رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عم ويليام».. مسحراتى القرية «مسيحى» يوقظ المسلمين: محبة وونس

عم ويليام يتوسط أهالي
عم ويليام يتوسط أهالي القرية

في قرية المدمر التابعة لمجلس مدينة طما شمال محافظة سوهاج، يجوب «عم ويليام» (58 عامًا)، وهو رجل مسيحي يقرع طبلته لإيقاظ جيرانه المسلمين للسحور.

وقرر «عم ويليام» أن يحل محل مسحراتي القرية الذي توفي قبل نحو عام لبث السعادة في نفوس أبناء قريته بدون أي مقابل.

وبعد منتصف الليل بساعة يبدأ عم ويليام رحلته مترجلًا تارة وعلى حماره تارة أخرى ليجوب شوارع القرية ليوقظ النائمين من جيرانه وأهل قريته المسلمين ليتمكنوا من تناول السحور.

«عم ويليام» كما يطلق عليه أهالي المدمر رجل مسيحي في العقد السادس من العمر يرتدى جلبابًا بلديًا وعمامة ممسكًا بيده طبلة وعصا صغيرة يدق بها مرددًا: «اصحى يا نايم.. رمضان كريم»، لإيقاظ النائمين للسحور مستمرًا في تنفيذ ذلك للسنة الثالثة على التوالي رافضًا الحصول على أي مقابل نظير العمل الذي يقوم به.

القصة بدأت كما رواها «ويليام» (58 عامًا) بقراره أن يكسر صمت شوارع قرية المدمر بالدق على طبلته لإيقاظ الصائمين من أجل تناول وجبة السحور في مبادرة منه لخلق أجواء رمضانية في بلده.

يبدأ العم «ويليام ناشد» جولته في الساعة الواحدة صباحًا في نشر البهجة بين أهالي قرية المدمر قائلًا: أستيقظ من بعد الساعة الواحدة من النوم وآخد طبلتي عشان الناس تصحى خاصة إن عندنا في الصعيد مفيش مسحراتي والأطفال اللي طالعة بتسمع باسمها بس بيصحوا مخصوص عشان يشوفوني وأنا بدق على الطبلة وأنادي.

وأضاف: «المسلمين حبايبي ومتربيين مع بعض منذ الصغر على الحلوة والمرة وأنا بفرح وبرتاح أما أصحيهم للسحور».

ورغم أن ويليام يعاني من حالة مادية صعبة، إلا أنه يرفض بشدة أن يحصل من الأهالي على أى مقابل.

فى المقابل، يقول سيد لملوم أحد جيران ويليام: «نحن فى القرية أسرة واحدة كبيرة نتقاسم الأفراح  والأحزان لأننا مؤمنون بأن الدين لله والوطن للجميع وهناك عشرات المواقف نشهدها فى القرية لا فرق بين مسلم ومسيحى، فعند تشييع جنازة أو واجب عزاء لا تستطيع التفريق بين مسلم ومسيحى من أبناء القرية».