رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رسالة الإمام» الحلقة الأولى.. «الشافعى» يظهر مكبلًا بالحديد وزوجته تمرض فى الصحراء

رسالة الإمام
رسالة الإمام

"يا صديقي.. تجمعنا مئات المسائل فلا تفرقنا مسألة، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات فأحيانًا كسب القلوب أولى من كسب المواقف.. لا تهدم الجسور التي بنيتها و عبرتها فربما تحتاجها للعودة يومًا ما.. اكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ.. انتقد القول لكن احترم القائل.. اكره بكل قلبك المعصية لكن سامح وارحم العاصي.. فمهمتنا هي القضاء على المرض لا على المرضى.. لا تحاول أن تكون مثاليًا في كل شيء.. لكن إذا جاءك المهموم انصت وإذا جاءك المعتذر اصفح وإذا قصدك المحتاج انفع.. وحتى لو حصدت شوكًا يوما ما كن للورد زارعًا"، بتلك الكلمات بدأت الحلقة الأولى من مسلسل رسالة الإمام الذي يحاكي قصة حياة الإمام الشافعي.

يظهر محمد بن إدريس الشافعي، مكبلًا بالحديد ويركب جملا ومعه مساجين آخرون وهم يسيرون في الصحراء العراقية مقتادين إلى السجن من أجل محاكمتهم بتهمة نكث البيعة. 

دخل الإمام إلى الزنزانة ومعه باقي المساجين وهم في حالة ذهول وينتظرون الماء لأنهم عطشى وهم في انتظار الموت من قبل الخليفة المأمون.

وقرأ الشافعي سورة الفاتحة وهو ينظر إلى البدر في تمامه، ثم يعقبها بسورة الناس وهو جالس في الزنزانة، يؤذن للفجر فيردد الشافعي الأذان ويقوم بإيقاظ من معه في الزنزانة ويقول لهم "ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها"، ليرد عليه أحد المساجين "كيف نصلي دون وضوء ولا يوجد ماء"؛ فيرد عليهم الشافعي ويقول لهم "فاقد الطهورين يصلي حسب حاله"، ثم يؤم المساجين ويصلي الفجر.

ويقرأ الشافعي سورة الفاتحة وهو يؤم المصلين داخل الزنزانة، ويقرأ بعضا من سورة البقرة في الركعة الأولى، وفي الناحية الأخرى يصلي الخليفة هو الآخر صلاة الفجر.

يختتم الشافعي صلاته، ويقوم بالدعاء قائلا: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".

ويدخل الحراس ويقتادون المساجين، وينظر أحد الحراس إلى يد الشافعي ويبهر بالخاتم الذي في يده يقول له "خاتمك جميل أيها القاضي وأرى أنك لست بحاجة إليه"، ليرد عليه الشافعي بقوله "لست قاضيا".

وأثناء توجههم إلى المنصة يقوم السياف بسن سيفه؛ والإمام متجه للقاء قدره؛ فيدخل واحد تلو الآخر وفي آخرهم الشافعي ثم يجلسون منتظرين أمر الخليفة في البت فيهم، فينظر الشافعي للخليفة ويتم النداء على أول واحد منهم ويدعى حذيفة بن ربيع، ويتم اقتياده ليجلس على ركبتيه أمام السياف الذي ينتظر أمر الخليفة ليقوم بعمله. 

وفي أثناء جلوس حذيفة على ركبتيه يقول له الخليفة "أتقر يا حذيفة بأنك خنت البيعة وخرجت مع ابن عمنا الذي بغى علينا"، ليرد عليه حذيفة قائلا: "هم أحق بالأمر ولهم البيعة"، ليقول الخليفة: "وأنت لك السيف.. اضربوا عنقه فقد خان البيعة وشق الطاعة"، فيتم قطع رأسه. 

يتنتقل المشهد من محاكمة الإمام بالخروج عن البيعة، إلى ركب الإمام الشافعى إلى صحراء سيناء عام 198 هجرية – 814 ميلادية، إذ تسير  قافلة في الصحراء ومعهم الإمام الشافعي، وتقع إحدى المخطوطات في الصحراء فينزل إليها الشافعي ليأخذها ويقوم بركوب حصانه ويضع الكتاب في مكانه الذي وقع منه من على الناقة، وتناديه امرأة تدعى فاطمة وهي زوجته وتقول له كم بقى لنا كي نصل فيرد عليها الشافعي سنصل قريبا ونستريح يا فاطمة.

وفي الليل تكون  زوجته مريضة ومتعبة من السفر وتقول لها ابنتها ليتنا بقينا في مكة أو بغداد.

وتدخل امرأة على الإمام الشافعي، وفي يدها الطعام وتخبره بأن يجب عليه أن يستريح ليرد عليها كيف حال زوجتي فتقول له متعبه والجميع متعبون، فهب الشافعي فزعا عندما سمع صوت ابنته تصرخ خائفة على أمها وتقول لأبيها لو كنا بقينا في بغداد أو مكة ما حدث هذا يا أبي.

ويردد الشافعي وهو يطيب زوجته بعض أبيات الشعر فيقول: 
وتضيق دنيانا فنحسب أننا   سنموت يأسا أو نموت نحيبا
وإذا بلطف الله يهطل فجأة   يربي من اليبس الفتات قلوبا

ويعطي الجارية دواء ويقول لها ضعي منه في طعامها وفي الطعام الذي نأكله جميعا وينادي ربه قائلا "اللهم الطف بنا" 
يسير وسط القافلة ويذهب لأحد الرجال ويقول له زوجتي مريضة وغير قادرة على الحركة فيقول له ندخل إلى الوالي وتعرض عليه الأمر .

يدخل الشافعي إلى الوالي ويلقى السلام عليه ويقول له أدام الله نعمه على الجميع، زوجتي مريضة وأخشى أنها لن تلحق الركاب غدا، فماذا تقترحون، فيقول الحارس أرى أن ننتظركم في عيون موسى وتلتحقون بنا هناك ونترك معكم حراسا حتى تأتوا إلينا وتلقونا، فيرد عليه الشافعي أحتاج اللقاء مع العائلة، ويتركهم الشافعي.

وبعد ذهاب الشافعي يقول الولي للحارس "اتحسب أن الشافعي يتنصل من صحبتنا في دخول الفسطاط"، فيرد عليه الرجل ويقول له "سأبقى معه اثنين من رجالنا وفي عيون موسى سنكتشف الأمر".

يخرج الشافعي من خيمته في الصباح والجو ليس جيدا للرحيل، فيقول للدليل لا يبدوا الجو مناسبا، فيقول له الدليل في الطريق دير نذهب إليه ونستريح هناك، فيقول الشافعي كم من الزمن نحتاج للوصول إليه مسير يوم، ليدخل على زوجته الخيمة ويقول لهم "مسيرة يوم واحد فقط نصل إلى دير نتجهز بالأجواء ونستريح تجهزوا".

وفي الصحراء تتجه باقي القافلة التي يصطحبها الدليل، ويقول الشافعي بعضا من أبياته قائلا:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا     وسافر ففي الأسفار خمس فوائد 
إزالة هم واكتساب معيشة             وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار غم وكربة       وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته        بدار هوان بين واش وحاسد