد مهجورة، إنما وصلت إلى عالم الآثار وما يحدث فيه من تلاعب، وما يحدث فيه من تلاعب وما يخفيه من أسرار تكشفها "عزة يوسف" الصحفية بمجلة الصباح.. فقد آثرت كشف الحقيقة على الخوف والنجاة بحياتها، فتحت ملف قضية "الست عطية" وما أحاطه من ملابسات تتعلق بتاريخ أمه يكفيها ما هى فيه من أزمات وكوارث، فنجد القصة ويشارك في روايتها كل من يمت بصلة للموضوع بدءا من ابنها العائد من الخارج ووصولا إلى أحد الطلبة الجامعيين الذي شارك في حمل نعشها.. ومرورا بالجيران والتربي وعالم الآثار وحتى الصحفية ذاتها إنها قصة لا تملى عليك رأيا أو حقيقة ولكنها تقدم لك الأسباب التى تصل بك إليها.. وإن تعددت صورها وتنوعت الاتجاهات والسبل، الكتاب لا يقتصر على رواية "مقام عطية" فقط.. وإنما يشاطرها في صفحاته قصص أخرى.

مقام الفيضان

أما رواية "مقام الفيضان" للكاتب الدكتور طلعت شاهين تدور أحداثها حول فيضان النيل قبل بناء السد العالي وأثره في التغير الاجتماعي على القرى المصرية.

ومن أجواء الرواية التي تدور أحداثها في إحدى قرى صعيد مصر على مدى أكثر من مائة عام: "نظرا إلى أن مقام الشيخ حمادة كان في الأساس لكل أرواح من ذهبوا مع الفيضان، هداها تفكيرها إلى إقامة مولد لا يرتبط بالشهور القمرية كما ارتبطت موالد كبار الأولياء الصالحين، بل يرتبط بالشهور الشمسية وموعد فيضان النيل، فقد كان اختفاء شقيقها حمادة في هذه الفترة، وكل الإشارات تؤكد أنه مات غريقا، بعد أن جرفه تيار الماء العاتي، وتمسكت بهذا الموعد أكثر، لأنه يقع دائما في فصل الصيف الذي يسهر فيه الناس كثيرا، ويكون تنقلهم بين البلاد أسهل".

مقام السيد أحمد


يتطرق الكاتب عمرو الجندي في روايته "مقام السيد أحمد"٬ ومن خلال شخوصه والأحداث المرتبطة بهم لمسائل عدة: الخطيئة والخطيئة الموروثة، والذكورية، وكذلك فكرة الألهة، وتدخله أو عدم تدخله فيما يفعل البشر، والنبوات والمرسلين من قبل الإله وسواهم.

وعلى غلاف الرواية نقرأ:
بين الشكِ والإيمان، ثِمة فَجوة، سُرعان ما تتحول إلى هُوة سحيقة، بيد أنْ الإيمان يتطلب شكًا أصيلًا لا مناص من الخوض فيه ومجاراته، لأنَّ الوعي بِحد ذاته طبقات مُتراكمة من الشك تَقبع أسفلها فِطرتنا المُعذبة وكينُونتنا الإنسانية المرهقة مُنذ الميلاد، النَّشأة، بل والخَلق نفسه.

فَما بالك أنْ نخوضَ تجربة لقريةٍ أخيرةٍ، تبقت من ظلامية هذا العالم ومَدى ظُلم وجَهالة الإنسان، أن تعيش المجهول بِكامله، باحثًا عن الإله، في وُجوه المارة، في عاداتهم، في تفاصيلهِم الصغيرة وفي نفسك أيضًا، أنْ تجد نفسك محاصرًا بالأسياد، بكتيبة إِعدام يَتجسد فيها الموت في قرية لا يموت أهلهَا، ووسط كل ذلك عليك أنُ تُجيب السؤال، ذلك السؤال المُلح والأزلي، من يكون اللّه فعلا؟ هل هو الداخل أم الخَارج؟ أم شيئا آخرًا لا نعرفه.
قَدْ لا نَستطيع الإجِابة عَليه!