رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجارديان»: لا توجد بارقة أمل فى نهاية حرب أوكرانيا بالمستقبل القريب

الحرب فى أوكرانيا
الحرب فى أوكرانيا

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي، أنه بعد مرور عام على الحرب في أوكرانيا، بات من الواضح أنه لا توجد أية بارقة أمل تلوح في الأفق عن نهاية تلك الحرب في المستقبل القريب.

وتضيف الصحيفة أن استمرار الحرب طوال عام كامل أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا في ظل مواجهات عنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية، مشيرة في نفس الوقت إلى أن الصراع المسلح هناك أدى إلى توسيع الفجوة بين الشرق والغرب.

وتقول الصحيفة، إن التباين في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا بدا واضحا من خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته بولندا أمس والكلمة التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا أمام البرلمان الروسي بمناسبة حلول الذكرى الأولي للحرب إلا أنه بات من الواضح أن القاسم المشترك بينهما هو أن تلك الحرب لن تضع أوزارها في القريب العاجل.

وتابعت الصحيفة أن الرئيس الروسي حين اتخذ قرار الحرب في أوكرانيا كان يعتقد أن العملية العسكرية لن تستغرق سوى أيام معدودة وينتهي الأمر، إلا أن تدفق المساعدات العسكرية من الدول الغربية إلى أوكرانيا أدى إلى تغيير موازين القوى وساهم في صمود القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، وهو ما أدى إلى إطالة زمن الحرب.

وتوضح الصحيفة في هذا السياق، أن ذلك الموقف في ساحة القتال دفع الجانب الروسي إلى اللجوء لحرب استنزاف في أوكرانيا، وهو ما أدى إلى نزوح ملايين من الأوكرانيين الذين اضطروا إلى النزوح عن ديارهم هربا من ويلات الحرب إلى جانب خسائر ضخمة تكبدها الاقتصاد الأوكراني.

وتقول الصحيفة إن روسيا أخطأت في تقديرها أن العملية سوف تكون سريعة ولن تستغرق كل هذا الوقت، موضحة في نفس الوقت أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو لم تكن مؤثرة بالقدر الكافي كما كان متوقعا.

وتلفت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس الروسي أمس بتعليق مشاركة بلاده في معاهدة "ستارت" للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية يدعو إلى القلق، حيث أنه قد يعتبر تمهيدا لاستخدام روسيا للسلاح النووي وهو ما ينذر بتصعيد خطير في الصراع الحالي في أوكرانيا.

وتوضح الصحيفة أن طول مدة الحرب في أوكرانيا أدى إلى استهلاك كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بشكل غير عادي وهو ما دفع القوات المتحاربة إلى الهرولة من أجل إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من أجل تعويض الفاقد منها.

وتلفت الصحيفة إلى موقف الولايات المتحدة في هذا الصدد، حيث تقول إن واشنطن أعربت عن قلقها بشأن تزويد الصين لروسيا بالأسلحة، موضحة أن الدول الغربية كانت مترددة في السابق بشأن توفير دبابات حديثة ومنظومات صواريخ متوسطة المدى لأوكرانيا، إلا أنها في ظل التطورات الحالية أصبحت تفكر جديا في تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة.

وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي يراهن على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا مع استمرار الحرب لفترة طويلة وهو ما يجب أن تدركه الدول الغربية وتأخذه في الحسبان، موضحة في نفس الوقت أنه على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي أمس الأول خلال زيارته كييف عن استمرار الدعم لأوكرانيا إلا أن القلق ينتاب الإدارة الأمريكية بشأن تأثير تلك الحرب على الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام القادم.

وتؤكد الصحيفة في الختام أن التكلفة الباهظة لاستمرار الصراع في أوكرانيا سوف تحتم السعي عند نقطة ما لوضع نهاية لتلك الحرب بدلا من استمرارها إلى ما لا نهاية.