رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكتيبة 101».. جهود قواتنا المسلحة فى إجهاض «تكمين الكمين» الخاص بتنظيم القاعدة

مسلسل الكتيبة 101
مسلسل الكتيبة 101

كشف مسلسل «الكتيبة 101»، خلال تفجير كرم القواديس، عن ظهور تكتيك جديد للقتال استخدمته العناصر الإرهابية في الشيخ زويد، وهو ما رأيناه في أحداث المسلسل، وكيف ألحقت العناصر الإرهابية هجومها علي كمين كرم القواديس، بالهجوم علي سيارة الإسعاف، والإمدادات العسكرية.

وفي كتابه «سيناء أرض المقدس والمحرم»، يشير مؤلفه الباحث الدكتور خالد عكاشة إلى أن هجوم كرم القواديس استخدمت فيه العناصر الإرهابية لأول مرة تكتيكًا جديدًا من القتال يسمى «تكمين الكمين».. فما هو هذا الأسلوب الجديد؟.

 ويتابع «عكاشة» موضحًا: أن أسلوب (تكمين الكمين) سبق أن اتبعه تنظيم القاعدة الإرهابي في ضرب القوات النظامية في أفغانستان، ونفذه الإرهاب في مصر، للمرة الأولى، في عملية كرم القواديس بالشيخ زويد.

أسلوب (تكمين الكمين)، الذي نقل من أفغانستان إلى مصر، كان يتبعه قيادات تنظيم القاعدة عند ضرب قوات الجيش والشرطة، ويقوم على أن يهاجم الإرهابيون «الهدف»، مستخدمين كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الثقيلة، بعدها ينصبون كمينًا على بعد مسافة محددة من الهدف الأصلي، ودور هذا الكمين ضرب القوات التي تسارع إلى منطقة الاشتباكات لمواجهة العناصر المهاجمة ومعاونة القوات المستهدفة، ومن ثم يمطر الإرهابيون القوات المعاونة بوابل من نيران الأعيرة الثقيلة، ولا يتوقف هذا الأسلوب عند هذا الحد، بل يتم فيه إعداد كمين آخر لاستهداف عمليات إجلاء المصابين وضرب سيارات الإسعاف، وغالبًا يزرع الإرهابيون عبوات ناسفة وألغامًا قبل العملية بساعات وربما أيام، بهدف إيقاع أكبر عدد من المصابين في صفوف القوات.

مراحل تنفيذ عملية «تكمين الكمين»

ويلفت «عكاشة» إلى أن عملية (تكمين الكمين) تعتمد على أكثر من مرحلة هجومية، ويشترك بها عدد كبير من العناصر الإرهابية المنفذة، إضافة إلى عناصر بديلة، تسمى «الفرق الاحتياطية»، والتي تنتظر على مسافات قريبة من العناصر المنفذة، تلك الفرق تكون على استعداد دائم للاشتراك في الوقت المناسب.

وغالبًا فإن هذا الأسلوب، في كثير من العمليات، ينتهي بالنجاح، إذ إن القوات المستهدفة تباغت بالمراحل الهجومية التي تجهض أي رد فعل لها، ولا تعطيها أي فرصة للمواجهة، لكن العملية الأخيرة في الشيخ زويد فشلت فشلًا ذريعًا، بفضل يقظة قواتنا المسلحة وكفاءتها، وتدريبها المستمر لمواجهة أصعب الاحتمالات.

ويمضي «عكاشة»: وأكد مسئول أمني أن العناصر الإرهابية التي تنفذ مثل هذا النوع من العمليات لها خبرات قتالية، إذ تكون قد شاركت من قبل في حروب، وليس المشاركة فقط في عمليات إرهابية من قبيل تفخيخ السيارات أو زرع العبوات الناسفة، وهي حروب على غرار ما يحدث في سوريا والعراق، وعناصر هذه العمليات تشكل من ضباط أو مجندين سابقين في جيوش مختلفة خاضت معارك وحروبًا، ويتميزون بمهارات ميدانية، كما كان يحدث في أفغانستان، ومن ثم فإن الداعمين لقوى الإرهاب داخليًا وخارجيًا يستعينون بمثل هؤلاء لتنفيذ هذه العمليات النوعية، ولا يعتمدون كثيرًا على تكفيريين أو إرهابيين مبتدئين، كونها عمليات شبه عسكرية.

وأوضح «عكاشة» أن المسئول أضاف أن هذه العمليات تعتمد على مجموعة هجوم وأخرى تكون ساكنة في الخلف، لكنها مستعدة للهجوم مثل المجموعة الأولى، بها الأعداد والأسلحة ذاتها، وهي مستعدة للهجوم عند حدوث أي مفاجأة أو تعرض المجموعة الأولى للفشل في تنفيذ العملية.