رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. موارنة مصر يحتفلون بعيد القدّيسة رفقا المعترفة

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بعيد القدّيسة رفقا المعترفة، ووُلدت بطرسيّة في حملايا (المتن الشماليّ) في 29 يونيو 1832. فقدت أُمَّها وهي صغيرة. عملت خادمةً لدى أُسرة في سوريَّة. عادت إلى بيتها الوالديّ فرأت أباها تزوَّج ثانية. أَرادت خالتاها تزويجاها بأحدِ أقربائِهما.

ففضّلت أن تتركَ البيتَ وتترهّب. إِلتحقت بجمعيّة المريمات وأضحت راهبة. سنة 1871، إِنتقلت إلى الرهبنة اللبنانيَّة المارونيَّة بعد إلغاء تلك الجمعيَّة، في دير مار سمعان أيطو، آخذةً اسم رفقا. وفي سنة 1885، طلبت من اللّه أن يُشركها في آلام ابنه الفادي. فشعرت منذ ذلك اليوم بآلامٍ في العين ثمّ الرأس، إلى أن امتدَّت إلى جسمها كلّه فأضحت طريحة الفراش مدّة 29 سنة. رقدت برائحة القداسة سنة 1914 في دير مار يوسف ـ جربتا. أُعلنت قداستها سنة 2001.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن جيرترود، التي كانت قلقةً في إحدى المرّات في داخلها من عدم قدرتها على اختبار توقٍ كبيرٍ لدرجةٍ يكون ملائمًا لمجد الله، حصلت على هذا التفسير الإلهيّ، بأن الله راضٍ تمامًا عندما يكون للإنسان الإرادة على أن يكون لديه رغبات كبيرة إن أمكن حتّى ولو كان غير قادر على تحقيق المزيد؛ وعلى قدر ما تكون أمنيته بالحصول على تلك الرّغبة كبيرة، فهكذا تكون أمام الله. بقلب مليء بهذه الرغبة في تمنّي الحصول على التوق، يجد الله المزيد من المسرّات ليبقى، أكثر من المسرّات الّتي تكتنف الإنسان في أكثر فصول الرّبيع إزهارًا.

مرّة أخرى، وبسبب المرض، كانت أقلّ انتباهًا لله لبضعة أيام، ثمّ شرعت، بعد استعادتها وعيها لهذا الذنب، في الاعتراف بهذا الإهمال للربّ بتواضع خاشع. وبما أنّها كانت تخشى الاضطرار إلى تحمّل تأخير طويل قبل أن تجد الحلاوة القديمة للحضور الإلهيّ، فجأةً وفي لحظة، شعَرَت أنّ صلاح الله ينحني نحوها لقبلةٍ مليئة بالحبّ، مع هذه الكلمات: "يا ابنتي، أنتِ دائمًا معي، وكلّ ما لي هو لكِ". لقد فهِمَت، من خلال هذه الإجابة، أنّه على الرغم من أنّ الإنسان بطبيعته الهشّة يزيح انتباهه عن الله، فإنّ هذا الأخير لا يهمل، في لطفه الرحيم، أن يحمِّل جميع أعمالنا استحقاقًا لمكافأةٍ أبديّة، شريطة ألّا نتحوّل عنه عمدًا وأن نتوب دومًا عن كلّ ما يؤنّبنا ضميرنا عليه.