قبل وبعد 2013.. كيف كانت مشروعات تنمية سيناء نقطة التحوّل في دحر الإرهاب؟

تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عن الأوضاع الأمنية قبل وبعد 2013، مؤكدًا أنه كان أمام خيارين بعد توليه مسئولية الحكم، أحدهما إما توجيه جهود الدولة وحشد الإعلام نحو الحرب على الإرهاب في شمال سيناء، أو بذل الجهد في مكافحة الإرهاب بالتزامن مع إعادة إعمار وبناء الدولة المصرية بما تستحقه البلاد والشعب المصري.

الرئيس السيسي أكد خلال فعاليات الندوة التثقيفية 37 للقوات المسلحة، احتفالًا بيوم الشهيد: «عندما توليت المسئولية كان هدفنا القضاء على الإرهاب في شمال سيناء مع تحقيق التنمية».

في السطور التالية؛ نوضح كيف كان والوضع الأمني قبل 2013 وبعدها، وكيف أن التحول كان نقطة مهمة في دحر الإرهاب.

حاولت الجماعات الإرهابية تحويل سيناء لبيت آمن لهم، والتي بدأت عملياتهم في يوم السابع من أكتوبر عام 2004 بسلسلة من التفجيرات المتزامنة، شملت تنفيذ هجوم بسيارة ملغومة استهدف فندق «هيلتون طابا»، الذي يقع على بعد مئتي متر فقط من بوابة العبور بين إسرائيل ومصر.

هذا الانفجار الضخم أوقع أكثر من 30 قتيلًا وعشرات المصابين من الإسرائيليين والمصريين وجنسيات أخرى، في ذات التوقيت وبذات الطريقة تم استهداف منتجعين سياحيين، بمدينة نويبع على بعد ستين كيلو مترًا في اتجاه الجنوب بسيارتين مفخختين، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين ومصري.

عقب هذه التفجيرات أعلنت ثلاث جماعات غير معروفة، على شبكات التواصل الاجتماعي، مسؤوليتها عن الهجوم، كما أعلنت جماعة تطلق على نفسها كتائب «شهداء عبد الله عزام» مسؤوليتها عن الهجوم، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط عدد من المشاركين في تخطيط وتنفيذ التفجيرات، واستمر البحث عن عدد آخر منهم.

وشنت أجهزة الأمن المصرية حملة مداهمات واسعة شملت العديد من المدن والقرى في نطاق سيناء، بحثاً عن المتهمين الهاربين، أسفرت عن اعتقال عدد كبير من المتورطين، وظلت أجهزة الأمن المصرية تتابع ملاحقتها المطلوبين على خلفية اتهامات بالتورط في تنفيذ تفجيرات طابا، وقعت سلسلة التفجيرات المتزامنة الثانية في سيناء في قلب مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء.

وفي مساء ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 2005، وقعت سلسة التفجيرات الثانية، والتي أسفرت عن وقوع ما يقرب من مئة قتيل وحوالي مئتي مصاب في أكبر حصيلة من الضحايا تشهدها مصر جراء حوادث الإرهاب، وتشابه أسلوب تنفيذ الانفجارات مع الأسلوب الذي تم إتباعه في تنفيذ تفجيرات طابا.

وتوالت الحوادث الإرهابية في سيناء، حيث شهدت مدينة دهب بجنوب سيناء في الخامس والعشرين من أبريل 2006 سلسلات من التفجيرات المتزامنة، أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من السياح الأجانب والمصريين، ليتأكد وجود تنظيم تكفيري على أرض سيناء.

وعقب أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 في مصر في ظلت حالة من الغياب الأمني التام في سيناء حدثت خلاله عمليات جديدة، قوبلت تلك العمليات بردٍ قاسٍ من القوات المسلحة المصرية في فترة قيادة المجلس العسكري للبلاد منذ منتصف عام 2011 تمثل في العملية المعروفة باسم «عملية النسر».

