رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعركة بين الحروب: تكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا.. ما الأهداف؟

غارة على مطار دمشق
غارة على مطار دمشق

شنت إسرائيل غارة جوية على سوريا أطلقت خلالها صواريخ من منطقة شمال لبنان على عدة أهداف في طرطوس وحماة، وأسفرت عن إصابة ثلاثة سوريين بجروح ولحقت أضرار بالممتلكات بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صباح اليوم الأحد.

الغارة تأتي بعد أيام من غارة جوية أخرى منسوبة لإسرائيل أدت إلى خروج مطار حلب عن الخدمة. وقالت التقارير إن الضربة استهدفت إمدادات أسلحة إيرانية. وتم الإعلان في وقت لاحق عن استئناف الرحلات الجوية، كما نفذت إسرائيل غارة أخرى بطائرة مسيرة يوم الأربعاء الماضي أسفرت عن قتل عدة أشخاص في مدينة دير الزور بشرق سوريا التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من إيران.

تكثيف الغارات

كثفت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة من هجماتها ضد بعض المواقع السورية، والتفسير هو أن المواقع التي تضربها إسرائيل تستخدمها إيران لنقل أسلحة إلى سوريا وحزب الله، فمطار حلب رغم أنه مطار مدني، فقد أفادت معلومات استخباراتية إسرائيلية أن إيران استخدمت المطار لنقل الأسلحة إلى سوريا وهو السبب الذي يقف خلف الغارات الإسرائيلية المتعددة على المطار.

يذكر أن إيران استخدمت  مطار حلب، بعد استخدامها قاعدة T-4 الجوية والمطارات في دمشق بطريقة مماثلة.

غارات الأسبوع الماضي على مطار حلب لم تكن للمرة الأولى، في أواخر أغسطس وسبتمبر 2022، كانت هناك غارات جوية على نفس المطار، تسببت في إلحاق أضرار بالمدرج  وكذلك مبنى بالقرب من منطقة بالمطار يستخدمه الجيش السوري. 

بالنسبة لإسرائيل فإن قصف مطار حلب بسبب رغبة إيران منذ أكثر من عام في تعزيز وجودها في المدينة وتمكنت بالفعل من توسيع وجودها عبر شراء عقارات وتشكيل مجموعات موالية لها لتوطيد نفوذها بالشمال السوري ومنافسة الوجود التركي. أما قصف دير الزور فالهدف منه هو استهداف ورشة في أحد المباني لتجميع الطائرات المسيرة التي تنقل من إيران مفككة ليعاد تركيبها.

البعد الإقليمي

تأتي الغارات الإسرائيلية في وقت تتزايد فيه التوترات مع إيران حيث تواصل تخصيب اليورانيوم، وكان وزير الدفاع الأمريكي في إسرائيل الأسبوع الماضي خلال رحلة إلى المنطقة، ناقش خلالها مع مسئولين إسرائيليين كيفية التعامل مع إيران، وكذلك بعد الإعلان قبل يومين عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

تدعم إيران النظام السوري خلال الحرب الأهلية السورية، ولكنها في الوقت نفسه قامت بإنشاء ميليشيات، للحصول على وكلاء لاستهداف القوات الأمريكية في شرق سوريا وتهديد إسرائيل ونقل الأسلحة إلى حزب الله.

إسرائيل من جانبها، تحاول وقف ترسيخ إيران في سوريا عبر ما يسمى بـ"المعركة بين الحروب"، خاصة بعد أن بدأت إيران باستخدام سوريا بدلًا من لبنان في نقل الأسلحة، وكانت هناك مخاوف إسرائيلية من أن تستخدم إيران غطاء الزلزال لنقل الأسلحة، كما كانت تستخدم الرحلات الجوية المدنية في نقل الأسلحة من إيران. 

من ناحية أخرى، تعمل دول الخليج على التطبيع مع سوريا، وعلقت السعودية هذا الأسبوع على احتمال عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وإذا نجحت عودتها فإن الغارات الإسرائيلية على سوريا ستكون معقدة.

وفي سياق أوسع، هناك رغبة لدى تركيا وإيران (في ظل التنافس فيما بينهما على الوجود في سوريا) وروسيا على تقليل التواجد الأمريكي في شرق سوريا، ورغبة منهما لخروج الولايات المتحدة من شرق سوريا، بالنسبة لإسرائيل فإن الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة ستملؤه إيران، فيما تتحرك اتجاهات في الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في دورها في سوريا.