رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى يستقبل سفير الهند بالقاهرة لبحث أوجه تعزيز التعاون

 الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام،

استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الأحد، أجيت جوبتيه، سفير الهند بالقاهرة؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين دار الإفتاء المصرية وجمهورية الهند.

في مستهل اللقاء، أكَّد مفتي الجمهورية عمق العلاقات بين مصر والهند، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية والإفتائية على مستوى العالم للوصول إلى الاستفادة القصوى والمثلى لتبادل الخبرات ومواجهة التطرف.

وأوضح المفتي، خلال اللقاء أن فتاوى دار الإفتاء المصرية تهدف على مدار تاريخها إلى دعم استقرار المجتمعات والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد باختلاف عقائدهم وثقافاتهم، كما أوضح أن هذا المنهج مستمد من المسلك النبوي الذي ظهر في وثيقة المدينة المنورة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة لتكون بذلك أول وثيقة للمواطنة الكاملة.

كما استعرض المفتي بعضَ الجهود التي قامت بها دار الإفتاء لمكافحة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى إنشاء الدار مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، الذي أصبح أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، وهو المرصد الذي تم تطويره ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز عالمي علمي وطني متخصص في دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب، منبثق عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، موضحًا أن تأسيسه جاء كثمرة لجهود متوالية وخبرات طويلة وعمل دءوب لدار الإفتاء في مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستويين المحلي والعالمي.

كما استعرض الدليل المرجعي لمواجهة التطرف ومكافحته الذي وضعته دار الإفتاء المصرية، واستغرق إعداده سنوات، والذي يتضمَّن تصورًا يشمل كلَّ ما يخص قضايا التطرف، مؤكدًا أن هناك صلات متشابكة بين التنظيمات المتطرفة وجميع أفكار كتبهم، نلحظ من خلالها وجود هذا الرابط القوي. وقد أهدى فضيلة المفتي السيد "أجيت جوبتيه" نسخة من الدليل.

على صعيد متَّصل، تطرَّق فضيلة المفتي إلى الحديث عن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عام 2015، التي تضمُّ حتى الآن أكثر من 80 دولة لتكون مظلة عالمية تجمع كافة المؤسسات والهيئات الإفتائية حول العالم للتعاون وتبادل الخبرات ومناقشة القضايا المهمة والمعاصرة، مشيرًا إلى أن الهند هي إحدى الدول الأعضاء بالأمانة.

كما أبدى المفتي استعداد دار الإفتاء الكامل لتقديم كل أشكال الدعم العلمي والشرعي للمسلمين في الهند، وكذلك تدريب علماء الهند وطلابها على مهارات الإفتاء من خلال البرامج التدريبية التي وضعتها دار الإفتاء.

من جانبه، أبدى أجيت جوبتيه، سفير الهند في القاهرة، إعجابه الشديد بما حققته دار الإفتاء المصرية من نجاحات في قضايا مكافحة التطرف والإرهاب، والنهضة الكبيرة في تفكيك الفكر الضال، والتطور الرقْمي الهائل في منظومة العمل والخدمات الإفتائية التي تقدمها الدار، والاشتباك والتفاعل مع القضايا المعاصرة التي تشغل الناس، مشيرًا إلى أن الهند تتميز بتنوع ديني وثقافي واسع، ومع ذلك تنعم باستقرار كبير.

في نهاية اللقاء، وجَّه أجيت جوبتيه، دعوةً رسمية إلى فضيلة المفتي لزيارة الهند في إطار برنامج الزوار البارزين، وعقد اجتماع مع عدد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات ومناقشة سُبل تعزيز التعاون بين الهند ودار الإفتاء المصرية.