رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخرجون بمهرجان أسوان: المرأة كانت البطلة في أدب يوسف إدريس لكن السينما ظلمتها

خلال فاعليات مهرجان
خلال فاعليات مهرجان أسوان

نسمة إدريس: خالد يوسف اختار " سره الباتع " من عشرين سنة وأتمنى أن يخرج العمل بصورة جيدة

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول المرأة في سينما يوسف إدريس، أدارتها المخرجة ماجي مرجان المستشار الفني للمهرجان، وشارك فيها المخرج مجدي أحمد علي، الكاتبة نسمة يوسف إدريس أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية ، الكاتب والقاص أحمد أبو خنيجر .

وقالت ماجي إن الأفلام التي نقلت أدب يوسف إدريس بعضها علامات مهمة في السينما ولكن كيف كانت صورة المرأة في أعماله وكيف عكستها السينما ، ومنها أفلام الحرام من إخراج هنري بركات ، ولا وقت للحب إخراج صلاح أبو سيف، والنداهة من إخراج حسين كمال ، و قاع المدينة إخراج حسام الدين مصطفى.

 

وقالت نسمة يوسف إدريس ، إنه كان يحب أن تصل أعماله للسينما لكنه كان يتدخل في السيناريو ، يرى أن المخرجين يجدون صعوبة في توصيل إحساسه عبر السينما، موضحة أن علاقته بالمرأة كانت ملتبسة حتى أنجبها، فكان لديه ولدان لكنه كان مصرا على إنجاب بنت، وبدأ ينظر للمرأة بصورة مختلفة تماما، وأصبحت وأكثر عمقا، فإحساسه بالمرأة كان عاليا، ففيلم الحرام عرض في أمريكا في السبعينيات، والسيدات خرجن من السينما يبكين، والنداهة أيضا الذي وصف المرأة القادمة من الريف وتسعى للتطور والتحرر ، وتحرر الأمر في فيلم على ورق سولفان وناقش علاقة الرجل بالمرأة ، وكيف تحترم المرأة زوجها وتغيرت وجهة نظرها فيه بعدما شاهدته في مجال عمله وشددت علي أنه أقرب  الأفلام لقلبها ، فالفيلم ناقش مدى القرب والألفة بين الزوج والزوجة وما يؤدي إليه من غياب الشغف .

وتابعت: ربما كانت علاقته بوالدتي هي الأكثر تأثيرا في حياته وليس فقط في أدبه ، فقد كانت أمي تعامله كطفل ، وكانت ترعاه  وكان يقول دائما لولاها لما عشت أصلا وليس فقط لما كتبت .

وقال المخرج مجدي أحمد علي: إن يوسف إدريس ممن بنوا شخصيتي ، ففي شبابنا كان مهما جدا أن نقرأ نجيب محفوظ ويوسف إدريس، بدأت بيوسف إدريس ، حتى أنني أصبحت أقرأ محفوظ بعين يوسف إدريس،  لم تكن القصة القصيرة مشهورة في وقتها، إصرار نجيب محفوظ على كتابة الحوار بالفصحى كان أمرا معقدا جدا ، المعلم في المقهى ورئيس مجلس الادارة يتحدثان بلغة واحدة ، لكن يوسف إدريس خرج من هذا المأزق ، أتذكر ان إبراهيم أصلان قال إن الحوار لا يعبر عن الشخصية بل إنه هو الشخصية .

وأضاف مجدي أحمد علي أنهم حتى اليوم يعتبرون أن القصة القصيرة رواية مختصرة التعبير عن لمحة زمنية أو نفسية فهذا ما رسخه يوسف إدريس في صفحة واحدة ، فيها براعة الاستهلال وفيها الدراما وفيها الحوار وفيها كل شئ بنسب متفاوتة ، القصة القصيرة اذا حاولت ان تعمل بها فيلم طويل تفقد معناها .


