تنمية أرض الفيروز.. جهد أمني وتعاون مع أبناء سيناء يحقق «معجزة التطهير»

جهد كبير قادته القوات المسلحة المصرية لمكافحة الإرهاب بذلت من أجله تضحيات كبيرة لعودة الحياة لطبيعتها في سيناء خلال السنوات الماضية، ولم يكن ذلك ممكناً دون استراتيجية متكاملة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة.

ومجابهة الإرهاب ليس عملاً أمنياً فقط فالقضاء على الإرهاب لا بد أن يشمل القضاء على مسبباته، وهنا كان الاتجاه إلى التنمية وتغيير الحياة المعيشية للمواطن بالتوازى مع العمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية.

شهادات دولية بإنجاز تاريخي غيرت شكل الحياة على أرض سيناء، من خلال استراتيجية الدولة فى مكافحة الإرهاب من خلال 3 محاور رئيسية (الأمنى - الاجتماعى - التنموى)، بتنسيق جهود كل مؤسسات الدولة في التنمية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطن الضامن الحقيقى للقضاء على مسببات الإرهاب.

جهود على الأرض تمت بالتوازي مع معركة الوعي في المقام الأول لمقاومة التزييف المتعمد للحقائق ونشر الشائعات والأفكار الهدامة، اعتمد على مراعاة البعد الإنسانى والاجتماعى عقيدة راسخة لدى القوات المسلحة، لمحاربة الفكر المتطرف بالفكر المعتدل والتنمية والحياة الكريمة.

واستعرض فيلم تسجيلي "نبض وطن" من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وذلك خلال تفقده لاصطفاف المعدات المشاركة في إعمار وتنمية سيناء في 26 فبراير، آراء أهالي مدن سيناء عن الأوضاع الأمنية والمحاور التنموية التي تمت في أرض سيناء.

وأكد أهالي سيناء أن الأوضاع الأمنية باتت مستقرة 100%، وعادت العريش خاصة آمنة مستقرة وحالها الآن أفضل من ذي قبل.

وتحدث المهندس خليل حماد سلمان، يعمل في قطاع الكهرباء بالشيخ زويد وأحد النماذج المشرفة التي كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن اللحظات الصعبة التي عاشها خلال فترات الإرهاب الأسود، قائلا: «اللي شاف غير اللي سمع، وسيناء عانت من الإرهاب الأسود، وتحررت بالدم وكان الثمن غاليا».

وحول المواقف الصعبة التي واجهها مع الإرهابيين، قال: «عشنا فترة قاسية جدا، كانت الكهرباء تُقطع علينا من قبل الإرهابيين، كانوا يسقطون الأبراج ويقطعون الكابلات، وأرسلوا لنا رسائل التهديد بالقتل والذبح والموت، وكانوا يعلقون الرسائل في الأبراج المهدمة، لكننا كنا نصر على التعامل مع الأمر، وكانوا يعيدون أعمال التخريب».

وواصل: «إحنا موظفين ولكن ارتدينا الخوذة والواقي وشاركنا بالتعاون مع قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب، ولدينا 3 موظفين استشهدوا في يوم واحد بخلاف الإصابات».

وأكمل: «كنا ندخل بعض المناطق وننطق الشهادة بسبب خطورتها ووجود الإرهابيين فيها، وكانت قواتنا المسلحة تدخل معنا من أجل تأميننا، وما يحزنني استشهاد زملائي وضباط القوات المسلحة الذين كانوا مستحقا تكريمهم ولكن الله اختارهم عنده».

كما تحدثت إسراء أمين حمدي أحد النماذج المشرفة التي كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن كواليس التحضير لتكريمها، مؤكدة سعادتها، قائلة: "تكريمي مفاجأة كبيرة جدا بالنسبة لي، كنت في عملي واتصلت بي القوات المسلحة وأخبرتني بأنه جرى اختياري كي يكرمني الرئيس السيسي، هذا الأمر فخر كبير لي".

وأضافت: "هذا التكريم لكل بنت في شمال سيناء، ولست أنا فقط، الوضع في العريش كان صعبا للغاية، كنا نعمل تحت خط النار، من ينزل الشارع كنا نخاف عليه، كان سيصاب أو يستشهد أو سيتعرض لأي مكروه، لكن هذا الأمر تغير كليا، الوضع أصبح مستقرا ونعيش في أمن وأمان وتطوير وتنمية في شمال سيناء والأوضاع الآن مستقرة".

وتابعت أحد النماذج المشرفة التي كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي: «كنت في قرية العبيدات التابعة للشيخ زويد، وكنت أعمل في مزرعتي، وسط عائلتي، وحدث انفجار عبوة ناسفة في كمين للقوات المسلحة، وتعرضت للإصابة مع والدتي، لكن إصابة والدتي كانت أقوى، ولكن حياتنا استمرت، رغم الأوضاع الصعبة، وفي عام 2018 أصبت بطلق ناري في العملية الشاملة".

وواصلت: "تم علاجى ووضعي الصحى الآن أفضل فى كل شىء".

واستطردت: "عندنا إصرار للعمل بهدف واحد وهو الوطن، عندي قرايبي وجيراني وصحابي استشهدوا، مش بنفكر في الخوف قد ما بنفكر في الوطن والبناء والعمل والتنمية، وكانت مكافأتنا لينا عن كل تعب السنين اللي فاتت في تكريم الرئيس لينا إمبارح ومش عايزة حاجة تاني خلاص".