الأصلى واحد من الأعمال الأصلية
نجاح كبير حققته الحلقات الأولى من مسلسل "الأصلي" الذي يعرض حاليًا على منصة ووتش إت حيث تصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة أبطال العمل من خلال تعليقاتهم وردودهم البسيطة بالشكر اللطيف لمعجبيهم.
تدور أحداث المسلسل في منطقة التوفيقية المشهورة بتجارة قطع غيار السيارات ومستلزماتها ومن أكبر تجارها سيد الأصلي أحمد بدير الذي يعتمد على ابنته شديدة الشكيمة وقوية الشخصية فاطمة الأصلي ريهام عبدالغفور التي تسعى للحفاظ على تركة والدها من الضياع وتفرقتها على الورثة طبقًا لوصية والدها أن عدم توزيع الميراث سوف يبقي الإخوة جنبًا إلى جنب ولا تفرقهم الأموال، فتتجه فاطمة الأصلي إلى الاستحواذ على السلطة العائلية وترفض تقسيم التركة عن طريق تدبير بعض المكائد لشقيقاتها على الرغم من مشاعرها الصادقة تجاههن، إلا أنها تحاول طوال الوقت إزاحتهن من طريقها فهي ترى أنها الأحق بهذه التركة لأنها كانت تعمل مع والدها منذ طفولتها، وهكذا تسير الأحداث بين مكيدة من فايزة منال سلامة أو من تجار السوق المنافسين، لكن فاطمة الأصلي صلبة لا تنكسر وتمر من كل مكيدة أقوى وأشجع، فضلًا إلى أنها لا تفوت فرصة تمكنها من التحكم بأعناق الورثة من أفراد عائلتها.
الأصلي من نوعية الدراما العائلية التي تظهر فيها حكايات عن تشابك العلاقات والزيجات والخيانة والطلاق وصراع الأخوات وباقي أفراد العائلة من أبناء الأعمام والخالات الذين يحتكمون بكبير العائلة في نهاية المطاف والتي تمثلها فاطمة لما لها من سيادة مكتسحة لا أحد يقوى على مواجهتها.
المسلسل من بطولة تجمع بين نجوم الدراما ريهام عبدالغفور ومنال سلامة وإيهاب فهمي وحمزة العيلي والوجوه الصاعدة شروق إبراهيم ويوسف عثمان وسارة نور وولاء الشريف ورانيا السيد والذي من المتوقع أن يشاهد الجمهور المزيد من أعمالهم القادمة لما لديهم من قدرات تمثيلية جيدة جدًا ومبشرة بجيل جديد موهوب.
تمكنت ريهام عبدالغفور من أن تؤدي دورها بقبضة محكمة وتتنقل بين المشاعر المتناقضة بشكل مثير للدهشة كما يفاجئنا حمزة العيلي الذي يؤدي دور جابر زوج فاطمة المغضوب عليه من قبلها منذ الحادث الأليم الذي تسبب في حرق مخازن منافس عائلتها، فيؤدي العيلي واحدًا من أقوى أدواره بنجاح في استخدام تقسيمات وجهه وتبدل ملامحها بين المشاعر المتفرقة على مدى وقت ظهوره، وتقدم منال سلامة دور فايزة المختلف عن أدوارها في أعمالها السابقة فهي الشقيقة الحقودة التي تفسد زواج ابنة شقيقتها عن طريق الوشاية والطرق الملتوية، فضلًا عن الابنة الثانية التي أفسدت زواجها من ابنها إبراهيم/ يوسف عثمان.
المسلسل عمل درامي متكامل الأركان يمكن تشبيهه بكلاسيكيات الدراما المصرية مثل ليالي الحلمية وأرابيسك ولن أعيش في جلباب أبي بما فيها من مشاكل اجتماعية وعائلية، حتى إن موسيقى التتر والموسيقى التصويرية التي ألفها محمد نزيه تحمل عراقة هذه الكلاسيكيات التي لا تنسي فاعتمد نزيه على الآلات الشرقية إلى جانب الة التشيلو وآلات الأوركسترا من الآلات الإيقاعية والوتريات في تناغم شديد التميز.
هذا التناغم لم يقتصر على فريق التمثيل والموسيقى فحسب، بل امتد للرؤية الإخراجية للمخرج أحمد حسن الذي وضع خطته بإحكام سعيًا لإيصال فكرة المؤلف أمين جمال بالصوت والصورة للمتلقي كما يتناغم باقي فريق العمل كل بدوره، فقد نجح ثنائي الإخراج والتأليف في الوصول إلى صيغة سلسة تنساب بيسر وسلاسة بين السيناريو والحوار وتقسيم المشاهد الطويلة.