وتابع: القصة عند يوسف إدريس عبقرية ويستحق في رأيي جائزة أكبر حتى من نوبل ، فقد علمنا عبقرية الاختصار ، وتجسيد مشاعر الشخصية بأقل الكلمات وتجسيدها بالانفعال، نادرا عندما يعبر بالحوار ففي فيلم النداهة أري أن المشهد الافتتاحي مذهل -مات حامد ، بالضبط مات - بعد ذلك تعرف أنه اكتشف خيانة زوجته، وأري أن ما قدم من أفلام يوسف إدريس أقل بكثير من أعمال يوسف إدريس، وأتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضرا وانزعج جدا من العرض، وأوقفه وتعارك مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

واستكمل قائلًا: إن إدريس في النداهة عبر عن قدرة المدينة على سحب أرواح الناس حين عملت خادمة أصبحت تذهب الى الجامعة وأصبحت أفضل عكس ما أراد أن يقوله ، أنت تكتب ولكن من الذي ينقل أفكارك إلى الشاشة ، معظم الناس لم تقرأ لنجيب محفوظ لكن تتذكر الأفلام المأخوذة عن رواياته، فمثلا قصة “لي لى” في غاية الجمال لكن اللقطة الأخيرة هي المركزية ، حين يترك الشيخ الناس سجودا ويستسلم للغواية، فأحيانا المخرج والسيناريست يكونوا ليسوا على قدر الكتابة ، بدليل أن هيكل ومحفوظ وحقي ويوسف إدريس مظلومون في عالم الدراما .

وقال أبو خنيجر إن القضية تكمن في من يتصدى للعمل ، خاصة كاتب السيناريو أو من يحولها لمسرح، وأري أن يوسف إدريس كاتب مركب يعمل على القصة القصيرة والتفاصيل فيها محدودة، فهو يعمل على المفاهيم .

 

قالت د. عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان: النقطة المهمة في أعمال يوسف إدريس أنه كان الأكثر قدرة على رسم الأجواء الاجتماعية ، فكان يقدم لنا العوالم المصرية بطريقة تجعلنا نتخيلها سينمائيا . كيف للضعيف أن يجلد الضعيف . كيف تكون ناس ضحية للجهل والمرض ، هو كان كاريزما كبيرة جدا وكان حريصا على التاكد من أن رؤيته ستقدم بشكل ملائم فمن حق المخرج أن تكون له رؤية ، ولكن  بما  لا يجور على النص الأصلي أو محتوى القصة .

واستكملت الفنانة سلوى محمد علي : القصة الجيدة لا تصنع فيلما جيدا، والرديئة قد تصنعه، مشيرة إلى الأعمال المهمة التي قدمت عن أدب يوسف إدريس لم ينجح المخرجون على تقديمها بالشكل الملائم .  
 

وأضافت أنه كان يتحدث دائما عن قصص الحب ، طريقته في تناول قصص الحب ، قصة الحب صاحبتها ليست موجودة ، الحب عنده مختلف ، التعبير عن الحب ، لا وقت للحب ، كان طريقة متفردة ،  حين اعترفا بالحب كانا يتحدثان عن الديناميت ، دائما كانت لديه طريقة مميزة في الافصاح عن الحب. 
وأشارت إلى انه كان من أوائل الكتاب الذين نقلوا التجربة البريشتية في المسرح في الفرافير ، الاطار التسجيلي ، وحتى اليوم مازالت تلك المسرحية علامة في المسرح .

وأشار مجدي أحمد علي إلي أن خلود الشخصية أعطى مساحة لإعادة الرؤية ، وهذا يستلزم بالضرورة وجود قامات كبرى قادرة على استيعاب هذا الأمر وتحويل الكتابة إلى عمل فني ملائم . 

ويري أن المرأة هي البطلة معظم الوقت فى النداهة ، الحرام ، بيت من لحم ، قاع المدينة كان يحترم المرأة ويمركزها في أعماله ، فالمرأة هي محور الحدث ، وهو شعر أنه لا غنى في أي حياة بمجتمعاتنا عن المرأة . 

وعن التوقعات حول التناول الجديد لأعماله خاصة مسلسل " سره الباتع"  الذي حصل علي حقوق تقديمه المخرج خالد يوسف من قصة ليوسف إدريس ، قالت نسمة إن خالد يوسف مهووس بهذه القصة منذ عشرين سنة واشتراها منا 3 مرات ، عاد بهذه القصة للعمل وهو متحمس له وممتنة لانتشار أعمال يوسف إدريس ، وأتمنى أن يكون العمل جيدا.