وفي مايو عام 2013 كونت حملة ضخمة من قبل قوات الجيش والشرطة المصرية الجديدة باسم «عملية سيناء»؛ لمواجهة الإرهاب وشهدت سيناء مواجهات غير مسبوقة، لتبدأ بعدها مواجهات الجيش المصري للجماعات الإرهابية وجهودها في دحر الإرهاب.

 460 مشروعًا في سيناء بتكلفة 480 مليار جنيه

استعرض اللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، جهود الهيئة في تنفيذ خطط التنمية الشاملة في سيناء، قائلًا: "سيناء الأرض المباركة ملتقى الحضارات مهد الأديان السماوية قلب العالم ومفتاح فهم الماضي لبناء جمهورية جديدة، تم تنفيذ مشروعات البناء والتنمية والتعمير لمد جسور التنمية إلى سيناء، الدافع والأساس من أجل مستقبل أفضل.

أضاف:" تم تكليف الهيئة الهندسية لتنفيذ العديد من مشروعات التنمية المختلفة في سيناء حيث تم تنفيذ 460 مشروعا بتكلفة 480 مليار جنيه، في جميع المجالات، حيث تم الانتهاء من 340 مشروعاً وجاري تنفيذ 102 مشروعًا ومخطط تنفيذ 18 مشروعًا في القطاعات المختلفة، لافتاً إلى أنه تم تنفيذ العديد من محاور الطرق والكباري لربط شبه جزيرة سيناء بكل ربوع الدولة المصرية، حيث تم إنشاء 60 محورا وطريقا بمساحات 4600 كيلو مترًا بتكلفة 69 مليار جنيه.  

وتابع اللواء أحمد العزازي: "تم تنفيذ 5 أنفاق للسيارات أسفل قناة السويس بمساحة 25 كيلو مترًا بتكلفة 35 مليار جنيه... وجار إنشاء كوبري جديد أعلي قناة السويس الجديدة 2.3 مليار جنيه... وفي مجال المواني الجوية المدنية، تم تطوير مطار البردويل... وتطوير منشآت مطار شرم الشيخ... وتطوير مطار العريش المدني بتكلفة 2.5 مليار، ومطار سانت كاترين... لتصل التكلفة الإجمالية 11 مليار جنيه"، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ مشروعات مختلفة في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي، وتنفيذ مشروعات في مجال المواني البحرية التجارية، تطوير ميناء العريش البحري بتكلفة إجمالي 4 مليارات جنيه.  

وحول مشروعات الإسكان والتجمعات العمرانية في سيناء، أكد اللواء أحمد العزازي أنه تم تنفيذ 51 مشروعا وجار إنشاء 4 مشروعات ومخطط إنشاء 5 مشروعات... حيث تم تنفيذ 63 ألف وحدة سكنية بتكلفة 60 مليار جنيه... وتم إنشاء 2 مدينة جديدة مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة، ومدينة سلام مصر، وجار إنشاء مدينة رفح الجديدة، فضلاً عن تنفيذ 18 تجمع بدوي سكني زراعي بإجمالي 1200 بيت بدوي وتجهيز 289 بئر مياه، بجانب مشروعات الرعاية الصحية حيث تم إنشاء 2 مستشفى في بئر العبد.

وتابع: "تم تنفيذ 8 مشروعات في الصرف الصحي، وجار الانتهاء من 15 مشروع بتكلفة 33 مليار جنيه... وتم إنشاء أحواض الاستزراع السمكي بتكلفة 15 مليار جنيه... وتم إنشاء 49 مشروعا في مجال المنشآت التعليمية بتكلفة 21 مليار جنيه... وتم إنشاء جامعة الملك سلمان وجار إنشاء 2 جامعة أهلية وجامعة تكنولوجية بجانب مشروعات الصالة الرياضية والمعسكرات الشبابية وغيرها من المشروعات.

وفي مجال إنشاء التجمعات التنموية تم الانتهاء من المرحلة الأولى لعدد 18 تجمع بدوي سكني زراعي بإجمالي 1200 بيت بدوي، وتم حفر 289 بئر مياه بأعماق تتراوح من 300 لـ1000 متر طولي لاستصلاح مساحة 10610 فدان وإنشاء 4 قرى للصيادين على بحيرة البردويل بإجمالي 200 منزل.

وبمجال الرعاية الصحية تم تنفيذ 30 مشروع وجاري تنفيذ 2 مشروع بإجمالي 32 مشروع بطاقة إجمالية 1000 سرير، بتكلفة إجمالية 3.5 مليار جنيه، ومن أهم هذه المشروعات إنشاء 2 مستشفى بمنطقة بئر العبد ونخل بطاقة 135 سرير، ورفع كفاءة 9 مستشفيات بطاقة 625 سرير، إنشاء وتطوير شامل لعدد 16 مركز طبي ووحدة صحية لمدن ومراكز ومحافظة جنوب سيناء.

وجرى الانتهاء من إنشاء المعامل المركزية لسلامة الغذاء والحجر الزراعي بميناء نويبع، وبمجال الإمداد للمياه والصرف الصحي والكهرباء تم تطوير البنية التحتية للإمداد بالمياه والصرف الصحي والكهرباء لاستيعاب المشروعات التنموية، وتم تنفيذ 25 مشروع شبكات مياه، وجار تنفيذ 6 مشروع بإجمالي 31 مشروع لإضافة 450 ألف متر مكعب/ يوم مياه للشرب بتكلفة إجمالية 20 مليار جنيه.

كما تم إنشاء 23 مشروع تحلية لمياه البحر بطاقات تتراوح بين 10 آلاف ل150 ألف متر مكعب/ يوم، وإنشاء محطة ترشيح مياه بطاقة 70 ألف متر مكعب/ يوم، قابلة للتوسع ل140 ألف متر مكعب/ يوم بمدينة الإسماعيلية الجديدة، وبمجال تطوير شبكات الصرف الصحي تم تنفيذ 8 مشروع وجار تنفيذ 6 مشروع ومخطط تنفيذ مشروع بإجمال 15 مشروع بتكلفة إجمالية 33 مليار جنيه، ومن أهم المشروعات المنفذة لاستغلال مياه الصرف المعالجة في أعمال التنمية تم إنشاء محطة معالجة ثلاثية بالاعتماد على مياه مصرف بحر البقر بطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب/ يوم، وإنتاج محطة معالجة ثلاثية بمصرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب/ يوم.

وفي مجال الإمداد بالكهرباء تم تنفيذ 10 مشروعات بتكلفة إجمالية 3.5 مليار جنيه ورفع كفاءة شبكات الكهرباء بمدن العريش والشيخ زويد ورفع، وبمجال الزراعي واستصلاح الأراضي تم تنفيذ 13 مشروع وجار تنفيذ 8 مشروع ومخطط تنفيذ 3 مشروع بإجمالي 24 مشروع بتكلفة إجمالية 68 مليار جنيه، ومن أهم تلك المشروعات إنشاء سحارتين أسفل قناة السويس، و6 حصارات امتداد بمصرف بحر البقر وحفر 20 بئر مياه بمطار العريش، وجار إنشاء أعمال البنية التحتية بالمنقطة الصناعية شرق بورسعيد بتكلفة 14 مليار جنيه.

وتم إنشاء وتطوير 49 جامعة ومدرسة ومعهد ومقر إدارة تعليمية وجاري إنشاء 5 جامعاتبمختلف التخصصات بتكلفة إجمالية 21 مليار جنيه، وتم إنشاء جامعة الملك سلمان برأس سدر والطور وشرم الشيخ وجاري إنشاء جامعتين أهليتين، وإنشاء 2 مدرسة يابانية، وتم إنشاء الصالة الرياضية بمدينة العريش وجاري إنشاء 2 معسكر شباب بتكلفة إجمالية 510 مليون جنيه.